ما كادت شمس يوم السبت تأخذ طريقها نحو الأفق الغربي لمدينة بورتسودان، تاركة مياه البحر الأحمر تزداد زرقة، والمدينة يحييها الغمام الأبيض في شتائها البهيج المقترن في سنواتها الثماني الأخيرة بمهرجانات السياحة والتسوق.. ما كادت الشمس تلملم أشعتها الباردة، حتى كانت لحاضرة البحر الأحمر وعروسه، قيمة مضافة جديدة، بهبوط الطائرة المقلة لمجلس تنمية المجتمع الذي تترأسه الأستاذة مشاعر أحمد الأمين الدولب، وزيرة الرعاية والضمان الاجتماعي ويضم وزيري الدولة بالوزارة الدكتور كمال حسن علي، والأستاذ إبراهيم آدم إبراهيم، رئيس اللجنة التي أعدت لذلك اللقاء الكبير الذي ضم تحت مظلة مجلس تنمية المجتمع كل وزراء الشؤون الاجتماعية بالولايات. المدينة تدب فيها حركة نشطة، تنتعش مقاهيها وتزدان معالمها السياحية بالألوان وأنواع الإضاءة المختلفة، فالمهرجان الذي أصبح بذرة مثمرة لكل مهرجانات الولايات الأخرى، ما زال في بداياته، ويتزامن مع مقدم احتفالات المولد النبوي الشريف لنا والكريسماس للإخوة المسيحيين مع احتفالات رأس السنة والاستقلال، ولافتات الدعاية والإعلان تنتشر في الشوارع الجميلة المزينة وتدعو للمشاركة في حفلات يحييها نفر من المطربين السودانيين والأجانب. وفي وسط المدينة كان فندق «البصيري بلازا» مقراً لذلك الوفد الكبير، وقد استقبله السيد صلاح سر الختم كنة وزير المالية، ونائب والي ولاية البحر الأحمر وعدد من كبار المسؤولين في الولاية، تقدمهم الأستاذ حامد أسناي وزير الشؤون الاجتماعية والدكتور الصادق المليك وزير الصحة بالولاية، وعدد من قيادات العمل الاجتماعي في مصرف الادخار وديوان الزكاة وجمعيات ذوي الإعاقة وجمعيات الخدمة الاجتماعية الطوعية مثل بنك الطعام وغيرها. اجتماع مجلس تنمية المجتمع في مدينة بورتسودان، هو الخامس عشر في ترتيب الانعقاد ويجيء اجتماعه هذا في دورة الانعقاد الثانية خلال العام الحالي الذي ينقضي بعد أيام. المجلس تم تكوينه في العام 2002م وهو يكاد يكون أباً لكل ما يتصل بالعمل الاجتماعي المتصل بحياة الإنسان في كل أرجاء السودان، وقد جاء انعقاده تحت شعار «نحو أمومة آمنة» ولم يغب وزير أو مسؤول عن هذا العمل من أيٍ من ولايات السودان المختلفة، بل اكتسب قيمة أخرى وكبرى بمشاركة فاعلة لوزارة الصحة الاتحادية ممثلة في وكيلها الدكتور عصام الدين محمد عبد الله ليضف بعداً جديداً لاجتماعات المجلس التي أخذت تستوعب كل القدرات والطاقات البشرية والمادية المتوفرة لدى كل مؤسسات الدولة، خدمة للمواطن الذي يعاني في الأصقاع ولا يجد من ينقل صوته للآخرين.. لذلك جاءت شراكة جديدة مع الإعلام. غداً بإذن الله ندخل قاعة السلام مع السيد موسى محمد أحمد مساعد رئيس الجمهورية ومع الدكتور محمد طاهر إيلا والي ولاية البحر الأحمر، نشارك في الجلسة الافتتاحية ثم نواصل في أطول جلسة مؤتمر خلال هذا العام المنصرم، بدأت في التاسعة صباحاً واستمرت إلى الخامسة مساء.. لكنها كانت مثمرة.