ونواصل اليوم.. البكاء والنواح.. أو الحزن والأسى والغضب.. ونحن نورد تصريحات بعض الأحبة عن المؤتمر الوطني.. والذين يطلقون على أنفسهم مرات صدقاً وحقاً ومرات زوراً وكذباً وبهتاناً.. يطلقون على أنفسهم «القيادي» بالمؤتمر الوطني.. نخوض أحياناً في بحيرة الدموع.. حزناً على الوطن.. وينزلق أحياناً زورقنا.. في نهر بديع مترقرقة موجاته كالفضة البيضاء.. وذلك عندما يطلق احد الأحباب من المؤتمر الوطني.. تصريحاً يثير عاصفة الضحك من فرط بؤسه واضحاكه وكاركوتيرتيه.. مهلاً يا أحباب مثل تلك التصريحات نوردها في حينها وعلى طريقة «أهل الجرائد» نقول نوردها قريباً فترقبونا.. وترقبوها.. أما الآن فلا مجال ابداً للضحك في «بيت البكا» ولا مجال أبداً للضحك و«القهقهة» في قلب مأساة اليوم نورد تصريحاً من قيادية «صدقاً وحقاً» في المؤتمر الوطني.. فالمرأة هي عضو المكتب القيادي بالمؤتمر الوطني.. والمرأة ايضاً أمين قطاع الفكر والثقافة بالمؤتمر الوطني.. إنها الدكتورة انتصار أبو ناجمة.. قالت الدكتورة انتصار وفي لحظة تجلي.. وفي جسارة وبسالة مطلقة في اعتراف شاهق وعبر فضاء الدنيا.. «لقد فرطنا في الجنوب».. و «النون الطالعة» تعود إلى ا لمؤتمر الوطني.. وللذين يحبون الترجمة على الشريط تقول الدكتورة انتصار في نصاعة وبلاغة «لقد فرط المؤتمر الوطني» في الجنوب.. أولاً دعيني أشد على يديك مهنئاً.. ودعني أنثر عليك أزهاراً باهرة وملونة.. ودعني أحيي فيك شجاعة لم يتمتع بها أحد قبلك من «الإخوان».. نعم يا دكتورة لقد «فرط» المؤتمر الوطني في الجنوب.. ذاك الجزء الغالي والحبيب من الوطن الجميل.. والذي ما زلت أبكي عليه بدموع الخنساء.. وها أنا «أفتح» جراء كلماتك «بيت البكاء» مرة أخرى.. وها أنت تعيدين الوطن مرة أخرى إلى النحيب والبكاء والنواح.. وها أنت تفتحين جرحاً أبداً ما إندمل ومطلقاً لن يندمل.. نعم قد «فرطتم» في الجنوب.. مزقتم في قوة وقسوة وغلظة.. أجمل خريطة للسودان.. بالمناسبة هل تستطيعين النظر إلى خريطة السودان الحالية؟؟.. أنا وأقسم بالذي رفع السماء بلا عمد.. لا أطيق بل ولا استطيع النظر إلى خريطة السودان الحالية لمحة عابرة أو لحظة واحدة.. وبالمناسبة أيضاً يا دكتورة وأقسم بالشعب والأيام الصعبة.. إنه في يوم «النحر» ذاك.. يوم أن امتد سكين هائلة حادة الحواف بشعة الأوصاف وفصلت جسد الوطن وشقته إلى قسمين في ذاك اليوم الحزين من أيام عمري.. بل الأكثر حزناً في كل عمري.. قد جمعت ابنائي.. محمد.. أيمن.. هند.. وخاطبتهم بل «أمرتهم» في «دكتاتورية» غاشمة ولكنها «فاهمة» أمرتهم إنه اذا طلب منهم رسم خريطة السودان.. أن يرسموا السودان بالخريطة التي انشقت عليها عيوننا.. خريطة السودان القديمة.. تلك التي عناها وغناها.. صلاح ووردي.. من نخلاتك يا حلفا وللغابات وراء تركاكا.. وواصلت قائلاً لهم.. أعرف انكم وباجابتكم تلك اي برسم خريطة السودان القديمة سوف تنالون صفراً كبيراً وسترسبون في الامتحان.. وما أروع ذاك «الصفر» ويا لبؤس الدرجة الكاملة إن كان التحصل عليها يأتي عبر هزيمة الجغرافيا والتاريخ..