حسام الدين أبوالعزائم : لم يضع أحد في حساباته أو توقعاته أن يخرج والي شمال دارفور رئيس المؤتمر الوطني بالولاية عثمان محمد يوسف كبر من سباق ترشيحات أعضاء الحزب،ليسند السلطان كبر التوقعات بإكتساحه المشهد وبتفوق واضح على أقرب منافسيه مدير عام الحج والعمرة الأسبق الأستاذ آدم جماع.. أصوات العضوية توزعت مابين الخمسة فعثمان كبر حصل على 565 صوتاً،يليه آدم جماع ب 234،والوزير نصرللدين بقال ب 61 صوتا؛أما عبدالله بدين فحصل على 59 صوتا ليتذيل القائمة ب 43 صوتا من جمله 971 من أصوات أعضاء الشوري بزيادة بطاقة تالفة. يوم الجمعة وصفه عثمان كبر في خطابه أمام المؤتمر العام وبحضور نائب رئيس المؤتمر الوطني لشؤون الحزب بروف إبراهيم غندور بالعيد،معتبرا ماتم خلال ولايته بجرد الحساب..! وهو ماأمن عليه عند جلوسنا معه قبل إعلان النتيجة بساعة تقريبا وكان ذلك في تمام الساعة الثانية عشر - في الساعات الأولى من الصباح مثلما يقول استاذنا احمد البلال الطيب - وكان معي عدد من الزملاء الصحفيين.الوالي كبر قال إنه زاهد في المنصب ويمتلك رغبة حقيقية في الإستقرار بالخرطوم قبالة نهر النيل؛وهي تمثل رغبة واضحة في الترجل،وقد قال إن التعب طاله من الإمساك بالملفات التي لاتسكن أو تهدأ..! أحد القيادات الدارفورية ونحن جلوس بمعيته..أوضح للوالي كبر بأنهم يرغبون ببقائه فالسلام مرتبط ومرهون بولاية جديدة لعثمان كبر؛وأنهم متى ماذهب سيحركون ساكن الملفات التي سوف تدول حسب حديثه،ناقلا خوفه من إنفراط العقد الذي بدأ في منظومة جديدة ربما كانت بداية لإستقرار الولاية وشقيقاتها الأربع.. الساعة التي مرت معلنة بعدها إكتساح كبر لإخوته في الأصوات،بدأتها زغاريد النسوة والفتيات لتستمر معها التكبيرات.. وملامح (عمك) -كما يسمونه في القصر - هي ذاتها لم تتغير من ملامح قبل الإعلان؛لنقوم بعدها بتقديمنا للتهنئة ضمن الحضور،اسر لي عثمان كبر بذهابه معنا في نفس الطائرة نحو الخرطوم عصر الغد (السبت) فقد أكمل الوالي تجهيزاته لحج البيت الحرام،حتى أنني أوصيته بالدعوات وصالحها للبلاد والعباد.. الوزير بالسلطة الإقليمية لدارفور الأستاذ حافظ ألفا وهو وزير ثقافة أسبق بالمناسبة في حكومة شمال دارفور،كانت النتيجة حسب توقعاته وقد قال لي إن كبر يملك كارزيما طاغية تجعله ممسكا بكل أطراف الولاية،واصفا إياه بالرجل البسيط حتى أنه إستشهد بمأدبتي الإفطار والغداء التي أقيمت على شرف أعضاء الحزب ،موضحا بأن (صينية) كبر لاتفرق عن بقية (صواني) الموجودين،وليس بها تمييز ؛فالتمييز وإن وجد هو فقط صحن (العصيدة) وهي أكل (الفقراء)..وهذا ماحبب المواطنين في عثمان كبر..فهو منهم قبل أن يكون والياً..وبعد توليه. ألفا تغزل في آدم جماع أيضاً ساردا لي مسيرة مدير عام الحج والعمرة الأسبق في العمل التنظيمي والحكومي..موضحا بأنها نجوم تزين جيده وصفحات بيضاء توضع في كتابه..واستبعد ألفا أن تكون هناك صراعات..! فالحزب وعضويته ملتزمون بالمؤسسية والتنظيم،والرأي أخيرا هو بقلم المركز العام.. مايهم حاليا أن شمال دارفور بدأت تستجمع قواها وعافيتها..وتقديرات مايلي من مستقبل مضئ أو مجهول ينتظر قرار الخرطوم،وماتحمله الأجواء من رغبة في تغيير الوجوه مع ثبات السياسات؛هو في ظني صعب في الوقت الحالي،ورغم جاهزية المرشح الذي يراه البعض الأقوى في الحصول على تأشيرة الدخول للقصر الولائي الأستاذ آدم جماع،إلا أن آخرون يعتبرونه يحتاج لخمس أو ست سنوات على أقل تقدير حتى يلم بجميع ملامح وتفاصيل الولاية؛وتبريرهم بأن الأمور هي الأن تحت السيطرة،والسنوات التي سيحتاجها جماع ستجثم فوق ظهر الولاية وهو مايعتبر مصدرا للخوف من زيادة التوتر والصراع في الشمال الدارفوري؛فكل مايزيد عن (حده) سينقلب لضده..! ولكن بالطبع الأمر هو بيد أولي الأمر فينا ..الذين هم أدري بمن هو الأجدر والأحق ..