كنا نعرف و(من بدري) أن أستاذنا وصديقنا إدريس الدومة رئيس تحرير الزميلة (الجريدة) لن يعود..! سألت صديقي الأستاذ محمد فايت عن صحة الدومة،وعن ذهابه للعاصمة البريطانية لندن بغرض العلاج..قلت ل فايت إن الدومة لن يعود؛وستقول (حسام قال..!).. خرجت (لينا يعقوب) المحررة بالزميلة السوداني بتقرير كان عنوانه الرئيس (صحفيون في صفوف اللجوء) وسردت في مقدمته أن أحد الصحفيين ذهب لدورة تدريبية في العاصمة البريطانية بواسطة إتحاد الصحفيين السودانيين..هذا الصحفي قام اليوم التالي بالذهاب لمركز الشرطة للتقديم للجوء السياسي.. وهو ماتوقعته السفارة السودانية هناك،حتى أن السفير تحسبا لهذا الفعل؛طلب أخذ صورة جماعية بمثابة دليل ضد أي صحفي من المعنيين بالدورة..وهذا الدليل هو أن فلان جاءت به الحكومة بشحمها ولحمها.. فكيف يعقل أن فلان هذا مضطهد ومكبوت فكريا ومحجم في ارائه وهو الأن يتلقى دورة تدريبية على حساب حكومته التي يتهمها بالكبت..! سبق الدومة الأستاذ ياسر محجوب الذي أسبق عليه بعض صحفيي المعارضة صفة إبن النظام..! وهو مانفاه تماما بتقديمه لطلب حق اللجوء..ليكون متمردا على النظام مثله مثل صحفيي المعارضة بالخارج ممن يحملون حق الإقامة في عدة دول أوبية بسبب معارضتهم لنظام البشير.. الأسباب والدوافع التي عددها بعض من أدلوا برأيهم في تقرير لينا نجد أولها متاعب المهنة وضلوعها في السياسة،ثم عدم توفر حرية التعبير وحرية نقد وقدح المسؤولين؛ولكن أن يصل الأمر لرؤساء التحرير..! وممن يحسبون على الإنقاذ والمؤتمر الوطني..!فهذا هو مايحتاج لدراسة .. وتفنيط ممل أيضاً. كنا مجموعة من شباب الصحفيين منهم الأساتذة صلاح مضوي (المجهر السياسي) و(الجريدة) نعمان غزالي،والكاتب بآخرلحظة عمار محي الدين يحتضننا المكتب داخل الصحيفة..شدنا الحديث عن؛لماذا..؟ وسبقتها بالتأكيد (ماذا)..؟وهي ماذا يحتاج المواطن والصحفي من معينات ليؤدي حياته وعمله دون كبت أو تدخل حكومي!ولماذا بدأ تدافع الصحفيين والمواطنين الذين سبقوهم للهجرة؛دعك من طلب حق اللجوء السياسي أوربياً..! قلت للشباب أنا عن نفسي لا أخدعكم أبحث عن الهجرة لا عن اللجوء،رغم أن الأمر متاح في حال تقديم أوراقك لأي سفارة من الدول الكبري وأنت تحمل صفة (صحفي) فالصحفيون أيا كانت جنسيتهم..هم محل تقدير جميع الحكومات وممثليهم (سفراء أو دبلوماسيين)،وبالتالي ليس هناك مايمنع منحك تأشيرة دخول.وزدت لهم مؤكدا بأنني لو ذهبت الأن للسفارة البريطانية سأمنح تأشيرة دخول لأراضيها،إن شرحت لهم ماأنوي فعله على أراضيهم.. إدريس الدومة لن يكون الأخير من الصحفيين والمواطنين الذين ينوون المغادرة خارج السودان؛فالأمر ليس حريات فقط،أو كبت،و مزايدات مثل ياسر محجوب.. مثل ماقيل سابقا أنها مسألة حريات..!! خرجنا بخبر تناوله الأستاذ الفاتح جبرة بعموده المقروء ساخر سبيل عن فتاة (الدجاجة) وزادها بخبر طفل الأنسولين ..! الأولى سرقت لجوعها ؛وقلت في صفحتى على الفيس بوك إن الجوع كافر.. والثاني سرق لعدم مقدرتهم على شراء الأنسولين لكفيلهم ووالدهم طريح فراش الزمن الأسود..! الأولى قبض عليها (أبورجال) من زبائن السوبر ماركت لتهان أمام الله وخلقه قبل آن يذهبوا بها لقسم الشرطة وهم مبسوطين فهم قد قبضوا مجرمة (جائعة)..وطفل الأنسولين الذي وجد الجميع من أهل المروءة؛عكس فتاة الدجاجة فستروه وستروا حاجته وسدوها بزيادة.. الحكاية ماحكاية حريات أو كبت ولايحزنون.. تحروا عن أصل الحكاية..لتعرفوا أن الهجرة واللجوء لا علاقة لهم من قريب أو بعيد بأن الدومة أو عبده المسكين سيكون أي منهم هو الأخير .. فقط قف تأمل؛هي لكل مسؤول،فمن رفع السماء بلا عمد سيسألكم يوم لاينفع مليار أو عشرة أو عشرين؛أو بنون..! أتقوا الله فيمن ترعون ويوم الحساب عنهم ستسآلون.