أتابع الحملة العالمية الشرسة على الاسلام والمسلمين بقلق شديد فالإسلام الذي نراه الآن ليس اسلامنا ولانعرف عنه شيئاً فهو دين رحمة وتسامح ومودة بل أن رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم قال في معنى حديثه بعثت لاتمم مكارم الأخلاق..بالطبع فإن هذه المكارم معروفة ومتفق عليها بين كل شعوب العالم وباختلاف أجناسهم و لغاتهم.. والملفت للنظر اننا كمسلمين نساهم في تشويه صورة ديننا..! وذلك برسم صورة قاتمة السواد عن هذا الدين.. نعم سادتي فإذا نظر كل انسان لنفسه يجد أنه أحد أسباب ذلك التشويه.. فإذا أخدناها من كل الجوانب السياسية كانت أم الاقتصادية و أخطرها بالطبع (الاجتماعية) والتي تتعلق بحياة الفرد والأسرة والتي تتكامل حتى تصل للدولة، ثم الإقليم ثم العالم .. فسياسياً وقف بعض دعاة العلمانية ضد الحكم الاسلامي ووصل هذا الصراع لمراحل متأخرة حتى ادى لخلل واضح..وجعلوا المسلمين يقفون ضد دينهم ومن يحتكم به، حتى إن الارباك الزائد يجعل الحكومات الاسلامية في حالة من الارتباك و التخبط والغريب أن معارضتها لاتطالبها بالتنحي صراحة، وانما تطالبها بالغاء الشريعة، وتقف ضد اي حكم يخرج حاملاً في طياته تطبيق أحد حدود الله.. وتقوم فيه الدنيا ولا تقعد، وتتدخل المنظمات الدولية حتى يلغي الحكم أو تقييد الحادثة في بند التعدي على حقوق الانسان، نعم التعدي على الانسان بتنفيذ حكم الله فيه فسبحان الله ..وظني أن مثل هذه الصراعات التي باتت تكبر وتتسع هي من خلقت الحركات المتطرفة فالتطرف دائماً ما يأتي من رحم الأحقاد المختلفة، وبالتالي الإعتدال يخرج من رحم مجتمع العدالة والتراحم والتكافل .. وهذا ما يجعلنا نطالب بمراجعة سلوكنا العام والخاص الداخلي والخارجي المحلي والدولي فبغير ذلك لن يحدث أي تغيير وسيحدث ما لايحمد عقباه..! تنظيرة أخيرة : جلست إلى أحد المتدينات جدًا وزوجها كذلك، وهمست في أذني وقالت نا صحيني فلديَّ مشاكل في بيتي، وأنا أريد أن أحافظ على زوجي واولادي وبيتي..التفتْ إليها باستغراب فهي قد تزوجت بمعيار البحث عن الرجل المتدين والذي حذر النبي ( ص) بأن عدم الزواج منه يعني الفتنة والفساد فقلت لها ماهي المشكلة قالت:- إنها واولادها يعيشون في سجن، وأنهم في حرمان من أقل وسائل الترفيه.. وحتى هو يجلس في برج عالي لاينزل منه ابدًا..! فقلت لها هذا ليس الدِّين الذي نعرفه.. وإذا كنتم متدينين فعلاً فستكونان أسعد زوجين فاعيدوا قراءة دينكم من جديد، فستجدين حلاً لمشكلتك..