غيّب الموت فجر يوم الجمعة الماضي، خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية، بعد رحلة طويلة غنية بكل الفضائل وأعمال الخير لشعبه الكريم الشقيق، ولأهله في الخليج وفي كل العالم العربي. لا ينكر أحد ما شهدته المملكة العربية السعودية من تقدم وتطور خلال حقبة حكمه التي اتسمت بالحكمة والعدل مثلما هو حال كل حكام هذه الأرض المقدسة من لدن مؤسس المملكة العربية السعودية، الملك عبد العزيز آل سعود وأبنائه من بعده، وصولاً لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز، وولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، وكل الأسرة الحاكمة في المملكة العربية الشقيقة. مات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله، وعاش خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وهما من رجال الأمة الصالحين بإذن الله، فللرجلين أيادٍ بيضاء امتدت في كل الاتجاهات، ولمست كل القارات وعملت على مداواة الجراح في كل مكان. وأذكر أنه في عام حجنا الماضي أن أكثر من ثلاثة آلاف حاج، من مختلف أرجاء المعمورة، أدوا مناسك الحج على النفقة الخاصة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، رحمه الله وغفر له وأكرم نزله، وهذا بلا شك عدد كبير.. بل أكبر مما يتوقعه البعض، ونسأل الله أن يتقبل منه وأن يتقبل حج ذلك النفر الكريم. عرف عن الملك الراحل كما عرف عن الملك الحالي- أمد الله في عمره وبارك له فيه- أنهما من دعاة النهضة ومن قادة التطور، وعرف عنهما قربهما من الناس واهتمامهما بكل ما يقرب إلى الله تعالى. وهما من الذين يقفون ضد التطرف والإرهاب، وممن يدعون إلى تقارب الأديان حتى يعيش عالمنا في سلام وأمان بعيداً عن الغلو والتطرف. رحم الله الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود رحمة واسعة وغفر له وأدخله فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً.. وأعان الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية في حمل رايات الحق والعدل والحكمة التي رفعها والده المؤسس المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز آل سعود، وحملها من بعده أبناؤه البررة.