الزكاة كما جاء في «منهاج المسلم» لأبي بكر الجزائري، فريضة على كل مسلم مالك للنصاب، فهي احد أركان الاسلام الخمسة، ويأتي ذكرها مقروناً مع الصلاة في معظم آيات القرآن الكريم. يقول تعالى «.. واقيموا الصلاة وآتوا الزكاة..» المزمل آية «03»، ويقول صلى الله عليه وسلم «بني الاسلام على خمس شهادة الا اله الا الله وأن محمداً رسول الله واقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان» متفق عليه. وقوله صلى الله عليه وسلم «أُمِرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا الا اله الا الله وان محمداً رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة..» الحديث متفق عليه... وقوله في وصية معاذ بن جبل حين بعثه الى اليمن: «انك تأتي قوماً أهل كتاب، فادعهم الى شهادة الا اله الا الله واني رسول الله، فإن هم أطاعوك فاعلمهم ان الله عز وجل قد افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوك فاعلمهم انه قد إفترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من اغنيائهم وترد الى فقراءهم. فإن هم أطاعوك لذلك، فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب. والحكمة في مشروعية الزكاة - قاريء الكريم- تطهير النفس البشرية من رزيلة البخل والشح والشدة والطمع ومواساة الفقراء وسد حاجات المعوذين والبؤساء والمحرومين، كما ان الحكمة في مشروعيتها اقامة المصالح العامة التي تتوقف عليها حاجة الأمة وسعادتها، والتحرير من تضخم الأموال عند الأغنياء، وبأيدي التجار والمحترفين كي لا تحصر الأموال في طائفة محدودة أو تكون دولة بين الأغنياء، ما كان لي أن أسوق هذا القول لولا الهجمة التي انتاشتني- طوال الأيام الماضية- بعد مقالي في صحيفتي العزيزة «آخر لحظة» الثلاثاء الماضي الموافق 11 نوفمبر تحت عنوان «المؤتمر الوطني.. الأمانة.. و خوف البشير»، فالرسائل على هواتفي ومن أرقام مجهولة رمتني بالوصولية والتملق بل والنفاق! في سبيل الله كل الذي كتبته كان دفاعاً عن «حزب قائد لوطن رائد» أو العكس، لا فرق «كله عند العرب صابون»!! هجمة شرسة.. «أنت مع الاصلاح الآن وتدافع عن حزب البشير؟؟» لا والله أنا لست مع «الاصلاح الآن» كحزب، ولكن معه كفكر ومنهج لأنه على فكر ومنهج «المؤتمر الوطني» هذا يدعو للعدل وذلك أيضاً. هذا يدعو لبسط الشورى وكذا يفعل المؤتمر الوطني فارقت أحبتي في «الاصلاح.. الوطني» يوم اعلانهم الحزب في 32 نوفمبر 3102م. احسست بصدق أنهم في مركب واحد مع المؤتمر الوطني بلغة بسيطة هما «أحمد وحاج أحمد» وبلغة أبسط: هما وجهان لعملة واحدة.. وجه «طرة» ووجه «كتابة» فليحدد كل منهما من الطرة ومن الكتابة! جاءتني الهجمة وبأنني وصولي ومتملق ومنافق لأنني كتبت «بشيرنا فوق» وحقيقة الأمر أنا عكست وبأمانة ما ردده معظم حضور المؤتمر العام للمؤتمر الرابع، حتى مقدم البرنامج نائب الرئيس الأخ بروفيسور غندور رددها - نعم- في خجل وعلى استحياء وبصوت خفيض بعد أن أطلقتها وبصوت عال ومن الطابق الارضي «أخوات نسيبة» فبروف غندور كان تركيزه على الحزب وكررها «حزبنا فوق» المؤتمر الوطني فوق. ثم لا اله الا الله.. الله اكبر.. الله اكبر.. هذا كان هتافه وشعاره، شخصنة الحزب بعد عظمة الله وفضله. قلت ما سمعت وناقل الكفر -حتى- ليس بكافر يا هؤلاء أو كما يقال. ولكن الحاشية في مقالتي وقلت ذلك لأخينا «أحمدون! كلمة سر!!» هي بيت القصيد. قلت واكرر -لهؤلاء- أنا على بيعة للبشير ومعه في مشورة وطاعة اذا سار على نهج ابن الخطاب وابن العاص. فابن الخطاب بعث ابن العاص والياً على مصر وقال له: «اذا جاءك سارق ماذا تفعل؟ ردَّ «اقطع يده»، فقال ابن الخطاب الفاروق العادل «الصَّعَبْ-الَجَنبْ» بالفتح على الحروف الا الباء بالسكون وأنا إن جاءني منك جائع قطعت يدك!» واكرر يا اخي «عمر البشير» على خطى هذين تقوم والله ثلاثاً لن يصيبك الا كل خير ورضاً تاماً من شعبك الصابر المصابر والقابض على الجمر. نبارك تعيينك للولاة فالأمر أمر دين، وليعلم الوالي الذي تعينه انه إن جاءك منه جائع ستقطع يده «أقصد يد الوالي بالطبع».. هذا هو الدِّين.. دين الاسلام و«الاسلام هو الحل» يا أخانا علي، فقد قرأت والعهدة على الرواة عن صحف الاسبوع الماضي أن الاستاذ علي عثمان محمد طه «القانوني والخبير السياسي»(تخريمة) «الاستاذ محمد الحسن الأمين.. وفي مقال مطول ص 61 في منبر كل السودانيين «آخر لحظة» وتحت عنوان العلاقات السودانية الامريكية الاستعانة بصديق ذيل المقالة ب: سياسي وخبير قانوني.. نحدثه ونستعرض ما كتبه قريباً بإذن الله. نعود للأخ القانوني والخبير السياسي «وفق رؤيتي ومعرفتي الدقيقة بالاستاذ علي عثمان» فقد حضر سعادته مؤتمراً في ماليزيا واطلق صاروخاً من قبيلة (challenger) الذي اطلقه الامريكان يوماً ولم يعرفوا أين ذهب «تتحدُّوا الله.. أيها الكفرة» اطلق الاستاذ علي عثمان صاروخاً وقذيفة من العيار الثقيل في حضور العلماء والمفكرين بأن شعار «الاسلام هو الحل» غير متوافق مع روح العصر!! اعتقد يأتينا الرد من الاخ على كتابه في الصحف السيارة ويا حبذا في محاضرة يُعدلها «هيئة علماء السودان» أبو الشهيد قتادة البروفيسور محمد عثمان صالح الرئيس، أقصد رئيس الهيئة ود. إبراهيم الكاروري «ضروري ضروي يا كاروري» وإذا كان الخطاب هنا للأخ إبراهيم الأمين العام للهيئة قد رددَّنا أيام الانتخابات «شريعة ضروري يا كاروري» وهل الشريعة غير شرعة الاسلام؟! وهي التي تعالج حياة المسلم ومن عاش في كنفه من غير المسلمين «أبونا فيليو ثاوث -المؤتمر الوطني- واشياعه وأتباعه». أبونا فيلو ثاوث صديق قديم طرح لي سؤالاً بعد أن طلب (نجدة) في أمر يخصه مع «المواصفات» «شغال وين يا حربي؟» قلت له NGO منظمة طوعية. فرد بسرعة وساخراً ربما على سجيته وهو المعروف بلطفه وظرفه: «منظمة طوعية ما بتأكلك عيش»! تعال نتعاون في الزراعة والانتاج الحيواني وهذا مجالك يا حربي.. شراكة ذكية يا بروف!! كان ذلك قبل حوالي العام، لم أشاهده بعدها الا في المؤتمر العام للحزب الرابع «المؤتمر الوطني» وهو يعرض مع البشير وسعاد الفاتح في «الفينا مشهودة» دمَّك خفيف يا فيليو الله يخليك للمحبة والسلام، وعلى خطى بيويوكوان إن شاء الله، هذه أمنيتي الشخصية. حاشية: لم أطرق باب عنوان مقالتي بالصورة التي يتوقعها القاريء الكريم- فأنا مشفق مما جاءني من هجاء ووقفت عند كلمة منافق كثيراً، فالمنافقون حسب نص القرآن الكريم «في الدرك الأسفل من النار» بل هناك سورة كاملة «المنافقون» مدنية رقم 36 في المصحف الشريف. وأقول «لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.. اذن انتظر قاريء الكريم تفاصيل ما جاء في العنوان اعلاه الاسبوع القادم اذا مدَّ الله في الآجال كما يقول أخونا ود البلال.