معروف عن السودانيين صبرهم الجميل، ومد حباله لأقصى درجة يمكن أن تصلها، لكنه يعرف الخطوط الحمراء التي تخرجه من طوره ويصعب بعد ذلك تراجعه، وهذه ميزه يندر وجودها في اي شعب، ولعل التسامح هو الذي جعل بعض أصحاب النفوس الضعيفة يقومون ببعض الأشياء غير المقبولة، وكلما صبر لهم الناس تمادوا وتمددوا، وبدلاً من أن تحل مشاكلهم من قريب يحدث العكس، وهذا ما جعل السودان يعاني من مشكلات كبيرة أجبرته خطورتها على التعامل مع الأجنبي لحلها، رغم أنه في أحيان كثيرة يعقدها كما هو حادث في موضوع تابت ودعاوى اغتصاب نسائها، وقد أعجبني رفض الأستاذة مشاعر الدولب وزيرة الرعاية والتنمية الاجتماعية في اطلاق حملة ال16 يوم لمكافحة العنف ضد المرأة، والذي حمل هذا العام شعار لا لربط قضايا العنف ضد المرأة والطفل بالسياسة، وبالضبط هذا ما يحدث الآن، فالعالم يستغل المشكلة الآن سياسياً ويأخذها في الاتجاه الخطأ، وأعتقد أن نساء تابت الآن في ورطة وأزمة حقيقية، وعلى الحكومة مواصلة حمايتهن من الذين يدعون الوقوف معهم ودعمهم، ولعل شعار هذا العام الذي رفعته وحدة حماية العنف ضد المرأة والطفل بقيادة الدكتورة القديرة عطيات مصطفي والذي يحمل دلالات مهمة تحتاج لوقفة حيث يقول «لا تسامح مع اية حالة عنف الآن»، فهو شعار عميق ويحتاج لآليات لإنزاله لأرض الواقع، فالتسامح المفرط واستخدام الحلم والحكمة في غير موضعها سبب مشاكلنا، وهذا ما حاولت الإشارة له في بداية المقال، ونتمنى أن لايتم التسامح مع اي حالة عنف ضد المرأة مهما كان نوع العنف أو درجته، فالمرأة تحتاج لمن يقف معها وقد تكون في مناطق كثيرة في السودان أو خارجه تحتاج لمن ينبهها الى العنف الذي يمارس ضدها، بالإضافة الى تعليمها كيفية مكافحته ومحاربته خاصة النساء في مناطق النزاعات والحروب أو المناطق السالبة، فالمرأة هناك هي الحلقة الأضعف ويمارس ضدها كل أنواع العنف، وعليه لابد من وضع خطط تناسب كل منطقة سالبة أو موجبة بالإضافة لأنواع العنف الذي تمارسه المرأة على نفسها في بعض الأحيان، وفي بعض المناطق لا تستغرب.. سادتي.. فجميع العادات الضارة التي تصر عليها المرأة هي من تصر على مواصلتها وأكبر دليل على ذلك ختان الإناث.. وعلى أي حال نحن نقف مع حملة ال16 يوم وسندعمها ونواصلها حتى تنتهي كل الظواهر السالبة في السودان والعالم.