٭ لكن إلى متى؟! هل سيقبل العالم وفي مقدمتهم العرب والمسلمون باستمرار هكذا حالة.. دمار وقتل وتمثيل وعدم استقرار إلى ما لا نهاية؟.. لابد من نهاية.. قد لا تكون قريبة، ولكن حالة داعش المخالفة لمنطق التاريخ ولأعراف البشر وموروثهم الحضاري ولقدسية الحياة الانسانية التي احاطها الله بحرمة تفوق حرمة الكعبة المشرفة، تقول بأن مصيرهم، لن يختلف كثيراً عن مصير اسلافهم «الخوارج» في صدر الاسلام.. فهم سيعيشون ويعيثون فساداً في الأرض لبعض الوقت ويظفرون «بسلامة» مؤقتة، برغم اشتقاقها ومناقضتها في آن معاً لأخلاق «السلام» الذي هو بعض اسماء الله الحسنى، ولكن في النهاية سيهزمون و«يُولّون الدُبر» ككل البغاة، فهم ليسوا أشد بأساً أو قوة من هتلر والنازية أو موسليني والفاشية الذين أفنوا الملايين.. وعندها ستدرك «أمريكا» بطلان مخططها وخبال فكرتها ل(الفوضى الخلاقة)، الرامية لتحويل «خطر الارهاب» إلى ما تعتقد أنه منصة تأسيسه.. المسلمون والعرب بحيث يرتد «كيدهم في نحرهم» وهذا ما بان لها الآن في إلتحاق أمريكيين وأوروبيين واستراليين بداعش للقتال في صفوفها، ومن ثم العودة لمحاربتها في عقر دارها.. ٭ مما يهيء لداعش ويبشرها ب«بعض سلامة»، مع استشراء شرورها إلى فترة يصعب التنبوء بها منذ الآن، هو هذه الخطة المبتورة أو المواجهة المجتزأة والمترددة التي اعتمدتها أمريكا والتحالف الذي أنشأته، ونأت بنفسها، وبحلفائها الأقربين من خوض مواجهة مباشرة «بقوات برية» على الأرض، متأملة -أو متغافلة على الأرجح- أنه لم يعد في العراق جيش يمكن الاعتماد عليه في مواجهة مقاتلين بشراسة المتطرفين التكفيريين، خصوصاً بعد تمكنهم من الأرض والسلاح والمال.. لا في العراق، ولا في سوريا التي تقترح الخطة تدريب «خمسة آلاف» كل عام من المعارضين الذين تصفهم ب«المعتدلين».. تحدث الجنرال ديمسي رئيس الأركان المشتركة الأمريكية منذ يومين في مؤتمر صحفي له مع وزير الدفاع شاك هيجل عن احتمال رفع عديدهم الى «51 الف» مقاتل.. مجرد احتمال.. الخطة ايضاً لا تملك جواباً حول دور أو كيفية التعامل مع نظام الأسد أو مع إيران خلال تلك المواجهة وتتحدث الادارة الامريكية -منذ البداية- وحتى قبل تشكيل التحالف بأن القضاء على داعش يحتاج إلى سنوات، حددتها بثلاث في اجتماع جده التأسيسي.. بينما يرى بعض المسؤولين العرب، كما عبر عن ذلك الشيخ عبد الله بن زايد في خطابه أمس الأول أمام الجمعية العامة، بأن أمر الارهاب وداعش يحتاج الى مواجهة «حازمة وعاجلة»، فعنصر الوقت يمثل عاملاً حاسماً، في مدى نجاح المواجهة، وكل ما مُنحت داعش واخواتها مزيداً من الوقت كل ما تفاقم الخطر، واصبح اجتثاثه أمراً صعب المنال، بالنظر للهشاشة والسيولة الظاهرة في الأوضاع العربية، فإبن زايد أدرك بقوة حدسه وبفطرته السليمة ان ليس لدى المنطقة ترف الوقت لتنفق منه سنوات متطاولة في مقاومة متراخية في مواجهة اعصار داعش والارهاب الزاحف باندفاع جنوني. ٭ خطر «داعش» والارهاب، ليس له من علاج إلا بثلاثة: فهمٌ صحيح للدين والتاريخ وحكم راشد يرعى حرية الناس وكرامتهم ويحارب الفقر والفاقة ويقيم العدل الاجتماعي ويجفف مصادر الغضب والتذمر في أوساط الشباب الذين تحول بعضهم الى وقود وحطب لنيران داعش واخواتها