شهادة الاخرين في حق غيرهم من حقه ان يرفضها ، ويمكن له ان يحاجهم بانهم من اهل الغرض حتى وان لزموا جانب الحياد على الرغم من توفر النزاهة في المحايد ، لكن حسناً ، ماذ عن شهادة المرء على نفسه؟ هذه في نظر القانون تعتبر سيدة الادلة ، وعليه فان شهادة الاخرين ضد الاسلاميين من حيث مجانبتهم لمقاصد الاسلام وعلى الرغم انها جاءت من ثقاة الا انها لاتقوم مقام اعترافات قادتهم بتنكبهم الطريق ، ولعل الكل يتذكر ماقاله الراحل يس عمر الامام من انه يخجل من ان يدعو احفاده للالتحاق بالحركة الاسلامية ، وهي مقولة لايتطاول احد على مقام صاحبها لما له من سبق في الاسلام السياسي، وان كان الكثيرون من تلاميذه وحوارييه لم يوطنوا انفسهم على هذا النقد الذاتي اللاذع، حتى ظهر عليهم شيخ الحركة الاسلامية نفسه واعلن بان الاسلاميين قد ضيعوا الاسلام، دون ان ننسى ماقاله من قبل «علي عثمان» بان شعار الاسلام هو الحل يحتاج الى مراجعة . وقبل ان يذهب من يعرضون خدماتهم هذه الايام مذاهب في تفسير ماقصدنا اليه استناداً الى خلفياتنا السياسية فاننا نسارع ونقول ان مصير الوطن اهم من مشاعر الشماتة على الاسلاميين واننا لاننطلق من منطق الهمز واللمز ولكننا نخوض في الامر بغرض المناقشة مع الاخوة ، طبعاً من اندادانا ولن نجرؤ ان ننادي من خارج الصفوف ان يبرز لنا شيخ حسن لاسمح الله، وجاء في الاثر ان رحم الله امرءً عرف قدر نفسه ، وهو حوار نتمني له ان يبدأ بطرح الحقائق والتي نرجو ان لا نختلف عليها بحكم انها وقائع لاتحتمل خلاف ، فهي اما ان تكون قد حدثت او لم تحدث وان كان يجوز الاختلاف حول تفسيرها ، ولو ان الامر اقتصر على ذلك لما كانت لنا حجة على القوم ، لكنهم طرحوا اجتهاداتهم على اساس انها الاسلام ولايجوز الاختلاف معها ، بل ان من يختلف معها كافر مرتد يستباح دمه ولايسلم ماله ولاعرضه ، ولذلك تاهب المجال السياسي كله لحرب مع فئة لاتعرف للخلاف ادباً ولاتراعي له حرمة فكانت الشعارات التي حار في ما الت اليه حتى القوم انفسهم من على شاكلة الاسلام هو الحل مع تناسي اننا نعيش في واقع معاصر ونعاني اشكالات عصرنا التي وجهنا الاسلام ان نتعامل معها بالحكمة ، والتي تعني التجربة الانسانية، ولكن طرح الشعارات على الكيفية المشار اليها تعني مصادرة الراي الاخر وحق الاخر في ان يكون اخر، فكانت ياعرب . نقول لشيخ الحركة الاسلامية ان ضع في بطنك « بطيخة صيفي « لان الاسلام لن يضار ولم يصل السوادنيون الى هذا الحد من الاعتقاد بان اجتهاد فئة حتى وان كانت مهتدية سيكون هو الاسلام، فاجتهادك مجرد اجتهاد والدين بحر ياخذ منه الكل بقدر كفايتهم وستظل اشكالات السودان المعاصرة تبحث لها عن حلول عقلانية فقط لو ترجلتم عن ظهر البلاد بعد ان لم تعد لديكم حجة مقبولة شرعاً للتحكم فيها، ولا اظنكم تختلفون معنا ، بانها قد اشرفت على الهلاك.