أحدثت قضية الطفل عمار ذي ال(31) عاماً التي نشرتها «آخر لحظة» ردود أفعال واسعة، خاصة وأنه يعيش بلا مأوى أو أسرة، بعد تخلى والداه عنه، ورفضت أمه وأيضاً أبوه- المنفصلين عن بعضهما- كفالته.. وفيما أبدى عدد من الخيرين استعدادهم لإعانة عمار إلا أنهم لم ينفذوا بعد ما وعدوا به. وسارعت الدكتورة آمال البيلي وزيرة التنمية الاجتماعية بولاية الخرطوم بتكوين فريق من اختصاصيي علم النفس والاجتماع وخبراء من مركز حماية الأسرة والطفل لدراسة حالة الطفل «عمار»، الذي كان يعيش في موقف جاكسون بالخرطوم.. وزارت اللجنة والدة عمار التي تسكن بضاحية الفتح «2»، ووالد الطفل الذي يعمل «كمسنجي» بموقف مواصلات سوق ليبيا، وأعد الخبراء تقريراً للوزارة عن الظروف الاجتماعية التي تمر بها والدة عمار «فتحية محمد».. وحكت والدة عمار بحزن عميق عن الظروف القاسية التي تعيشها مع زوجها الثاني وأن أولادها من زوجها الأول لم يجدوا الراحة وازرعاية والإهتمام ووصف الخبراء النفسيون البيئة الاجتماعية والسكنية لأسرة عمار بأنها فقيرة، ولا وجود لعوامل جاذبة تشجع الطفل داخل الأسرة للتعليم، وأن لديه شقيق ويبلغ من العمر 81 عاماً لم يدخل المدرسة، ودفعته نفس الظروف للعمل بأحد المطاعم بولاية النيل الأبيض هرباً من تلك البيئة الطاردة، وأن الأم فقدت الطفلين. وقام الباحثون بعمل إجراء جلسة إرشادية للأم بعد أن استمعوا الى سردها الحزين، وقدموا لها نصحاً وإرشاداً، والعمل على كيفية دورها في خلق بيئة وتنشئة تربوية دينية فاضلة تعمل على جذب أطفالها تجاهها والاستقرار بجانبها، وكيفية الوصول للطرق التي تساعدها في ذلك. وبعد ذلك توجه الباحثون الى منطقة سوق ليبيا حيث يعمل والد عمار الحاج أحمد بموقف المواصلات، والتمسوا فيه عدم مسؤولية الأب، وتم اصطحابه الى قسم شرطة حماية الأسرة والطفل بمدينة النخيل، وتم اجتماع مع رئيس القسم بوالد عمار والأسرة التي تأوي عمار.. وبعد النقاش الذي دار بين رئيس القسم ووالد عمار حول أن عمار كان قد تم تسليمه لوالده أكثر من مرة، وأنه كان يشكو من سوء المعاملة من زوجة أبيه. وتم اجراء جلسة إرشادية حاسمة وقوية لتوعية الأب ودوره تجاه أبنائه والزامه الكامل بالرعاية والحماية لهم، وادخاله في مراحل التعليم، وتعهد والد عمار أمام رئيس قسم شرطة حماية الأسرة والطفل بعد أن تم تسليمه ابنه تعهد برعاية وكفالة وحماية ابنه.. وأيضاً تم عمل دراسة لحالة عمار وتوثيق كافة الجلسات. وأكد الخبراء الباحثون بأنهم سيقومون بزيارة مفاجئة لأسرة الطفل بمنزل والده ببحري للاطمئنان على استقرار عمار ومدى اهتمام والده به، بعد أن تعهد أمام شرطة حماية الأسرة والطفل برعايته وعدم إهماله مرة أخرى. وكان على رأس وفد الوزارة الزين عباس الباحث النفسي ومنسق الوزارة بوحدة حماية الأسرة والطفل، وبمشاركة الباحثة نفحات عبد الله، وحليمة علي، والباحثة تهاني ادريس.. ونأمل أن لا يختصر دور الوزارة في إيفاد الخبراء الباحثين، وإنما نأمل أن يمتد عطاؤها في تمليك والدة عمار مشروعاً إنتاجياً يساعد الأسرة على الاستقرار.