والله مهما تحدثنا وأسرفنا في الحديث، فسوف لن نأتي بجديد بعد أن أجريت الفحوصات وأكدت نتائج التحليل للحالة المرضية التي يعاني منها التحالف الوطني أو المعارضين لنظام الحكم في السودان.. وقبل أن تشخص الحالة وتكتب روشتة الدواء علينا أن نوضح قليلاً من هم هؤلاء المعارضون؟ ومن أي كوكب؟ ونتعرف عليهم إن كانوا ينتمون لأحزاب لها تأثير مباشر في الساحة السياسية، أم هي نتاج لحركات مسلحة تهوى القتل والخراب أم نابعة من بيوتات أنصار ومريدين، ولهذا تدعي بأن هذا السودان ما هو إلا مجرد ضيعة خاصة لنفوذهم توارثوها عن أسلافهم الذكور، وينبغي المحافظة عليها بتخلفها وبمخلفاتها الإرثية القديمة، ولا يحق لغيرهم التحدث باسمها فكيف يسمحون لأحد بأن يتربع على عرشها ويتحكم في مصيرها وهناك من يصدق هذا الإدعاء الباطل.. هذه الفئة من المعارضين لا تضع مكانة ولا اعتبار لا للسودان ولا لشعبه الذي يحاربونه من كل الاتجاهات، ومن داخل دول نعلم جميعاً سوء نواياها وما تضمره من حقد وأطماع.. هذه الفئة تتحدث عن شعب وهي السبب في معاناته وفي قتله وتشريده وفي حصاره، وهي تظن بأنها تحارب النظام الحاكم، إنها تدعم بالمال الحرام وبالسلاح لتخرب بيوتها بأيديها وبمال اليهود والنصارى، ويزعمون بأنهم يحسنون صنعاً، فأي صنيع هذا الذي يتحدثون عنه.. أما أنا فلا زلت متماسكاً ولا زلت حريصاً بأن لا أظن أو أتهم أحداً في سلوكه أو أخلاقه، ولكنني أخشى عليهم الوقع في البرك والمستنقعات الآسنة، وأخشى عليهم من بلاد فيها الخمور متاحة ومباحة، وفيها النساء أحرار وبلا قيود- استغفر الله العظيم. وأشد خوفاً من غشاوة تعمي البصر ومن موت الضمير، وضعف في الإيمان، خوفي من التنكر والجحود والعقوق، وأتحسر دوماً على المغيبين، ومن ضل سعيهم من أبناء هذا الوطن. نسأل الله لهم الهداية وأن لا يكونوا مثل الذين قيل لهم لا تفسدوا في الأرض، قالوا إنما نحن مصلحون.. ولا أمثال الذين آذوا موسى. لقد أرسل لهم الشعب مراراً رسائل إنذار وتحذير وتحداهم بالصبر على كل ما ارتكبوه في حقه من جرائم يندي لها الجبين، بل وتعدوا على حقوقه ومكتسابه. فإن كانوا فعلاً حريصين على هذا البلد وأهله فلماذا يصرون ويرفضون الجلوس على موائد الحوار الوطني بأجندة سودانية معقولة ومقبولة ترضي طموحات هذا الشعب، وتعكس حسن النوايا.. أجندة بعيدة كل البعد عن أي إملاءات خارجية أو محاصصات سلطوية أو شخصية.. لماذا دائماً يتعمدون تعكير الأجواء لإفشال المحادثات، إما برفع السقوفات المطلبية وإما بوضع الحواجز والعراقيل، وهو خط سير وخارطة طريق يضعها أعداء هذا الوطن ويمشون عليها كالصراط المستقيم، «ولا على كيفهم» هذا ما أجمعوا عليه ويعلمه كل مواطن حر وشريف. فإن كانوا يريدون بنا خيراً فمرحباً بهم، ونقول لهم تعالوا إلى كلمة سواء ومدوا أيدكم بيضاء من غير سوء، تعالوا لتضعوا أيديكم في مكمن الداء وأرجلكم على حجر القضية، بدلاً من إشعال نار تحرق الأخضر واليابس، ولتنظروا لما حدث ويحدث من كوارث أخرست الألسن وحيرت العقول بسبب معارضين أمثالهم الذين سموا الخراب ثورة، وسموا الدمار ربيعاً، ونحمد إليه بأننا أول من صنعنا الثورات في الشرق الأوسط، ولا نعرف في حياتنا غير «ربيع الدنيا».. رحم الله عثمان حسين.. وسيظل الصراع قائماً بين شعب مدرك وواعٍ وذكي، وبين فصائل معارضة لا حول لها ولا قوة. إن عجلة الزمان تمضي ولا مجال للرجوع للوراء، وستظل أبواب الحوار مفتوحة ترحب بمقدم الحادبين على مصلحة هذا الوطن، ولا مجال للعملاء المنتفعين المأمورين بتنفيذ أوامر الأسياد، ولا يعلو كائناً من كان ولا صوت على صوت هذا الشعب والحشاش (إملا شبكتو).