يقول المولى عز وجل: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون..). ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن الله يحب أحدكم اذا عمل عملاً أن يتقنه». ولا شك في ذلك بأن الاخلاص في كل الأعمال كبيرها وصغيرها تحتاج إلى من يحسنها باخلاص وتفاني مراعياً في ذلك تقوى الله عز وجل ولا ينسى أنه ادى قسم مغلظ «وانه لقسم لو تعلمون عظيم» ان يقوم بكل ما يوكل إليه من تكليف حتى يستحل في نهاية كل شهر الأجر الحلال ويتقي حساب الله تعالى من تقصير من أخذ الاجر حاسبه الله بالعمل، ويكون بذلك مرتاح البال وراضي عن ضميره لانه يعمل لاجل ان يخدم وطنه ويكفل اسرته بالحلال، والخطاب إلى كل من تقلد منصب في هذا البلد بدون استثناء لا كبير ينوم على اكتاف غيره وصغير يحتقر مهمته، ونحتاج إلى الشخص المناسب في المكان المناسب واقصد بذلك الجنسين. نحتاج لمن يحترم المواعيد والدقيق في كل واجباته، نحتاج لمن يعمل بدون رقابة مراعياً لأن الرقيب عليه الله وضميره حتى نكون جادين لابد من ساعات العمل ان تُعطى حقها كاملاً ان لم يكن زائداً، لا ينتقص منه شيء والانضباط يكون رفيق كل مخلص ولنتذكر دائماً بأننا لسنا مأجورين بل شركاء فالوطن وطننا والأرض ارضنا والسماء سماءنا والنيل هبة الله لنا فلا بد من تشمير سواعدنا لنعمل بكل طاقاتنا وذلك لنستفيد من خيرات بلادنا الوفيرة فلا يعقل ان نفتعل الازمات ونحن نتطلع أن تكون بلادنا سلة غذاء العالم، فما نيل المطالب بالتمني بل لابد من وضع خطط طموحة وتنفيذها بدقة وقول يصدقه العمل واما الخطط التي اصبحت حبراً على ورق اضحت نتائجها هذه الازمات التي ما كان ظننا وعشمنا ان تحدث لبلد متعدد الموارد ومصادر الاقتصاد متوفرة ومستقبل التنمية طموح، فكيف يحصل هذا الهلع وارتفاع يحير الالباب يومياً في غلاء المعيشة خاصة في المنتج المحلي، مثال ذلك لا الحصر الذرة بانواعها واللحوم بانواعها والخضر والفواكه والزيوت والألبان والخبز وكتبنا عنه سابقاً، وهناك سلع زراعية تستورد من الخارج يمكن ان تنتج محلياً وعندنا 71 وزارة زراعية واحدة اتحادية و 61 ولائية ومجالس تشريعية ولجان زراعية في كل المحليات والوحدات الادارية، واذا صحت هذه الارقام فلماذا هذا الغلاء الطاحن على هذا المواطن الصابر؟ ومن هنا يتضح لنا الخلل في اهمال الادوار وعدم الشعور بالمسؤولية من المواطن الذي لا يقوم بواجبه كامل في القطاعين العام والخاص. واما الدور المتعاظم هو المسؤول من ادارة المؤسسات اياً كانت درجتها وهو مسؤول امام الله والوطن والمواطن فالدولة وفرت له كل ما يعينه على اداء واجبه من مرتب وحوافز وبدلات وسفر داخل وخارج البلاد وعلاج له واسرته وعربة يكملها عربات وفلل داخل المزارع، وهناك اشياء نسكت عنها. كل ذلك ان يقدر هذا التكريم ويقابله بشكر الله أولاً ولمن اختاره لهذه الوظيفة والتي هو يعلم انه ليس أولى من غيره بها، اذن لابد أن يكون عند حسن الظن به ويتحرك بكل همة وعزيمة وتقديراً للمسؤولية ويتحرك ميدانياً ومكتبياً وادارياً وتخطيطاً بدراسة واستشارية بتقنية متقدمة وبتنفيذ برنامج غير مخل بسرعة أو ببطء غير محدود بزمن، والتجارب اكدت بما لا يدع مجالاً للشك ان الانسان الذي يتميز بخلق ودين هو الجدير بالمسؤولية مع الكفاءة المهنية، وقد قيل: اضحى إمام الهدى المأمون مشتعلاً ٭ بالدين والناس بالدنيا مشاغيل فلا هو في الدنيا مضيع نصيبه ٭ ولا عرض الدنيا عن الدين شاغله وقد قيل ايضاً في مدحه صلى الله عليه وسلم: مُتْ ودرعك مرهون على شظف ٭ منم الشعير وأبقى رهنك الاجل لان فيك معاني اليتم أعذبه ٭ حتى دُعيت ابا الايتام يا بطلوإن الشعب السوداني متفائل بأن الله لا يضيع عباده وهو مع الصابرين والحمد لله بلادنا خيراتها اصبحت لا تخطئها عين الا التي بها رمد، ولابد من وراء ذلك رجال اوفياء وصادقين ومخلصين قيضهم الله لنا (وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم) ورحمة بهذا الوطن والمواطنين الشرفاء وكأني اظن ما قال الشاعر هذه الابيات إلا في الشعب السوداني الوفي هم القوم ان قالوا اصابوا وان دعوا اجابوا ٭ وان اعطوا اطابوا واجزلوا ولا يستطيع الفاعلون فعالهم ٭ وان احسنوا في النائبات واجملواإذن على الجميع الاجتهاد والاخلاص والصبر مراعين امر الله عز وجل: (يا أيها الذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون). حجر العسل الديوماب