عاد المشير عمر البشير رئيس الجمهورية إلى البلاد ظهر أمس بعد زيارة رسمية إلى مصر استغرقت يومين بدعوة من نظيره المصري عبد الفتاح السيسي. وأكد البشير في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصري في القاهرة قبيل عودته للبلاد الحرص على تعزيز التعاون المشترك في كافة المجالات، وأمن الرئيسان على وجود إرادة سياسية قوية لدى البلدين للانتقال بالعلاقات بينهما إلى علاقات تكاملية متميزة ونموذجية في المجلات كافة. وأعلن الرئيسيان أنهما اتفقا على ترفيع اللجنة الوزارية العليا المشتركة بينهما إلى لجنة رئاسية برئاسة الرئيسين. وقال البشير في المؤتمر الصحفي إن هناك توافقاً كاملاً في كل الموضوعات التي طرحت على المستوى الثنائي والعلاقات الإقليمية والدولية. وأكد الرئيس البشير أن هناك إرادة سياسية قوية متوفرة للانطلاق بهذه العلاقة لتحقيق مصلحة السودان ومصر والشعبين الشقيقين، وأضاف «ما اتفقنا عليه أنا والرئيس السيسي وما تفاهمنا عليه لن يؤثر عليه ما يتناقله الإعلام، لأن هذا الاتفاق مبني على أساس قوي لن تهزه أي رياح أو عواصف مهما كانت». وزاد البشير أننا سنعمل على تدعيم اتفاقية الحريات الأربع بين البلدين لتحقيق حرية الإقامة والتنقل، ولن يكون المصري غريباً في السودان ولا السوداني غريباً في مصر، مشدداً على توافر الإرادة السياسية لدعم العلاقات المصرية السودانية في مختلف المجالات. وحمل الرئيس البشير الإعلام ما حدث من توتر بين السودان ومصر، وقال «الإعلام يلعب دوراً خطيراً.. فإما أن يكون بناءً أو يكون هداماً بين الدول»، وزاد «في الماضي كان الناس على دين ملوكهم، والآن فالناس على دين إعلامهم». فيما ناشد السيسي الإعلام بأن يتحلى بالحرص على كل كلمة تقال، بحيث تحقق ما فيه صالح العلاقات بين مصر والسودان والعمل على استمرار العلاقات بين الدول بقوة وفاعلية لتستمر وتزيد وتقوى، لافتاً إلى أننا نحتاج إلى صبر وفهم. وأكد السيسي أنه دارت بينه وبين البشير، مباحثات مستفيضة، مشيراً إلى أنه تم الاتفاق على تفعيل اللجنة العليا المشتركة في البلدين، لترقى إلى المستوى الرئاسي. وأضاف السيسي في المؤتمر الصحفي، أن الأوضاع في ليبيا استحوذت على جزء مهم من المناقشات، مشيراً إلى أن الرؤى توافقت حول تحقيق الاستقرار هناك، ودعم المؤسسات الشرعية والجيش الوطني الليبي، مؤكداً أن المباحثات كانت إيجابية للغاية. وقال الرئيس المصري، إن سعادته البالغة بهذه الزيارة المهمة تأتي في وقت تتوحد فيها الإرادة السياسية في البلدين، بالإضافة إلى الإرادة الاقتصادية بشكل يرقى إلى تطلع الشعبين ويعزز الاستفادة المشتركة لتحقيق النمو الاقتصادي. وكان البشير التقى صباح أمس رجال الأعمال وتحدث باستفاضة عن أهمية العلاقات بين البلدين الشقيقين. وأكد البشير حرص السودان على إزالة كل المعوقات التي تواجه الاستثمارات المصرية في السودان، وقال لدى لقائه صباح أمس بمقر إقامته بقصر القبة برجال الأعمال والمستثمرين المصريين «الاستثمارات المصرية تجد منا الرعاية».وأضاف «أننا في مرحلة جديدة لإعادة العلاقات إلى وضعها الطبيعي، مشيراً إلى أنه سعيد بزيارته لمصر، لافتاً إلى أن زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسى إلى الخرطوم كانت حدثاً غير مسبوق وهي رسالة تؤكد أن السيسي يزور بلده السودان». وحول قضية حلايب قال د. مصطفى عثمان إسماعيل وزير الاستثمار «إن الذي تم الاتفاق عليه بين الرئيسين هو أن نبدأ بما هو متفق عليه، وبعد ذلك وفي أجواء أكثر هدوءاً يتم تناول القضايا المختلف عليها»، مشيراً إلى أن الرئيسين دعيا الإعلام في البلدين ليكون قدر التحدي ويحمي المصالح المشتركة للبلدين والشعبين والابتعاد عن التناول السلبي بما يؤثر على علاقاتهما.