في انتخابات العام 2010 فاز مرشح المؤتمر الوطني بلال عثمان بلال بالدائرة القومية (2) دنقلا بالولاية الشمالية، وبعد مضي شهرين فقط عاد بلال إلى أهله ليدشن حملة الالتزام بالعملية الانتخابية وهي متابعة قضايا دائرته، كانت خطوته مثار حديث الكثيرين كون النواب اعتادوا أن يديروا ظهرهم إلى مواطني دائرتهم، لكن الذي سبق تلك الزيارة هي المبادرة الأولى التي تقدم بها بلال عثمان والقاضية بتكوين الهيئة الشعبية لتنمية وتطوير محلية دنقلا التي عملت في حدود الدائرة من منطقتي أكد وسرور جنوباً وارتدل شمالاً من جهة غرب النيل، وفي شرق النيل من تبو شمالاً وحتى العقال وجرتود جنوباً، وظل نشاط بلال متواصلاً مع أهله وذلك أن دائرة دنقلا تتمتع بوعي عالٍ للناخبين والمدينة ذات حضارة وتاريخ مما يعني إن كان بلال لم يقدم شيئاً فلن يسانده أهله، والمتابع للدائرة يلحظ العمل الكبير الذي قدمه بلال، خاصة في ملفي الصحة والتعليم بجانب وقوفه مع الأندية والهيئات الرياضية، ولكل تلك العوامل مجتمعة دفع الحزب ب «بلال» مرشحاً بالدائرة مرة أخرى ومنذ العام 2010 وحتى الآن حدثت تطورات هائلة في مسيرة بلال السياسية، حيث صعد نجمه بشكل غير مسبوق داخل المؤتمر الوطني، حيث كان من ضمن الوجوه الجديدة بالمكتب القيادي للحزب، وعضو ومقرر اللجنة العليا للبناء الحزبي وهي اللجنة التي وقفت على بناء الحزب في كل القرى والمدن مما يعني أن الرجل يعرف كيف يدير حملته الانتخابية. دائرة دنقلا لفتت انتباه الإعلام هذه المرة عقب تقدم مرشح مستقل لمنافسة بلال، الذي ظل يعمل في صمت طيلة الفترة المنصرمة منذ إعلانه عن برنامج تفصيلي لفترته النيابية «خمس سنوات» تم تنفيذه عبر الهيئة الشعبية لتنمية وتطوير دنقلا عبر قوافل ومتابعات دائمة، وقال بلال وقتها: «إن منهجهم المعلن تكامل واضح للأدوار بين كل الأجهزة»، مؤكداً أن انتماءهم لدنقلا ليس محل مساومة، وقال إن وعدهم بالتواصل مع دنقلا لا يُردُ ولا يزول. من مواقف القوة التي يتمتع بها بلال، وضعه لبرنامج لتطوير وتأهيل مدينة دنقلا منذ نحو خمس سنوات، قائم على الجهد الشعبي، مما خلق تواصلاً في المقام الأول بين جميع أهل الدائرة وصار المواطن في موضع صنع القرار من خلال مشاركته بشكل مباشر في مشروعات المنطقة، ووقوفه على طريقة قيام تلك المشروعات، وهذا الترابط بين مواطني الدائرة خلق نوعاً من الوحدة والتواصل غير مسبوقة مما جعل المواطن يسبق الحكومة في إنجاز كثير من مهامه في صورة أقرب للنفير وهذا ما يتفوق به بلال عن المرشح المستقل الذي كان خارج البلاد لسنوات طويلة، مما باعد المسافة بينه والناخبين. وكان رئيس الجمهورية المشير عمر البشير أبدى إعجابه بنفير ونهضة شمال كردفان وقال لمواطنيها: «البنلقى ماشي لي قدام بندي دفرة»، وقد جسدت دائرة دنقلا ذلك على أرض الواقع وحققت النفير عبر توظيف العلاقات القوية التي يتمتع بها بلال عثمان بلال في المركز في خدمة المنطقة، بجانب مساندة مواطني الدائرة له. ومن كروت القوة بيد بلال هو ترشحه باسم حزبه - المؤتمر الوطني - وكانت زيارة مرشح الحزب للرئاسة للولاية الشمالية أمس الأول دافعاً لكل مرشحي الحزب، حيث تعهد البشير باستكمال النهضة في بالولاية عبر إكمال طريق «ناوا- السليم»، وكهربة كل المشاريع الزراعية لتقليل تكلفة الإنتاج، وإنشاء كوبري على النيل قبالة منطقة عكاشة، وقال «إن الشمالية موعودة بخير كثير والمستثمرين قادمون، لأن الدراسات أثبتت أن الأمن الغذائي العربي لن يتحقق إلا بالسودان».