حوار: فاطمة أحمدون - تصوير: سفيان البشرى : من المجاهدين في خنادق الجنوب وقاتل كتفاً بكتف مع العميد يوسف عبد الفتاح، نشط في بعض المواقع التنفيذية إلا أنه غادر إلى صفوف المعارضة وكون حزبه «الوطني».. في هذا الحوار قدم مرافعة عن انضمامه الحديث لآلية «7+7».. اللواء عمران نفى أن تكون له علاقات أو صفقات مع الحزب الحاكم.. تحمل أسئلتنا المحرجة وظل مبتسماً رغم تحفظه أحياناً إلا أننا تمكنا من انتزاع بعض الإجابات منه.. فإلى مضابط الحوار: ٭ دخولكم لآلية (7+7) بعد مغادرة أحزاب أخرى مؤثر لجلوسكم على «كنبة الاحتياطي»؟ - هذا السؤال مهم والحقيقة أننا لم نكن نجلس في الاحتياطي، بل كنا مشاركين في الجمعية العمومية وحضوراً وهي الجمعية التي انتخبت الأوائل بما فيها حزب الأمة الذي قاطع فيما بعد.. وما حدث أننا انتخبنا حزب العدالة ليحل محلنا وبعد خروج هذه الأحزاب عدنا مرة أخرى لتكملة الآلية. ٭ واضح أنكم نفذتم تعليمات صادرة من الوطني بالانضمام؟ - الحديث عن وجود صفقة بيننا والحزب الحاكم غير صحيح بدليل أننا قاطعنا الانتخابات وإلى الآن لم يجمعنا أي اجتماع أو جلسنا مع المؤتمر الوطني. ٭ تدعون أنكم أحزاب معارضة وتقاطعون الانتخابات وتشاركون في الحوار؟ - خضنا الحوار الوطني لأننا نعتبره فرصة يجب أن نستغلها في ظل نظام وسلطة حاكمة لمدة 52 عاماً قابضة، علينا أن نستغل الفرصة لتحقيق 05% من مطالبنا عبر الحوار. وفي مقدورنا الحصول على 001% بإسقاط النظام والآن نحن نسعى لتهيئة الأجواء السياسية وفقاً لخارطة طريق نتمكن من خلالها من بسط الحريات العامة وتوفير الضمانات الكافية لاطلاق سراح المعتقلين السياسيين. مهما طال عمر المؤتمر الوطني أفضل من أن نصل إلى ما آل إليه الحال في الدول من حولنا، وما يدور في النطاق الإقليمي والعربي يتطلب منا أن نتعامل وفقاً لحكمة العاقل من اتعظ بغيره، صراحة حق لنا أن نخاف. ٭ هل تعتقد أن الإسلاميين في السودان أشرس حال تم الانقلاب عليهم؟ - إن السودان إذا اندلعت به ثورة سيكون السيناريو أسوأ مما نتصو، وذلك لكونه بلداً بها احتقان وقبلية متفشية وسلاح منتشر في كل أجزائه شرقاً وغرباً وداخل الخرطوم أيضاً، لذلك علينا تفادي تلك التداعيات وأن نفكر فيما يجب أن يحدث حال أزيل هذا النظام. ٭ ما رأيك في دعوات المعارضة للنظام بالرحيل؟ - ليس من العقلانية المطالبة بالرحيل وكيف يستجيب المؤتمر الوطني لتسليم كرسي الحكم كاملاً، هذه ليست عقلانية. ٭ هناك من يصف انخراطكم في الحوار الوطني بلا شروط مسبقة انبطاحاً؟ - لم نجلس بدون شروط مسبقة ولدينا وثيقة تحكمنا وهي خارطة طريق والآن الآلية تبذل جهداً لتهييء أجواء الحوار وقد تم إطلاق صحيفة الصيحة بواسطة الآلية. ٭ نتحدث عن جهود ومحاولات لإطلاق الحريات في ظل اعتقال قيادات المعارضة فاروق ومدني؟ - اعتقال فاروق أبو عيسى والذين معه يقلل من مصداقية الحكومة حقيقة في جديتها في بسط الحريات ولكن لا يعني عدم المصداقية 001%. ٭ بصراحة أحزابكم بآلية (7+7) هناك من يرى أنها أحزاب ولدت من رحم المؤتمر الوطني؟ - لا ليس لهذه الأحزاب علاقة بالمؤتمر الوطني ولم نخرج من رحمه خاصة حزبنا «الوطني» الذي منذ نشأته أخذ مسار المعارضة واشترك في تكوين تحالف القوى الوطنية والتحالف الوطني للتغيير وتحالف الأحزاب المعارضة. ٭ ولكن يقال إنكم في الآلية «7+7» تعارضون المعارضة أكثر من النظام؟ - هذا حديث للاستهلاك السياسي وصرحت به حركة الإصلاح الآن ولكنها قالت كلمة «البعض» حتى تتفادى احتجاجات الأحزاب ومواجهتها وتتذرع بها فيما بعد، ومن حق الجميع أن يقول ما يقول ولكن حزبنا أقدم من الإصلاح الآن. ٭ واقع الحال يفسر العكس؟ - بحكم أن على رأسها قيادات مؤتمر وطني وانشقت والتركيز الإعلامي على انقسامات الوطني جعله تحت أضواء الإعلام، ولكن حزبنا أقوى جماهيرياً. ٭ أنتم أحزاب لافتات لا جماهير ولا قواعد وبرامج ولا نشاط؟ - أبداً نحن لسنا حزب لافتة، فلنا أنشطة تابعتها الصحف ولدينا تسع دور للحزب بالولايات الجزيرة، كسلا، القضارف، سنار، جنوب وشمال كردفان، الخرطوم والنيل الأزرق برغم أننا حزب أكمل العامين فقط. ٭ برغم علاقات قديمة تربطك بالإسلاميين بعد تقاعدك أنشأت حزباً معارضاً؟ - لم أكن يوماً من الأيام لدي انتماء سياسي للوطني ولا غيره وتقاعدي من القوات المسلحة أمر عادي ليس سبباً يجعلني أعارض. ٭ صحيح أنني كنت ناشطاً وشاركت في بعض الأعمال التنفيذية دون انتماء سياسي، وقد عملت مع المقدم يوسف عبد الفتاح في ذلك الوقت وفقاً لكفاءتي، فقد شاركني العمل في مناطق العمليات ويعلم خبرتي. ٭ ما هي الضمانات لنجاح الحوار الوطني والتزام الحكومة بإطلاق الحريات وغيرها من مطالب؟ - نحن لا نثق في المؤتمر الوطني وإنما نثق في أنفسنا، وإذا لم يصل الحوار الوطني لمبتغاه ولم تنفذ مخرجات الحوار «أكيد سنعارض» ولن أنكر أن هناك شكوكاً ولكن إذا كان المؤتمر الوطني ليس جاداً في الحوار ويسعى لاكتساب شرعية عبر الانتخابات، فإننا عبر الحوار سنكشف للشعبي إذا كان جاداً، وإذا لم يكن جاداً نكون عملنا العلينا. ٭ الخلافات والانقسامات داخل آلية «7+7» مؤشر لعدم الاتفاق؟ - الحديث عن انقسام وخلافات بآلية الحوار الذي رشح في الإعلام أمر قد حسم والآن المعارضة منقسمة لثلاث معارضة تشارك في الحوار ومعلقة للحوار، والتي غادرت الآلية وعلقت الحوار خمسة أحزاب من أصل 81 حزباً، إذن لماذا تنقاد لتنفيذ رغبة خمسة أحزاب، هذا لا يستقيم مع العقل ولم نسر جميعنا وفقاً لأهواء ورغبات الإصلاح الآن. ٭ الحوار من غير الحركات المسلحة بلا قيمة؟ - وجود الحركات المسلحة في الحوار الوطني مهم جداً بلا شك وظللنا نطالب النظام بتقديم التنازلات والضمانات التي تدفع بالحركات للمشاركة في الحوار، لأن حمل السلاح الآن ينعكس على الأمن القومي، والموجودون بالخارج أولى بالحوار ولكن إذا دخلوا باشتراطات صعبة التنفيذ فمن غير الممكن أن يعلق مستقبل البلاد بأجندة خارجية. ٭ مقاطعة الانتخابات لأنك حزب بلا جماهير وقواعد؟ - مقاطعتنا للانتخابت نرسل بها رسالة واضحة بأن البيئة السياسية الحالية ليست مناسبة وقيامها في هذا الوقت لم يكن مناسباً.. ولكن الانتخابات القادمة سنرتب صفوفنا ونخوضها. ٭ ثلاث رسائل تضعها في بريد من؟ - إلى الرئيس البشير: أنت الآن الأب لكل هذه التنظيمات نطالبكم بالمزيد من الضمانات التي تبعث الثقة. إلى الأحزاب المقاطعة المعلقة للحوار: لسنا أكثر وطنية منكم ولكن حتى ينعم الوطن بالأمن والاستقرار فلا بد من الحوار. إلى الحركات المسلحة: تعرفون جيداً معاناة النازحين واللاجئين في غير وطنهم، فباسم هؤلاء الذين يعانون نقول لكم إن الحرب لن تؤدي إلا إلى مزيد من الدمار والخراب وقد خضناها ونعرف مآسيها.