لا تخفى على أحد الجهود التي تبذلها معتمدية الخرطوم في نشر الخضرة في ميادين وشوارع الخرطوم، ولكن كثيراً من هذه الجهود تضيع هباءً، وذلك لأنها تفتقر إلى الجانب الفني في اختيار الموقع المناسب والنبات المناسب، إلى جانب استمرارية الري والرعاية الفلاحية، كل هذا يكلف الدولة مبالغ طائلة دون نتائج ملموسة. من هذا المنطلق أورد بعض الأمثلة أهمها أشجار النخيل القيمة ومن أجود الأصناف العالمية، والتي تمت زراعتها على جنبات شارع النفيدي (الستين) وهي أشجار كبيرة قيمة الواحدة فيها تزيد على إثنين مليون جنيه بالقديم، ولقد زرعت في موقع غير مناسب في أحواض صغيرة محاطة بالطوب الاسمنتي.. وزراعة النخيل في الشوارع دائماً تكون في الجزر الوسطية للشارع، والزائر إلى كل الدول العربية يشهد ذلك بوضوح، أما إذا كان هناك تخوف من تأثير سلبي على الشارع عند زراعتها وسط الجزيرة، فهنالك معالجات علمية معروفة في وسائل الري والحماية من تسرب المياه.. وجود هذا النخيل القيم في جنبات الشارع تبديد للمال وإهانة لهذه الشجرة المباركة، وحتى إذا استحالت زراعتها في جزيرة الشارع يمكن نقلها إلى أي مساحة لإنشاء غابة حضرية من النخيل تسمى غابة النخيل أو حديقة النخيل، ومن نعم الله وإكرامه لهذه الشجرة جعل أن هنالك إمكانية لنقلها حتى بعد أن تعمر دون أن يتسبب نقلها في أي ضرر لها- إذا تم بالصورة المطلوبة.. عليه أناشد السيد معتمد الخرطوم أن يتخذ قراراً سريعاً بنقل نخيل شارع الستين إلى الموقع المناسب حتى لا نندم ونفقد ما دفعناه من مال كثير على هذه الأشجار. ثم موقع آخر.. النخيل المزروع جميل في جزيرة شارع أوماك بالرياض وشارع النيل هو في الموقع المناسب، فقط يحتاج لمزيد من العناية.. أما شارع النيل في أم درمان يحتاج لزراعة بعض النخيل في بعض الأماكن وسط الشارع. موقع آخر تمت فيه زراعة غير مناسبة هو شارع أفريقيا (المطار) عشرات الزهريات (الأصايص) الأسمنتية تابعت زراعتها وكنت من أول ما رأيتها أيقنت أنها تبديد للمال والجهد، وأنا أعلم جيداً كم تكلف الواحدة منها، وفعلاً تمت زراعتها بشجيرات غير مناسبة للموقع وبين الشارع والوعاء المزروعة فيه، ولم تمر أيام حتى جفت وذبلت كلها تقريباً.. حبانا الله بتنوع كبير من نباتات الزينة المقاومة للجفاف وتحمل درجات الحرارة العالية والتي يمكن زراعتها في مثل هذه المواقع من تعديل الأوعية التي تزرع فيها، كما لدينا مئات الخبراء في مجال البساتين يمكن الاستعانة بهم كمستشارين على الأقل حتى لا تبدد الأموال من غير طائل.. أرجو أن تتم معالجة عملية لهذه الأخطاء الفنية المكلفة. رئيس جمعية فلاحة البساتين