منذ إعلان الحكومة إغلاق المراكز الثقافية الإيرانية بالعاصمة والولايات طفقت جهات كثيرة لكشف المستور حول المد الشيعي بالسودان وكان أخطرها احتواء المناهج التعليمية للمذهب الشيعي بطوائفه المختلفة وعلى رأسها مادة الدراسات الإسلامية للصف الثاني الثانوي ومادة المطالعة والأدب للصف الثالث ثانوي، وقد أكد المراقبون أن المناهج الدراسية تعتبر الأخطر لأنها تعمم على كل التلاميذ السودانيين وفي عمر «التجنيد» وهو العمر الخصب الذي تستهدفه كل المذاهب والآيدلوجيات الدينية والسياسية والغريب أن المنهج وضع على أيدي علماء «مسلمين» وتربويين متخصصين في وضع المناهج ومراجعتها، وقد حاولت آخر لحظة مراجعة المناهج وبدأت بكتاب المطالعة والأدب للصف الثالث الثانوي والذي احتوى على قصائد الشيعة والأمويين وقد أكتشفت أن الكتاب الذي وضعته اللجنة المكلفة من المركز القومي للمناهج والبحث التربوي والمكونة من د. وداعة محمد الحسن عكود جامعة أفريقيا العالمية والأساتذة حسن سيد أحمد الناطق وتاج السر بشير صالح من نفس الجامعة، وقام بمراجعته الخبير التربوي الأستاذ عبد الله محمد الخير القاضي، وقام بتنقيحه د. وداعة عكود ود. نعيم أحمد نعيم ود. عوض أحمد أدروب والأستاذ حامد إبراهيم وجميعهم يعملون بالمركز القومي للمناهج، بالإضافة للخبير التربوي عباس الريح والسؤال الذي يفرض نفسه كيف مرت هذه المناهج على كل هؤلاء وكيف مرت على كل معلمي المادة، ولماذا لم يتم التنبيه لها من قبل. وقد حوت صفحة «441» من الكتاب مادة مفيدة «من تاريخ الأدب في العصر الأموي» على قصائد وخطب ونثر عن الحقبة الأموية، وقالت الفقرة الثالثة «إن هذه الحرب التي يسميها مؤرخو الإسلام (الفتنة الكبرى) تركت آثاراً بعيدة في المجتمع الإسلامي فبرزت خلافات فكرية ومذهبية لم تكن معروفة من قبل»، الشيء الذي يؤكد أن هذه المادة موضوعة «تعسفاً» فالمذهب لم يكن موجوداً إبان الحقبة الأولى للإسلام ما هي الدوعي للترويج له ولشعرائه وخطبائه. وفي الصفحة «641» وتحت عنوان شعر حزب الخوارج جاء تعريف للخوارج ويقول الكتاب «هم الذين خرجوا على الإمام علي ابن أبي طالب عندما قبل التحكيم في الحرب التي بينه وبين معاوية وصارواً حرباً عليه وعلى معاوية، لقد تميز الخوارج بالشجاعة المفرطة والتمسك الشديد بالدين، تمسكاً أخرجهم من الإسلام وكانوا صادقين في شعرهم قال أحدهم واسمه فروة بن نوفل: 1- نقاتل من يقاتلنا ونرضى... بحكم الله لا حكم الرجال 2- وفارقنا أبا حسناً علياً... فما من رجعة أخرى الليالي 3- فحكم في كتاب الله عمراً... وذلك الأشعري أخا الضلال. اللغة الكلمة : أخرى الليالي }} معناها: أبداً إلى آخر الزمن عمراً : هو عمرون بن العاص وكان مستشاراً لمعاوية الأشعري هو أبو موسى الأشعري والمعنى: (1) إننا نقاتل من يقاتلنا وإذا احتكمنا إلى كتاب الله رضينا بحكمه، أما أن نحتكم إلى البشر فلا. (2) لذلك رفضنا أن نحكم الرجال في ديننا وبسبب تحكيم الرجال فارقنا علياً فراقاً ما له رجعة. (3) لقد حكموا فينا شخصين كلاهما ضال وهما عمر بن العاص، وأبو موسى الأشعري. ولكم أن تتدبروا في المعاني للمادة المكتوبة والمنقحة والتي لا يقبل التلميذ أو الطلاب بعدها رأياً آخر، لأنه جاء في مناهج دراسية يثقون فيها وفي المعلم الذي يقوم بتدريسها. وقد حوت المادة التي جاءت تحت عنوان «شعر الحزب الشيعي»: يعد شعراء الشيعة من أصدق الشعراء قولاً، لأن شعرهم ينبعث عن عقيدة صادقة لآل البيت رضي الله عنهم، ويرون أن الخلافة حق للإمام علي وأبنائه من بعده بنص القرآن والحديث، وسنجد في النصوص نموذجاً. وإذا كانت هذه محتويات هذا الكتاب فماذا يمكن أن نجد في بقية الكتب، وقد طالب التربويون والمراقبون بضرورة إيقاف تدريس الدروس التي تمجد الشيعة وتساعد على نشر منهجمهم، ولم تقف مطالباتهم عند هذا الحد، بل طالبوا بفتح تحقيق لمعرفة الأسباب التي وضعت بها هذه المواد في المناهج الدراسية، بالإضافة لتحديد الفترة العمرية والمرحلة الدراسية التي وضعت فيها هذه المواد.