للكلمة واقع كبير على النفس ان كانت مرضية تجعلنا نحلق في الاعالي وان كانت مؤلمة فتجعلك في الدرك الاسفل وهذه هي طبيعة البشر فكلمة بسيطة تغير حالك الى اي كان ام الفرح او الغضب فكتب عزيزة المانع عن الكلمة قال: للكلمات قوة سحرية عجيبة، فالكلمة التي تقال لها تأثير بالغ على نفوسنا وقدرة فائقة على التدخل في قراراتنا وتشكيل ردود أفعالنا، قوة الكلمة قد تشتد حتى يكون أحيانا وقعها على نفوسنا أكثر فاعلية من قوة المال أو حتى السلاح. الكلمة يمكن لها أن تداوي الجروح أو تصنعها، ويمكن لها أن تسعد القلوب أو تشقيها، في بعض المرات كلمة واحدة مؤذية تتسلل إلى أسماعنا تفسد علينا أيامنا وتصيبنا بالتعاسة زمنا طويلا، وكلمة واحدة يرن وقعها المطرب في آذاننا فنحلق معها في فضاءات من الجمال والنور ويغمرنا الرضا الناعم كما لو أننا في جنة الرحمن. يقول الأطباء المختصون بعلم الأعصاب النفسي، إننا عند تلقينا كلمات تؤذينا كالانتقاد لأعمالنا أو أخبارنا بما يخيب توقعاتنا، يصيبنا توتر يؤثر على الكتلة العصبية في أدمغتنا ويتسبب في إطلاق كميات كبيرة من هرمون التوتر، الذي يتسبب سريعا في إفساد الوظائف الطبيعية للدماغ المتعلقة بالتفكير المنطقي وتحكيم العقل واللغة والتواصل، وكلما زاد تركيزنا على تلك الكلمات أو الردود المؤذية لنا زاد احتمال تعرضنا لتلف أكبر في تلك المنطقة من الدماغ حتى يمتد ليشمل الذاكرة والمشاعر، وربما تفاقم فظهر أثره على البدن كالإصابة بالخمول وتقطع النوم وقلة الشهية وتلاشي مشاعر السعادة. وفي المقابل عند تلقينا كلمات مطربة يشجينا سماعها، كتلقي خبر مفرح أو كلمة ثناء أو تعبير عن المحبة، يزيد في أدمغتنا إفراز هرمون السعادة الذي يظهر أثره على انفعالاتنا وردود أفعالنا فنصير قادرين على تقبل الأخبار السيئة بهدوء أكثر، كما نصير أكثر تسامحا مع من يسيء إلينا ونميل إلى العفو أو (التطنيش) فلا يكون الانتقام هدفا لنا. لهذا إن أردت أن تعيش في سعادة فالتزم بما أمرك به ربك وقولوا للناس حسنا ، احرص على انتقاء كلماتك، فالكلمات الثقيلة أو الرشيقة كلها على السواء، تجذب مثيلاتها لترتد إليك، فهي إما أن تهشمك تحت ثقلها أو تحلق بك على أجنحة رشاقتها. حين كنت أقرأ حول هذه الحقائق العلمية عن أثر الكلمات على الأعصاب، وقعت في حيرة، فقد اختلط علي الأمر فما أدري، أهذه الكلمات التي ننطقها ولا نقيم لها وزنا، هي حقا التي تخلق ما نعيشه من مشاعر جميلة أو قبيحة، أم أن ما نعيشه من المشاعر جميلة أو قبيحة هو الذي يتحكم في اختيار كلماتنا وانتقاء حروفها!!.