أخاف أن يأتي يوماً ويصبح فيه (العزاء) في إحدى الصالات الكبيرة.. أو المطاعم الفاخرة.. أوالفنادق خمس نجوم ويذاع عبر(الراديو) أو(الصحف) توفى (فلان ابن علان) وسيقام المأتم في الصالة «الفلانية» وممنوع اصطحاب الأطفال.. والملفت للنظر في عهدنا هذا أن«صيوان»العزاء تغير بصورة غريبة وأصبح متطوراً..لا تستطيع أن تفرزه من (صيوان) الفرح الإ برفع (الفاتحة) ذات الكراسي.. وحافظات المياه.. والمكيفات المتحركة أو المراوح الصحراوية الكبيرة.. نفس النقاشات التي تدار في أماكن الأفراح كأن الميت ذهب في (رحلة) ترفيهية وسيعود.. نفس(بوبار) «النسوة دهبي ودهبك حنتي وحنتك».. وعنجهية الرجال والظهور بأفخم الملابس، وأفخم السيارات.. وتنافس الشباب في امتلاك أحدث أجهزة الهواتف الذكية الحديثة و كمية المعلومات والتطور التكنلوجي كل ذلك يدار في بيوت العزاء.. ليس هنالك من يتذكر أن يترحم على الميت.. أو يواسي أهله.. أو يتذكر بأنه سيأتي عليه ذات اليوم والموت.. فالدنيا قد شغلت الناس.. عذراً أيها الموت فقد أصبحت غير ذي موعظة للناس.. صار الناس يستهترون بالموت. البعد عن المعاصي: نسأل الله أن يكف عنا تلك الأمراض الغريبة والعجيبة التي ظهرت مؤخراً وأن يكفينا شرها ويعصمنا منها ويحفظنا وأهلينا وكل المسلمين .. وعلينا نحن أن نكثر من الدعاء وأن نسجد في الأرض فليس عجباً أن نسجد في الأرض وندعو لتستجيب لنا السماء.. وأن نبعد عن المعاصي.. وأن نكف أيدينا وألسنتنا عن عباد الله.. اللهم أكفنا شرنا وشرورنا وأكف عبادك عنا، وأكفنا عنهم، اللهم آميييين... جمعة مباركة....