وصلت الأوضاع داخل حركة التحرير والعدالة مرحلة الانفجار عقب إعلان الحركة رسمياً فصل أمينها العام بحر إدريس أبوقردة، وهو الأمر الذي كان متوقعاً في ظل تنامي الخلافات منذ فترة طويلة بين بحر ورئيس الحركة د. التجاني سيسي توجت بالإطاحة بأبو قردة والتي قطعاً ستؤثر على مجريات الأحداث وسلام دارفور.. الفصل خطوة استدعت التعرف على الأوضاع داخل الحركة.. فكان هذا الحوار مع الأمين السياسي للتحرير والعدالة عيسى مصطفى محمد الذي قدم صورة مقربة لراهن حركته وشخص الأوضاع وقدم شرحاً دقيقاً لما حدث وأسبابه ونتائجه عبر هذا الحوار الذي قبل أن نديره معه كان عيسى يستقبل سيلاً من المكالمات ويتجاوز بعضها إلا أنه لم يتجاوز أي سؤال طرحناه عليه. ٭ حدثنا عن تداعيات إقالة الأمين العام للحركة أبوقردة؟ - كان من المفترض أن هذه الإقالة تتم منذ دخولنا الحكومة وبدأنا في تنزيل الاتفاقية أرض الواقع لأسباب كثيرة جداً... ٭ مقاطعاً: ما هي تلك الأسباب ولماذا تأخرتم في اتخاذ القرار؟ - أولاً ليست هذه المرة الأولى أو الثانية أو الثالثة التي يثير فيها أبوقردة مشاكل وغرضه من ذلك القيام بعملية انقلابية ليصبح رئيساً للحركة وهذا أس الموضوع وهذا ديدنه منذ أن عرفناه في العمل الثوري، فبحر كان أميناً عاماً في العدل والمساواة وتم فصله لهذه الأسباب، وكان رئيساً للجبهة المتحدة المقاومة فخرجت منه كل الفصائل المكونة للجبهة لهذه الأسباب، وتأخرنا في اتخاذ القرار استجابة لكل المبادرات التي كانت تجرى بشأن مشاكله في الحركة ولكن هنالك خطوطً حمراء قد تخطاها فكان القرار بحسب النظام الأساسي الذي اتخذ بالإجماع بعد اجتماع لأعلى مؤسسة للحركة وتشكيل لجنة لتقصي الحقائق ولجنة للمحاسبة، وكل قواعد الحركة أيدت هذا الإجراء بإقالته. ٭ وما هي الخطوط الحمراء التي تجاوزها؟ - بحر ظل يعمل خارج إطار المؤسسة السياسية بمفرده، والأغرب أنه ذهب لأحد التنظيمات السياسية بغرض أنه ينوي الخروج من الحركة، وذهب لمسجل الأحزاب لتسجيل حزب باسم التحرير والعدالة، وكل هذه التحركات أنا كأمين سياسي لا علم لى بها ولا الحركة، وعقد أكثر من مؤتمر صحفي ولا علم للحركة بذلك. ٭ وما هو رأيكم فيما كان حادثاً من بحر؟ - منهجية الحركة أن نستصحب كل مكونات العمل المسلح في دارفور في حركة قومية طرحها قومي، تعالج كل قضايا دارفور والسودان على المستوى القومي وتحقق مطالب أهل دارفور، وعلى هذا الأساس استصحبنا قيادات أخرى منها بحر أبوقردة ولكنه كان خميرة عكننة منذ البداية للعمل السياسي للحركة منذ الدوحة ورفاق خرجوا بسببه من الحركة وعالجنا أكثر من مشكلة بمبادرة من أهل دارفور لكنه لم يستجب لأي مبادرة للصلح أو الاتفاق. ٭ لكن أبوقردة يمثل قوة على الأرض.. هكذا يقال؟ - لا يمثل أي قوة على الأرض في دارفور وقوله إنه ليس لدينا جنرالات هذا غير صحيح، وهو لا يمثل قوة على المستوى التنظيمي. ٭ هل المسألة القبلية جزء من صراعات الحركة؟ - أنا لا أريد الحديث عن الانتماءات القبلية والاجتماعية في مكونات الحركة، لأنني اعتقد أن ما يحدث صراع سياسي في المقام الأول، وأضرب لك مثلاً بأن أقرب الأقربين لبحر معنا الآن ولم ينضم إليه غير أخيه تاج الدين بشير نيام، وهذا سلوكهم التاريخي الانقلابي، وبحر يريد أن يمحور الحركة حول نفسه. ٭ هل تعتقد أن طموح بحر الترشح كرئيس حزب سياسي جديد لخوض الانتخابات؟ - بحر لم يجد قبولاً في كل مؤسسات الحركة، فالمجلس الرئاسي كله موجود بالحركة والأمانة العامة موجودة لم يذهب منها إلا أخوه تاج الدين نيام، ومجلس التحرير الثوري موجود وحتى جيش الحركة الآن موجود معنا ومهيأ تماماً للاندماج في عملية الترتيبات الأمنية، إذن السؤال من ذهب مع بحر وهذا ما أسميه انتحاراً سياسياً، فالأفضل له أن يكون داخل الحركة التي وجدت قبولاً على أرض الواقع ونفذت مشاريع وعرفت لدى المجتمع الدولي. ٭ هل تتوقع انشقاقات أخرى في الحركة؟ - لا بتاتاً لن تحدث انشقاقات، أولاً أبوقردة لم يحدث انشقاقاً في الحركة إنما ترجل بحر وأخوه منها، والآن تجاوزنا مرحلة «الفصائلية» وهنالك انسجام تام بالحركة. ٭ إذن ما هي خطواتكم القادمة؟ - نحن الآن نعمل بانتظام وتنظيم للمرحلة القادمة ورتبنا خطواتنا في إطار العمل السياسي مع القوى السياسية الأخرى، وظلننا حاضرين في القضايا الوطنية من حوار وطني أو الانتخابات القادمة. ٭ هل أنتم مستعدون للانتخابات.. وهل لديكم مرشح للرئاسة؟ - كل الاستعداد وهذا قرار جمعي وساعون للتحول إلى حزب سياسي وقطعنا شوطاً كبيراً في ذلك، وتهيأنا لخوض الانتخابات ولم نسمِ مرشحاً للرئاسة ولم نعلن دعمنا لأي مرشح ولكننا نرتب ونستعد للمرحلة القادمة. ٭ هنالك اتهام لكم بالتقصير بحسب مشاركتكم في السلطة الإقليمية، في تنفيذ مشاريع التنمية وإمساك رئيس الحركة السيسي بكل الملفات؟ - هذا حديث غير صحيح، فكل ما فلعناه على الأرض موجود والسلطة الإقليمية فعلت مالم تفعله حكومات سابقة في دارفور، والسيسي إمساكه بالملفات بحسب منصبه، ولعل الأشياء واضحة بوجود الداعمين والحكومة ووجودنا نحن في السلطة، والدليل ما قدمناه من مشروعات في دارفور في إطار اتفاق الدوحة والأيام القادمة ستشهد افتتاحات.