٭ سعد الرياضيون بولاية الجزيرة كما لم يسعدوا من قبل.. وفرحوا وانبسطوا «42» قيراط وهم يتلقون بشريات التعديلات الدستورية المقترحة.. والتي تنص على اختيار الولاة من خارج الولاية.. تجاوزاً لمطلب الترشيحات «المدغمسة» التي طبختها العديد من الولايات و«سكبتها» على نار القبلية والجهوية والمحسوبية. ٭ أما لماذا انبسطت جماهير الرياضة العريضة بالجزيرة تحديداً بالتعديلات الأخيرة.. فلأن أنديتها عانت الفقر والعوز والحرمان من الدعم الحكومي المؤثر طوال عهود الحكومات التي ترأسها أبناء الجزيرة.. بدءاً من عهد الفريق سر الختم ثم البروف الزبير وأخيراً الدكتور محمد يوسف. ٭ فخلال عهود أولئك تفاءل الرياضيون بأن تشهد الولاية طفرة رياضية كبرى على أيديهم.. خاصة أن من بينهم من هو أهلاوي ومن هو عاشق للأفيال ومن سمعته بأذني في حفل تكريم عبد المنعم عبدالعال يعد الرياضيين وعداً قاطعاً بنهضة رياضية كبرى تعيد لأندية ودمدني ألقها ووهجها الذي خبا. ٭ إلا أن واقع الحال يعبر عن المثل القائل «جيناك يا مكة تغنينا قلعتِ طواقينا»، فخلال فترات حكم أبناء الولاية تدهورت كرة القدم بودمدني بصورة مريعة وتساقطت أنديتها من الممتاز واحداً إثر الآخر.. وفقدت هيبتها وباتت «ملطشة» للرايح والجاي.. وتهاوت عروشها بعد أن كانت تتحكم على عرش الكرة الولائية.. وحلت مكانها أندية أخرى بفضل دعم ومساندة ومؤازرة ولاتها. ٭ ولكم أن تتصوروا سادتي أن إدارة النادي الأهلي قد فشلت حتى الآن في مقابلة والي الجزيرة.. وهي تحاول المستحيل وتسابق الزمن للوصول لمكتبه لتشحده حفنة مال يعينها على خوض التسجيلات التي أوشكت على نهايتها.. بينما هي عاجزة عن «قرع» لاعبيها مطلقي السراح الذين تسربوا من بين يديها وطاروا إلى أندية كوستي المدعومة بسخاء من واليها الشنبلي. ٭ إن الواقع الأليم الذي تعانيه أندية مدني الأهلي والاتحاد وجزيرة الفيل.. يزداد وقعه ألماً ومغصاً عندما نقارن حالنا بالآخرين.. ونطالع تصريحاً صحفياً لوالي شمال كردفان مولانا أحمد هارون متفاخراً بصعود هلال الأبيض ومؤكداً أن هدفهم إسعاد شعب الولاية ومضيفاً بالنص: «لو منحنا هلال الأبيض ميزانية الولاية كلها فهو يستحق أكثر من ذلك».. فتصوروا وقارنوا!!! ٭ من حق شعب الجزيرة أن يحلم بمستقبل أفضل من واقعه المرير.. ولسان حاله يردد: اللهم أنعم علينا بوالٍ كهارون أينما وقع نفع. الخبير مظلوم ٭ صحيح أن وزارة الشباب والرياضة بالجزيرة مشكورة بقيادة وزيرها الأستاذ نصر الدين بابكر.. قد تبنت تطبيق مشروع تدريب مدربي الصغار والناشئة بمحليات الجزيرة المختلفة.. والذي أعده وصاغه وقدمه الخبير الأستاذ العلامة سعد الطيّب. ٭ ولكننا لاحظنا بكل أسف أن الحق الأدبي للخبير مهضوم باختفاء اسمه من معظم التغطيات الإعلامية للمشروع الرائد.. ولا ندري حقيقة هل تم ذلك عن قصد أم حدث سهواً.. عموماً لا نملك إلا أن نشد على يد الخبير العملاق الأستاذ الطيّب وطاقمه المميز الخبير حكيم علي مرجان ومساعديه المتميزين بابكر دافيس وتاج السر ميرغني. محمد الطيّب.. زامر الحي ٭ لم أندهش حقيقة للنجاحات التي ظل يحققها ابن مدني المدرب الشاطر محمد الطيّب علي «مورينهو» مع معظم الأندية التي تولى تدريبها.. وآخرها مريخ كوستي الذي صعد به للممتاز رغم «الفخاخ» الكثيرة التي نصبت لإعاقة مسيرته.. إلا أنه تجاوزها بمهارة وحنكة وذكاء. ٭ وقد سألني أحدهم لماذا يحقق هذا المدرب كل تلك النجاحات بعيداً عن مدينته التي يعشقها بجنون أليس مدني هي الأولىّ؟.. قلت له مع الأسف «زامر الحي لا يطرب» على رأي المثل.