يوم امس 23مارس من العام2011 وقريب من هذا التوقيت من اليوم فارق دنياتا الفانية الرجل الصالح(نحسبه كذلك ولا نزكيه على ربه) ابراهيم الطاهر ابو أحمد ابني الذي امضيت معه حياة عامرة بالمودة والرح مة والمحبة والاحترام والمساندة فكان نعم الزوج الذي يقدر المسؤولية التي تتولاها الزوجة فيكون لها نعم المعين والسند بعد الله ...اربعة سنوات مضت ومضيت فيها ياسمح الخصال بارا باسرتك الكبيرة والصغيرة وبوطنك الكبير والصغير ولو اردت التوسع في هذه المحطات فسيطول الحديث . .كان ابراهيم الطاهر وله نصيب من اسمه كما ذكر ذلك اخيه وصديقه عثمان البشير الكباشي نعم من يتمثل سلوك اولي العزم في الورع والاستقامة والتجرد و الهمة العالية التي لا تعرف الكلل ..كيف لا وهو الذي تربى في بيت علم ودين اخذه اجداده انتهاء بابيه وشقيقه الاكبر شيخ ابشر اخذوا ذلك السمت من اجدادهم علماء المجاذيب فكان التدين هو السمة التي وصفوا بها وهو الميراث الذي توارثوه وعندما شب وفي بدايات مرحلة الشباب شرف بالانتماء للحركة الاسلامية والتي حمل لواءها اينما حل فانتقل للعمل في بحر ابيض في مدينة الدويم عاصر و احتك باخوانه اذاك المتعافي وغندور وشهد زواج سامية هباني وغازي صلاح الذي كان مزيجا بين عراقة النظارة وصرامة السلوك الاخواني في مجتمع ما كان يقبل اقامة عرس بلا حفلات واختلاط ورقص ..ومضت حياته العامرة بالعمل والاخلاص فعاد لنهر النيل وانخرط في العمل الحركي والمجتمعي وعندما فكر الزواج كان زواجا شكل فتحا لفكر الحركة في منطقة العبيدية عندما تزوج اتنين من رموز الاخوان باتنين من الاخوات نشأن في كنف والد من اقطاب حزب الامة وكيان الانصار فكان زواجه بزوجته الاولى ام د.محمد ابراهيم الاخت الداعية والمعلمة ثريا عبدالرحمن رمزي التي كانت نعم الزوجه الصالحة التي رافقته في مشوار الدعوة والجهاد والتربية للابناء واعانته على تعميق بره باسرته فامت معهم سنوات حياتها معهم بعد انتقالها للعكد ..فتي اخلاقه مثل ومل ثيابه الرجل. هكذا كان المرحوم والمغفور له باذن الله ابراهيم فالتحق بالمؤسسة الزراعية الشمالية فاتاحت له معرفة اولية بالولاية وعندما كلف بالعمل امين للولاية كان يعرف كل الولاية الشمالية الكبرى وقد حباه الله بذاكرة قوية ومقدرة فائقة على حفظ الاسماء وتاريخ الفري والفرقان واسماء رموزها فصار وحتي قبيل وفاته مرجعا في معرفة الاشخاص والمناطق ..تميز رحمه الله كذلك بقوة الشخصية والصدع بالحق ولا يخشى لومة لائم وبفهم يتسم بالمرونة والسعة في تقدير الشان السياسي وكان خطيبا مفوها وكان حديثه في المحافل السياسية مليئا بالمعلومات وكثيرالاستشهاد بالقران والسيرة في ايجاز عجيب تصغى اليه الاذان وتتمنى الا يسكت .. رحل الشيخ ابراهيم الطاهر بعد ان وفقه الله في آخر سنوات حياته من تقديم نموذج في الحكم الراشد وتشهد فترته معتمدا لبربر بالكثير الذي لايسع المجال لذكره فقد كان مبادرا ومبدعا وخادما لمواطنيه وقادرا بتوفيق الله له من حشد الموارد وحسن توظيفها ..كان يتحرى الحلال لدرجة عجيبة ويحرص على القدوة الحسنة وفي موسم الامطار زار وهو معتمد للدامر احدى قرى نهر عطبرة النهائية ووجد المعلمات وقد انقطع بهن الطريق فما كان منه الا أن نزل من عربة المعتمد وركب في بوكس وواصل تفقده لبقية مواطنيه فكم مرة استقل الحمير والكارو للوصول لمناطق في انخاء الولاية لا يمكن الذهاب اليها في بعض المواسم الا بهذه الدواب ووتطول المواقف والمشاهد التي سيرة رجل اخلاقه مثل ثم واصل مهماته سريعا فواصل ما انقطع من تعليم فكمل الجامعة بالانتساب ومباشرة دخل في الدراسات العليا ونال الماجستير في العلوم السياسية وانتقل للعمل بجامعة وادي النيل محاضرا مترقيا من العمل الاداري للاكاديمي وشرع في تحضير الدكتوراة في تجربة الحكم الاتحادي وكان على اعتاب المناقشة قبل مرضه الاخير و تزامن ذلك مع حفظه لكتاب الله في خلوة اجداده المجاذيب التي كان ياتي اليها مشيا بالاقدام من العكد حتى الدامر وهي مسافة ليست قصيرة وكانه فقه في ذلك ان القران ان لم تتواضع له لن يسهل عليك حفظه. وختم حياته باداء فريضة الحج . اربع اعوام مرت على فراقك المر وكان فصل الله علينا كبيرا اذا الهمنا الصبر والاحتساب وكان لوقفة الاخوة والاخوات معي ومع اسرته الكبيرة لها الاثر الكبير في تخفيف المصاب وما زالت اصوات التلاوة وختمات القرآن التي ملئت ارجاء البيت من جموع المعزيين الذين تقاطروا من كل حدب وصوب ومن كل ربوع السودان ومن كل تنظيمات المجتمع وقواه السياسية كان الجميع يتنافس لتقديم المواساة زيارة وختمة وصدقة وتخفيفا عن مصاب لفقد جلل . اربع اعوام مرت وبفضل الله ونعمته تخرج الابن محمد من كلية الطب واكملت الروميصاء جامعة الرباط وتزوجت وانجبت بحمد الله وتخرجت الشيماء من الاسلامية ويجلس احمد هذه الايام للشهادة السودانية ودخلت آيات جامعة الخرطوم ودلف عبدالرحمن اصغر البناء للمرحلة الثانية فقد شملت بركة والدهم رحمه الله حياتهم فنسأل الله الحي الذي لا يموت ان ينزل على قبره الرحمة والمغفرة وان يطرح البركة والصلاح والفلاح في ذريته ويضاعف له الاجر والثواب ولا نقول الا ما يرضي ربنا وانا لفراقك يا ابراهيم ورغم السنون لمحزنون محزنون وانا لله وانا اليه راجعون.