في الوقت الذي توقع فيه الخبراء الاقتصاديون إنفراج العلاقات الاقتصادية بين السودان والسعودية وخلق مزيد من أواصر التواصل والترابط والتقارب وجذب المزيد من الاستثمارات بين الجانبين خاصة بعد مشاركة السودان الأخيرة في عاصفة الحزم فاجأ الصيارفة بمكةالمكرمة إيقاف محال الصرافة من شراء وبيع التعامل بالجنيه السوداني .واعتبر الخبراء الخطوة بأنها تحمل رسالة وإفادات مفادها أن العملة السودانية غير صالحة للتداول والتعامل بها لعدم وضوحها حسب صرافات السعودية بمكةالمكرمة. وأشارت محال الصرافة بمكةالمكرمة إلى أن إيقاف شراء وبيع عدد من العملات، لقوائم وصلت إلى محلات الصرافة في مكة، بحيث يقوم بإعداد هذه القوائم صيارفة المحافظة، وتحوي العملات التي أوقفوا شراءها، وعليه أوقف صيارفة مكة شراءها وبيعها. الا أنهم أكدوا في ذات الوقت استمرار الطلب على الدولار واليورو في محال صرافة مكةوجدة وانحساره على عملات الدول التي تشهد اضطرابات. وحوت القوائم الجنيه السوداني طبقاً لتصريح محال الصرافات لعدم وضوح سعره، كما شمل قرار الحظر العديد من العملات لعدد من الدول من بينها الروبل الروسي والليرة السورية والدينار الليبي، علاوة على السيفا السنغالية والمالية والتشادية والكاميرونية، مشيرين الى أن منها عملات لم تصرف منذ شهر الحج، لافتين إلى أن مسمى السيفا يطلق على عملات أربع دول، لكن يختلف شكلها وسعر صرفها أيضاً. وأوضحوا أنه تم إيقاف تبديل عشر عملات في محال صرافة مكة، خلال هذه الأيام، وهي الجنيه السوداني، الليرة السورية، الريال اليمني، السيفا النيجري والكاميروني والتشادي والسنغالي والمالي، علاوة على الدينار الليبي بعد أن عاد إلى تداوله سابقاً، إضافة إلى الروبل الروسي لعدم وضوح أسعار تبديله.الصيارفة في مكةالمكرمة، أوضحوا أن حركة السوق من بيع وشراء، يتم التحكم فيها وفقاً لقوائم تصدرها شركات ومحال الصرافة في جدة، لافتين إلى أنها قوائم بأسعار العملات، تحتوي على إشارة توضع على العملات التي لا يوجد عليها طلب، أو أن سعر تبديلها متذبذب بين الارتفاع والهبوط. ولفت القرار إلى أن شركات ومحال الصرافة في جدة، ترسل لهم قوائم بأسعار العملات، وأن محال الصرافة تلتزم بها كافة، ويبقون لهم هامش ربح من ريال إلى ريالين حسب العملة، لافتاً إلى أن الجميع يطبقون الآلية وفقاً لللوائح الصادرة. إلا أن الخبير الاقتصادي د.عبد العظيم المهل اعتبر القرار جاء في غير أوانه ،ووصف القرار بالمفاجئ وأنه جاء في توقيت غير مناسب خاصة بعد مشاركة السودان الأخيرة في عاصفة الحزم والتي كان المرجو منها قطف الثمار من المملكة خاصة في مايلي الجانب الاقتصادي وفتح الكثير من الأبواب والاستثمارات وخلق المزيد من أواصر التبادل والتعاون، كما أن السماح بتداول الجنيه السوداني بالمملكة العربية السعودية كان صدفة طيبة وجيدة لجذب المزيد من العملات الحرة ومحاربة السوق السوداء و تجار الشنطة إلى جانب إسهامه في تحديد القيمة الحقيقية للجنيه السوداني . واعتير المهل أن التوقعات سارت في اتجاه مغاير هزم الواقع حيث كان في الاعتقاد والافتراضات بعد مشاركة السودان في عاصفة الحزم أن تذهب العلاقات السودانية الاقتصادية لأبعد من ذلك خاصة بين السودان والسعودية كان من الممكن قبول الأمر من مصر خاصة وأنها كانت مترددة في الاشتراك في عملية عاصفة الحزم إلا أنها فاجأتنا بإيداع أكثر من ستة مليار دولار في البنك المركزي المصري بالإضافة الى أكثر من 12 مليار دولار اخرى منحها لهم الخليجيون .وأضاف المهل كان من المتوقع انفراج العلاقات واعتماد الجنيه السوداني في الأسواق السعودية وأن يتم التعامل من خلال الجنيه والريال دون اي تدخل من العملات الاخرى مثل الدولار خاصة عندما يكون التعامل مع العملة الحرة. مبيناً أن إيقاف التعامل بالجنيه يؤدي لانكسار حالة التعامل بالجنيه السوداني حيث يصبح من السهل تزوير العملة السودانية بعد إيقاف التعامل بها من جانب الصرافات، مبيناً أن الصرافات تتحكم قي السيطرة علي جوانب التزوير وتقبض سيطرتها على التعامل بالعملة الحقيقية إلا أنه بعد خروج التعامل من الصرافات فإنه من السهل أن تصبح العملة السودانية سهلة التزوير كما أن التعامل بالجنيه السوداني يخفض من قيمة التعامل ويجعل الحصول على الجنيه السوداني عسير ويصعب الأمر الذي يؤدي لعدم رضا من قبل المغتربين لأن هنالك تحويلات لأكثر من ثلاثة مليار دولار سنوياً يتم تحويلها. وفيما يتعلق بما يروج له من أن بنك المغتربين الذي يتم افتتاحه خلال الشهرين القادمين ومدى إسهامه بأنه من الممكن أن يحل محل الصرافات و يقوم بعملها، أكد المهل أن بنك المغتربين يقوم بخدمة شريحة المغتربين إلا أنه لا يعمل عمل هذه الصرافات خاصة وأنها صرافات حرة تعمل وفق النظام الراسمالي حيث أن البنك محكوم ببنك السودان والصرافات فرصتها في المناورة أفضل من البنوك. وقال إن فرصتها أعظم لانه يتجار والسوق غير ثابت وخاضع للتغيير في كل لحظة كما تتبعه مشاكل كثيرة. من جانبه أوضح الخبير الاقتصادي د.السيد علي حسين أن إيقاف التعامل بالجنيه السوداني يعكس رسالة سالبة ربما تساعد مستقيلاً في التحكم في عرض النقود ومحاربة التضخم وقال إن أية عملة غير مرغوب في التعامل بها وعدم السماح بتداولها إشارة سالبة وإقرار بضعف تلك العملة إلا أن الأمر ليس بدليل عافية على الاقتصاد والعملة السودانية الاانه ذهب الي ان هنالك منحي ايجابي من قرار الايقاف بحيث انه يصبح من السهل عمل كنترول وتحكم علي النقد السوداني.