٭ من منا لا يحتاج للذهاب بمريض له إلى إحدى المستشفيات «أنصاص الليالي».. في حالة طارئة أو حادث أو مرض خطير أو طفل تعرض لحالة تسمم أو «كبير سن» يعاني من أحد الأمراض المزمنة.. وأهلنا سابقاً يقولون: «إن المرض لا يأتي إلا ليلاً.. أو إن الألم لا يزيد إلا ليلاً».. فكيف يكون ذلك ووزارتنا الجليلة وزارة «الصحة» تعلن عن قرار يقضي بأن لا يتم العلاج في المستشفيات إلا بواسطة التأمين الصحي أو لحاملي البطاقة الصحية. ٭ عجباً يا وزارة الصحة وعجباً لوزيرها الذي لا يتقبل الرأي والرأي الآخر.. هل يعقل أن يكون هناك مريض في حالة خطر ولا يحمل التأمين الصحي يمنع من العلاج وهو في هذه الحالة.. حتى يثبت بأنه تحت مظلة التأمين الصحي.. الذي - أي التأمين الصحي- أكثر الأدوية وأهمها لا تدخل تحت مظلته. ٭ كثير من المواطنين لا يملكون قيمة التأمين الصحي هم وأسرهم وذلك لظروفهم المادية التي قد لا تكفي حاجاتهم اليومية إلا «بالجلالة» فكيف لهم أن يدخلوا أنفسهم وأسرهم في ذاك التأمين؟.. وهناك أسر أخرى حرمت من التأمين لأنها تعد من الأسر الغنية.. هذا كلام اللجان الشعبية وليس من بنات أفكاري يا وزير الصحة. ٭ كان هناك اتجاه بتمليك بعض المواطنين بطاقة التأمين الصحي بواسطة اللجان الشعبية «مجاناً».. ولكن هذا الإجراء لم يتم مجاناً كما وضع له أو خطط له.. بل كانت بعض اللجان الشعبية تأخذ قيمة التأمين -أول كل شهر- من المواطنين وإذا انتهت مدة صلاحية «البطاقة» ولم يسدد المواطن ما عليه.. يمنع من العلاج بواسطة التأمين وعليه أن يدفع قيمة العلاج مثله مثل الذي لا يحمل بطاقة تأمين صحي.. هذا هو حال التأمين يا وزير الصحة. ٭ أريد هنا أن أشير إلى أن تطبيق القرار الذي ينص على أن يتم العلاج بواسطة بطاقة التأمين يحتاج إلى أكثر من شهر وأن ما تبقى من شهور هذا العام لا يكفي لمسح كل أهل السودان وتمليكهم بطاقة تأمين إلا «بقدرة قادر».. نتمنى على وزارة الصحة أن تكون قراراتها حكيمة ورصينة في مصلحة الشعب والوطن.