معظم القنوات الإعلامية في السودان بمختلف أشكالها تتركز اهتمامتها في الأشياء الثانوية الغناء، الرياضة، وغيرها.. ويعتقدون أنها تمثل الثقافة السودانية فقط. لاحظت عند استضافة أحد المفكرين أو أحد علماء بلادي أو حتى السياسيين يدور الحوار في تفاصيل شخصية، قد لا يستفيد منها (المتلقي المستمع أو القارئ، المشاهد)، والتجارب والخبرات التي من المفترض أن يستفاد منها لا تجد حظها الأوفى من الحوار.. ويختتم الحديث دائماً (كدا قول لينا علاقتك شنو بالمطبخ؟ وبتسمع لمنو بتعرف تغني؟).... معقولة بس.! الغناء سيد الموقف: كثر المغنيون والمعنيات في بلادي والدولة لم تقصر في هذا الاتجاه بل دعمته من خلال الليالي الثقافية وبرامج التنافس الغنائية.. في المركبة العامة غناء في الأسواق العامة ومواقف المواصلات غناء بل غناء هاااااااابط جداً، الدعاية الإعلانية تكاد كلها غناء، فضلاً عن قنوات الاف ام طيلة اليوم غناء واستضافة لأحد المغنين..... ارحموا أذنينا . حملة تفتيشية: يوم تلو الآخر تحمل لنا الصحف خبر جريمة اياً كانت شكلها، في الآوانة الأخيرة تلقينا نبأ المواد الفاسدة اللحوم النافقة ولحوم الحمير (نزلت السوق).. لذا نرجو من أجهزة الدولة متمثلة في الأمن الاقتصادي والصحة والمحليات بحملات واسعة في كل الأماكن التي يتلقى المواطن الغذاء منها (مطاعم، اسواق الخضار والفاكهة، بقالات وغيرها) كل ذلك للتأكد من سلامة العاملين بها والغذاء المتقدم فيها. فوضى الأسعار والمواصلات: الى متى ياسعادة الوالي يعاني مواطنو الولاية من أزمات المواصلات ومن جشع أصحاب المركبات العامة... الذي يقاولون المواطن في قيمة التذكرة التي حددتها الدولة، كل ذلك أمام الجميع ولا حياة لمن تنادي..! مقابلة مسؤول:: من المستحيلات أن تجد مسؤولاً في مكتبه وتحكي له مظلمتك أو ماتريد بعد أن اغلقت كل الأبواب أمامك.. وهنا يحزنني دائماً عند غلق باب المسؤول أياً كان أمام السادة الذين تم بناء هذه المؤسسة بهم، ألا وهم آبائي المعاشيون.. الذين تدربوا وتعلموا على أيديهم اولئك الأفندية الصغار.. الكرسي مابدوم.! ارجعوا الى الخلافة الراشدة وتعلموا من الخلفاء الاربعة وهم يعاملون رعيتهم تعلموها من معلم البشرية سيدنا محمد صل الله عليه وسلم ... قصة سيدنا ابوبكر الصديق رضي الله عنه مع السيدة العجوز التي كان ينظف لها البيت، ويكنس حتى الطعام يصنعه لها.... مهداة لكل مسؤول يترفع عن رعيته . (لقد أتعبت الخلفاء من بعدك يا أبا بكر) التعامل مع الجمهور: كثير جداً مانحتاج لمؤسسات الدولة العامة والخاصة في حياتنا اليومية، وكثير من الأحيان تجد الموظف المسؤول من الاجراء الذي تريده صارماً وحازماً، وذا وجه عبوس قمطريرا، هذا إذا وجد في مكتبه أصلاً عند الحاجة اليه، بعض من المؤسسات الخدمية انموذج لذلك. متحدث شعبي : دائماً ماينصب في اية مؤسسة حكومية أو منظمة أو حتى حزبية شخص يتحدث باسم المؤسسة الناطق الرسمي باسم الحكومة وهكذا... لكن لم أر متحدثاً باسم الشعب من جلبابه ومهتم بأمره، التشريعيون والدستوريون نراهم فقط يوم طرح برنامجهم ونسمع كلمة سوف كثيراً ولكن.. انسوا بس.! المتتبع للقنوات الإعلامية بمختلف اشكالها يجد أن هناك من يعتقد أنه يمثل الشعب ويقدم في النصائح وينتقد في الحال الآن ظاناً بذلك أنه يستعطف الجمهور بمجرد انتقاده للدولة وأجهزتها ..! وللأسف يستخدم البعض في حديثهم كلمات جارحة والفاظ لا تليق بالشعب السوداني.. بل تصل الى الاساءات تذكروا قول الرسول صل الله عليه وسلم «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت». عفواً الشعب لم ينصبكم بعد للتحدث باسمه لانكم ليس من جلبابه.... السياسة في السودان: الى متى تظل الأحزاب الأخرى تنتقد في الحزب الحاكم فقط دون مراعاة حزبها وجمهورها إن وجد؟ أصحوا ياجماعة العاصمة الخرطوم: تحتاج من الجميع لإعادة سيرتها الأولى ألا وهي أجمل مدن العالم بدلاً من تراكم النفايات يوماً بعد يوم في الأسواق والأحياء.