٭ كثرت الإبتلاءات وكل إنسان أصبح يظن أنه الوحيد المبتلى، كما أنه ينسى أن الله قد بشره إذا صبر عليه، وقد كتبت بعض الكلمات التي يمكن أن تجعل من الابتلاء نعمه تسبقها بشارة، وهي تقول: [على الرغم من أن الإنسان يعرف جيدا أن الله قد خلقه ليعبده، وأنه جل جلاله لم يترك طريقة العبادة مفتوحة، بل أرسل الرسل لهداية الناس ليعلموهم أمور دينهم ثم دنياهم .. خاصه في أوقات الابتلاءات والإمتحانات، فالإنسان يعلم جيداً أنه سيقابل في حياته نقصاً في الأنفس والثمرات والخوف والجوع، وهذا النقص مصحوب بروشته أو بوصفه روحيه سريعه تحمل في باطنها البشاره وهي باختصار [ إنا لله وإنا إليه راجعون] ولكم أن تتصوروا مقدار البشاره التي يعد بها الخالق مخلوقه، فاذا كنا نفرح ونستبشر بوعد البشر ونحن نعلم انهم يمكن ألا يفون به رغم قلته، فكيف لا نفرح ونستبشر بوعد الله سبحانه وتعالى ٭ أما الشكر على النعم فهذه مدرسة متفردة وخطيرة لأن الإنسان إذا مسه الخير منوعاً وإذا مسه الشر جذوعا، وهو في حالة الشر يحاول أن يتقرب لله تعالى، وبمجرد أن يصيبه الخير ينسى حتي كلمة الحمد لله أو الشكر لله، وكأنه وصل لذلك الخير بعرق جبينه، كما أنه يحاول أن يحمِّل الآخرين نتيجة فشله أو مشكلته، وينسى أن ما حدث له بما كسبت يداه، وأن الآخرين ليس لهم دخل فيما حدث له، أو أن يتجه الإنسان بإتجاه آخر ويعتقد جازماً أن فلان قد ذهب لشيخ «وعمل له عمل» ليدمره هو وأسرته، وأن حياته وحياة أسرته قد أصابها من الأذي والتدهور والمشاكل والأمراض والتراجع في كل شيء بسبب السحر الممارس ضدهم، ونسوا أن الله تعالى أكد أن الإنسان لن يصيبه شيء إلا قد كتبه الله عليه، فقط عليه أن يمسك درب الله تعالى ويكثر من الاستغفار ويتقرب لله تعالى ولا ينشغل بالدنيا كثيراً، ويعتبرها دار الممر للآخرة التي هي دار المقر، ومابين الممر والمقر يكمن الإمتحان الحقيقي، وإذا لاحظتم الآن الاهتمام المبالغ فيه من الأمهات بالإمتحانات والقلق والتوتر الذي ينتاب الأسر أبانها، وحاولنا الشعور بالقلق نفسه تجاه امتحانات الخالق التي تعتبر السلم للصعود لأعلى درجات الجنان لادركناها، ولكن انشغالنا بالأمور الدنيوية يحرمنا من التفكير في جمال الآخره اوحتى الخوف منها. ٭ وعلينا سادتي أن نتوب ونرجع لله تعالى وهو يقبل التوبة من عباده، فلم نتأخرعن ذلك، خاصه وأن الانسان لايضمن عمره، ولنكثر من الإستغفار، ففوائده كثيرة النفع في الدنيا والآخره: (استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه.) وجمعة مباركة