أسود: لم ألتقِ بذلك الهرم الأدبي العربي الأفريقي محمد مفتاح الفيتوري إلا في أيامه الأخيرة وإن كنا عرفناه منذ الصغر عبر قصائده في المدارس وقصائده المغناة. زرناه كما نشر من قبل في منزله في العاصمة المغربية الرباط الصادق الرزيقي والسفير سليمان عبد التواب وشخصي باعتباره أحد القامات والرموز الأدبية السودانية وباعتباره صحفياً وعضواً باتحاد الصحفيين السودانيين.. كانت لحظات عاطفية تأثرنا فيها كثيراً بترحابه الصامت واحتفائه بأهله من السودان.. رحل الفيتوري وترك إرثاً شعرياً وأدبياً يتداوله العرب والأفارقة في كل موقع من الأرض العربية والأفريقية.. وكما حظي شعره بالاحتفاء تنازعته الشعوب ليكون منها.. إلا أنه ظل الشاعر السوداني رغم بعده عن وطنه الأصل لعقود. ذكرت موقفاً جميلاً في التسعينيات كنت أعمل في مجلة كل الأسرة الإماراتية.. كتبت موضوعاً عن الرجال المزواجين والذين وصلوا إلى أكثر من عشر زيجات ومن بينهم والد الزميل الصحفي علي سلطان سميته سلطان العشاق وقدمته ببعض من أبيات قصيدة الفيتوري سلطان العشاق: في حضرة من أهوى.. عبثت بي الأشواق.. حدقتُ بلا وجه.. ورقصت بلا ساق.. وزحمت براياتي وطبولي الآفاق.. عشقي يفني عشقي.. وفنائي استغراق.. مملوكك لكني.. سلطان العشاق .. حينما قرأ مدير التحرير الأبيات وقف محيياً الشاعر وقرأ القصيدة التي يحفظها عن ظهر قلب. هكذا كان الفيتوري رحمه الله نجماً عربياً أفريقياً في وجدان الشعوب العربية والأفريقية.. سكن في قلب وعقل أي فرد من أفراد الشعوب العربية.