خرجت من الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس وتحديداً من مكتب الأخ الكريم د. كمال الهادي، بعد أن فرغنا من الاجتماع التمهيدي لتأسيس المنظمة السودانية لعالم حلال: Sudanese Organization For Halal World كان ذلك ظهر الخميس السابع والعشرين من الشهر الجاري، كانت وجهتي الخرطوم بحري شارع السيد علي بدعوة من الأخ الكريم عبد الجبار محمد خليفة، وكنا حقيقة على موعد سابق للقاء الأخ الكريم معتمد بحري الأستاذ ناجي منصور الأخ عبد الجبار سأعتئذ في المسجد يهاتفني وفي صوت خفيض، مشيراً اليّ بالتوجه مباشرة الى مسجد المعتمدية، اترجل من الحافلة وأخطو خطوات مسرعة تجاه الموقع، وفعلاً في الواحدة والربع كنت داخل المسجد بعد أداء الظهر حدثنا عن موضوع الهجرة أحد المشايخ، ومن لحيته الوافرة، وردائه القصير (الجلابية) بدا لي أنه سلفي!! تحدث بعمق وبمعرفة وشفافية، ووالله استمطر دموعنا وجعلنا نكبر مع كل مقطع من حديثه، وننتحب خاصة عندما جاء الذكر أبي بكر الصديق ثاني اثنين، وقول عمر بن الخطاب من على المنبر: عمر لا يسوي شعره في صدر ابي بكر، ومقولة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم «لو وضع أبو بكر في كفة ووضعت الأمة في كفة لرجحت كفة أبي بكر».. المتحدث الشيخ عثمان والجميع يحتضنه محيياً من بينهم ذاك الشاب الوضئ الذي قدمني له شيخ عبدالجبار حقيقة لم اعرفه رغم لطفه ومبادرته (يا بروف لم أعرفك وأنت بالجلابية) إنه المعتمد والذي رحب بنا بشدة قائلاً: على ارتباط معكم اليوم نعم أنه على الثالثة بإذن الله، ناجي منصور المعتمد في بزة افريقية داكنة اللون وب(شبشب سفنجة) خارج من المسجد (إذا رأيتم الرجل يرتاد المساجد فاشهدوا له بالايمان)، إنه الرمز وأنها القدوة الحسنة في هذه المؤسسة المحضورة (المعتمدية) ذهب الى مكتبه واتجهنا الى مكتب الأخ عبد الجبار في قبالة المعتمدية من الجهة الشمالية في انتظار الأخ السفير محمد محمود أبو سن، فقد كنا ثلاثتنا على موعد مع المعتمد لنطرح عليه بعض مواجع أو مشاكل الحي (شمباتجنوب مربع 3 على وجه الخصوص) أطلعني الأخ عبد الجبار على خطاب أعده وسبق أن قدمه للأخ المعتمد مشكوراً مستهلاً له بأبيات من الشعر المرسل الجميل، فيمدح المعتمد ولأول مرة أعرف أن (أبو محمد)، شاعر ويقرض الشعر بهذه العفوية واللطافة. في انتظار السيد السفير دخل علينا الأخ عبد الله وصديق له هم شركاء عبد الجبار في المنظمة السودانية للبر ورعاية المرأة والأيتام، فشربنا معه الشاي المنعنع، وأكرمنا بالفول المدمس (فول الحاجة) وكذا شيء من الترمس وحلاوة سمسمية.. و... ووصل السيد السفير وراجعنا خطاب الأخ عبد الجبار المعنون للسيد المعتمد والممهور بثلاثة أسماء: بروفيسور محمد سعيد حربي- السفير محمد محمود أبو سن والعبد الفقير الى الله عبد الجبار محمد خليفة- قلت له مداعباً: يا عبد الجبار أنا والسيد السفير ألسنا فقراء الى الله؟ هيا الى مكتب المعتمد، فقد أزف الوقت وصلنا بحمد الله في الوقت المضروب.. استقبال حار وكلمات دافئة طيبة، أجلسنا الأخ المعتمد وكنت عن يمينه بإصرار الأخ السفير والأخ عبد الجبار، حتماً بسبب السن، فإذا الوحيد الذي تجاوز الأربعين بعد عيد ميلادي الثلاثيني يا حساس محمد حساس ابن الدفعة في جامعة الخرطوم والبركس. ملاحظة في هذه الجلسة المباركة لم يقدم لنا مشروباً لا حار ولا بارد.. وأحسب أن هذا سلوك حضاري، فكم من الحضور يدخلون على السيد المعتمد فهل يكرم الVIPS ويترك الغبش، أم الأكرم والأوفق أن يعامل كل الناس سواسية كأسنان المشط؟ ليت المسؤولين الكبار في مكاتب الدولة ينحون نهج ناجي منصور، فلا يبذر مال محمد أحمد، ومحمد أحمد يشكو لطوب الأرض بعد أن أعيته الشكية الى السماء والى العلي القدير.. جلس المعتمد ناجي محمد علي منصور الاسم كامل كما ظهر على وجه البطاقة في المكتب بخط أحمر جميل، يرحب مرة أخرى وهو ممسك بدفتر وقلم، وكذا معاوناه المهندس زكريا والمهندسة (؟؟) لم استحضر اسمها ولها شديد الاعتذار مع الأخ المعتمد تناولنا القصور الذي لازم منطقتنا أو حينا أثناء الخريف، تحدث الأخ السفير والأخ عبد الجبار وشخصي الضعيف حول الطرق المؤدية للمسجد، والمعاناة في الوصول إليه أقصد تحديداً مسجد الأمان في مربع 3 تحدثنا عن الاضاءة، وعن الشوارع، والطرق عامة، ومعاناة الناس، وسائقي الركشات، بل والحافلات، وإصرارهم أحياناً على تجاوز شارع شمباتجنوب، نسبة لما فيه من الحفر والمطبات.. تحدثنا عن ميدان السلام ووجهة نظر الأخ المعتمد لتحويله الى منتزه عام للترويح عن الأسر وأبنائهم، تحدثنا عن الأمن وتعرضنا لبسط الأمن الشامل، ووعد خيراً لو توفرت مساحة أرض في موقع معين، وأنه قبل ذلك يمكن أن تعينوا بعض الشرطة وللتعاون مع شباب الحي للحراسة والمناوبة، تحدثنا عن مشاكل اللاجئين من أبناء الجنوب ومن دول الجوار الأخرى، والذين بدأوا في الانتشار دون أوراق ثبوتية، ومع أمراض وبائية، فذكر أن اللاجئين لهم مواقع محددة، والمتسللون تسعى المعتمديات متجانسة ومجتمعة لمعالجة أمرهم، وفي إطار الحل الشامل لمشاكل المنطقة دعانا الأخ المعتمد لتكوين لجنة التطوير، فوعدناه خيراً وشكرناه على المقترح، ووجهنا له دعوة لأداء صلاة المغرب معنا مساء الأربعاء القادم، ومن ثم تناول الشاي مع المجموعة المعروفة بهذا الاسم، وهم مجموعة تجتمع الأربعاء من أول كل شهر في أحد المنازل، جلسة متواضعة نتناول كل الأمور مع مساهمات مالية متواضعة للمجاملات في المناسبات العائلية دون مبالغة أو بافراط، لما يناهز الأربعين دقيقة، كان الحوارصريحاً مع المعتمد وواضحاً خرجنا منه سعداء باللقاء، وأوصى السيد المعتمد زميليه المهندسين للاهتمام بما تم تسجيله الى أن نلتقيه ربما مع لجنة التطوير وفي أقرب وقت بإذن الله، وله ولهم من الله حسن الجزاء. حاشية: لاحقني الحفيد السلفي من تلاميذ الشهيد بإذن الله محمد سيد حاج والصحفي غير المحترف عمر عبد السيد، وقال لي: يا جدو نحن في انتظار مقالك عن الزكاة، قلت ستكتب عن هذه الشعيرة في عهد الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز، وعهد الرئيس المشير عمر البشير، ونحن في انتظار ما ستكتب حتى نحكم لك أو عليك، فرجوته أن يمنحني الوقت الكافي لجمع المعلومات من الجهات المختصة المختلفة من دواوين الزكاة على مستوى العاصمة والأقاليم بسوداننا الحبيب.. أما عن ابني العزيز فحسبي من المراجع سيرة ومناقب أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز.. فستكون زادي للصدع بما جاء في كتاب الله وسنة المصطفى عليه أفضل الصلاة، وأتم التسليم.. ألا هل بلغت فاشهد وأنت خير الشاهدين.