نحو خمس آلاف من الرعايا السودانيون باليمن تحت استهداف مباشر من قبل جماعة الحوثيين وأفواه بنادقهم ونيران أسلحتهم عقب إعلان الخرطوم موقفها الخاص بالمشاركة في التحالف العربي الذي وجه ضربات مباشرة إلى معاقلهم بالعاصمة صنعاء وغيرها. والراجح أن استهداف السودانيين نتيجة لمواقف الخرطوم السياسية ليس الأول، ففي حرب الخليج حينما تحالف مع الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين خلال حربه مع الكويت تضرر السودانيون في الكويت كثيراً من الموقف السياسي للسودان ولازالوا يدفعون ثمنه حتى الآن، حيث واجهتم عقبات جمة لصرف استحقاقاتهم المالية وغيرها، واليوم يتعرض الرعايا السودانيون لذات الموقف، حيث يتواجد باليمن نحو خمسة آلاف سوداني - أغلبهم يمتهن التدريس بجانب العمل في منظمات - لمضياقات واستفزازات شتى لم تنكرها الحكومة، حيث أكد علي كرتي وزير الخارجية أمس، أن مقر السفارة السودانية تعرض لهجوم واستهداف مباشر من قبل الحوثيين، مما ترتب على ذالك وضع ترتيبات احترازية لتأمين الرعايا السودانيين عبر سحبها وكافة متعلقاتها من موقعها الحالي إلى منطقة آمنة بعيدة عن محيط الحرب، وقال وجهنا السفارة للشروع في اتصالات بالرعايا السودانيين المتواجدين باليمن، بجانب أن الاتصالات معها مفتوحة، وألمح إلى أن ما يتعرض له السودانيون باليمن نتاج لموقف السودان، وفي هذا السياق يقول إن السودان لا يريد من أحد أن يدفع الثمن لكننا بقدر ما نستطيع نحاول سحب الرعايا السودانيين المجودين في اليمن من مواقع المواجهات.. كما أنها ليست الأولى وليست بالغريب لاسيما أن الأوضاع في اليمن لا تبشر بخير. ويقترح مراقب قريب من الشأن اليمني ضرورة إجلاء السودانيين لاسيما أن قيادة التحالف العربي الذي تقودة المملكة العربية السعودية لم يحدد سقفاً زمنياً لإنهاء عملياتها العسكرية ضد الحوثيين ومعاقلهم، حيث يشير وزير الخارجية اليمني رياض ياسين إلى أنه يتوقع أن يقوم التحالف العربي بالتدخل البري خلال أيام لضرب معاقل الحوثيين، ويتابع حديثه بأن المجتمع اليمني بدوي وقبلي، يمكنه أن يأوي أي غريب وليس بالعدواني.. لكن كرتي قلل ما يتعرض له السودانيون باليمن، وأشار إلى أن الدنيا كلها في حالة شكاوي، وأهل اليمن أيضاً يشتكون فما بالك في ضيف، وطلب من الرعايا السودانيين توخي الحذر و الخروج للمناطق التي يتم تحديدها. والراحج فقد تعرض الرعايا السودانييون باليمن لعدة حوداث منذ ضربات التحالف ضد الحوثيين، فقد أكد سوداني تحدث ل«آخر لحظة» أنه تعرض لهجوم واعتداء تم على إثره نهبه ثلاثمائة دولار قرب إحدى الصرافات بصنعاء. سفارة السودان باليمن التي تقع في ضاحية «حدة» حالياً، يتواجد بها دبلوماسي واحد وكاتب ولا يوجد سفير بها، ويقول دبلوماسي رفيع إن السفير كان من المفروض أن يتسلم مهامه سيما أن نظيره السابق انتهت فترة وجوده باليمن ورشح نظيره الذي قدم أوراق ترشيحه رسمياً للرئيس عبد ربه، ولم يتسلم مهامه رسمياً في أعقاب انفجار الأوضاع باليمن، ويتابع حديثه أن صعوبة الاتصالات مع اليمن تصعّب مهمة معرفة المتأثرين والمواطنيبن الذين تعرضوا لمضايقات. منوهاً إلى أن كافة التفاصيل ستترأى خلال الأيام القليلة القادمة.