زيارة خاصة وفق ترتيبات مسبقة قادتني إلى مستشفى «رويال كير» يوم أمس، التقيت خلالها بالأخ الكريم الدكتور معتز البرير، رئيس مجلس إدارة المستشفى، نوقشت خلالها بعض الملفات والقضايا العامة، وقلت للدكتور معتز البرير إن بوابات المشافي في كل الدنيا هي بوابات الرجاء والأمل في الشفاء، وإلا ما دخل المستشفى مريض، وأعربت له عن غبطتي وسعادتي لمستوى العلاج والتمريض داخل «رويال كير»، وأشرت إلى أن ذلك يقود حتماً إلى التنافس الشريف بين المستشفيات في خدماتها العلاجية المقدمة للمواطنين، خاصة وأن الكثيرين من قيادات الدولة بدءاً من رئيس الجمهورية مروراً بمن هم دونه وكثير من رموز وقيادات المجتمع أخذوا يعرضون أنفسهم على أطبائنا في الداخل، ويجرون الجراحات والعمليات في مستشفياتنا الوطنية، وهو ما يعزز الثقة في أطبائنا وطواقمنا التمريضية والفنية والإدارية وغيرها. ذلك التنافس سينعكس حتى على أداء مستشفياتنا الحكومية اتحادية أو ولائية، ولنا نماذح عظيمة في هذا المجال مثل مستشفى «حاج الصافي» في الخرطوم بحري، وقد كانت لي تجربة خاصة خرجت منها بأن بعض المستشفيات العامة أفضل بكثير من بعض المستشفيات الخاصة، والسبب في ذلك هو حسن الإدارة، وتطور أساليبها ومناهجها، ورأيت في المستر علاء الدين ياسين مدير مستشفى «حاج الصافي» نموذجاً يمكن أن يشار إليه، ويمكن أن يُتبع. لحظة الخروج من بوابة المستشفى الرئيسية أستوقفني على مراحل عدد من «الممارضين» وآخرين من الزوار، بعضهم يطالب ب «نقد» الحكومة لعدم إهتمامها بعلاج الفقراء والمساكين، وعدم توفر الأدوية في صيدليات المستشفيات وارتفاع أسعارها خارجها. بعض الذين أستوقفوني بعد الخروج كانوا من سائقي سيارات «الأمجاد» احتجوا بصوت واحد على حرمانهم من نقل الركاب من داخل مطار الخرطوم، مشيرين إلى أن سلطات المطار تسمح لهم بالدخول وإنزال الركاب، لكنها تحظر عليهم نقل أيٍ من القادمين، وبعضهم يتهم سلطات المطار بأنها تحابي مجموعات متنفذة لها صلة بجهات حكومية وأن بعض منسوبي تلك الجهات يملك شركات تأجير سيارات «ليموزين» وأن وجود «الأمجاد» يهدد عرش أولئك الملوك الذين لا يقدمون خدمة زائدة عما تقدمه «الأمجاد». حرت ولم أعرف كيف أجيب لأنني لا أملك معلومات، لكن ما قاله لي هؤلاء الشباب أعتبره أمانة يجب أن تصل لكل من له صلة بالموضوع، فالاتهام خطير، وقد أقترحت عليهم تكوين نقابة أو اتحاد يضم سائقي «الأمجاد» إن لم يكن موجوداً في الأصل وتفعيله إن وجد، حتى يعمل لحماية عضويته من تغول الحكومة أو مؤسساتها وتدخلها بالمنع أو حظر مركبة ما من العمل في مجال متاح للجميع. اللهم أحمنا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا وأكفنا شرور أعدائنا وانصرنا على القوم الظالمين. آمين ..و.. جمعة مباركة
