أستطاعت مواقع التواصل الاجتماعي الدخول والسيطرة على عدد كبير من مفاصل الحياة الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والثقافي ..وهناك الكثير من القصص والحكايات التي غيرت من مسار ومجرى حياة البعض، فهناك من ارتبط وجدانياً وهناك من دخل في شراكات إنسانية.. لكن أن تتحول هذه الوسائط إلى سوق ومراكز للبيع هذا ما لم يتخيله أحد.. لكن الأمر أصبح واقعاً ملموساً ومعاشاً. وعلى الرغم من أن السوق عند كثيرين يعتمد على المحاججة والمفاصلة وسماع كلمة (يفتح الله) و(عليك الله هاودني) و«بنبقى زبائن» بحكم العادة، لكن الايقاع المتسارع للحياة جعل كفة تتغلب على الأخرى.. فهذا نوع لهذا السوق وها هي بضاعته، فكيف يتعامل مع الناس. هذا السوق يعتمد على الإعلان بالصورة والكتابة التوضيحية عن السلعة المطلوبة بيعها.. فقد تجد من يرغب في بيع ثلاجة مستعملة أو تلفزيون أو خلاط.. أو دولاب.. ووصل الأمر إلى أن هناك من يعرض عربة، ويكتب عنها الوصف تفصيلاً ليفضي إلى رغبة الشراء.. والأهم أن هذا السوق كتب عليه (الوسطاء يمتنعون).. هل لهذا السوق زبائن؟.. نعم هناك زبائن ومن مختلف الفئات.. وبإمكانك سيدي المشتري أن تجلس في مكانك وبدل أن تطلق ساقيك أجعل محرك البحث هو من يقودك ويدلك على الشراء.. وإذا أردت وصفاً أدق.. محرك البحث يتيح لك فرصة أن تتحدث مباشرة مع صاحب البضاعة، وبعد أن يتم الاتفاق على المكان والسعر.. ما رآه الزبائن في نوع الخدمة.. هناك من يرى أن هذا السوق اختصر عليهم الوقت والجهد.. وهناك من يرى أن هذا السوق أحياناً افتراضي وليس واقعياً.. لذا نجده يتعامل معه بتكاسل وعدم رغبة.. البعض لم يسمع بهذا النوع من التجارة.. وفي حال وجد أنها تسهل عليه محاججة الباعة فلا مانع من دخول التجربة.. البعض يرى أن عمليات التواصل الاجتماعي حققت الكثير من الأغراض والتسهيلات وليس هناك خسارة من التجربة والتجريب.. طالما أن الجهد المبذول هو تحريك المؤشر.