يتميز السودان عن غيره من الشعوب الأخرى بالتنوع الثقافي والتعدد القبلي بسبب تباين الخلفيات وتعددها، إلا أن هذا التنوع بدأ مؤخراً يحدث شرخاً كبيراً وتمزقاً واسعاً في النسيج الإجتماعي السوداني، الذي أدى لخلق مفاهيم سالبة أسهمت في هدم وتفكك المجتمع، وذلك بالتميز الداخلي في الأوساط المجتمعية، الذي ساعد بصورة واضحة في ضعف الصفات الإعتبارية للمواطن السوداني خارجياً.. ولكن التعدد والتنوع يمكن التعامل معه بوعي، حيث يتحول التناقض إلى تكامل، والتصادم إلى تعايش، والتعصب إلى تسامح، وذلك من خلال تداخل الثقافة وكل المكونات القومية التي تسهم في تذويب هذا التباين، بجانب الرجوع إلى دين الإسلام الذي نص على مساواة البشر، فلا فضل لجنس على جنس، ولا قبيلة على أخرى.. لأن تلك الفروق من صفات الجاهلية التي اشتعلت بها الحروب.. - (آخر لحظة) قامت بفتح هذا الملف ووضعته أمام عدد من المهتمين وخرجت بالحصيلة التالية: تعايش سلمي: وأشار المواطن محمد علي إلى أن التمازج والتعايش السلمي الذي تشهده منطقتهم التي تتواجد بها جميع السحنات والقبائل السودانية بمختلف مسمياتها، حيث تم التزاوج والتصاهر فيما بيننا.. فلا وجود للتصنيفات أوغيرها.. بل كلنا لآدم وآدم من تراب. أمراض وراثية: - منطقتنا في وسط السودان والتي تعيش انكفاءً وانطواءً على ذاتها، حيث يمنع التصاهر والتزاوج من غير أفراد القبيلة، هكذا بدأت ميادة حديثها للصحيفة، مضيفة في الفترة الأخيرة بدأت تظهر بعض الأمراض الوراثية في بعض المولودين حديثاً بسبب التزاوج بين الأقارب، شاركتها في الحديث تهاني خالد التي قالت: إن منطقتهم بها تنوع ثقافي شكلته المجموعات القبلية التي تعيش فيها في ودٍ واحترام، وتقبل للعادات والتقاليد الموجودة التي أصبحت تمثل إرثاً وتراثاً للمنطقة. غياب الوعي القومي: وقالت خبيرة علم الاجتماع ثريا ابراهيم الحاج: إن الحكومات التي تعاقبت على البلاد كان لها دور كبير في التصاعد الحالي للولاءات العرقية والقبلية، التي مارستها من خلال السؤال عن القبيلة في الوثائق الرسمية بالإضافة لعدم اهتمامها الكافي بالتنمية المتوازنة وإغفالها لتأسيس البنيات التحتية، مما أعاق نمو الوعي بالانتماء القومي، بجانب غياب التربية الوطنية... مشيرة لعدم وجود فهم للهوية السودانية التي هي عبارة عن مزيج من الافروعربية.. مضيفة أن عدم التوحد الداخلي يسهم في تأخيرنا وضعفنا خارجياً.. داعياً لوضع قانون يحرم كل الإساءة اللفظية التي تعزز من القبلية، بجانب السعي لإيجاد استراتيجيات تعزز القومية الوطنية من خلال آليات مختلفة كرياض الأطفال والمدارس والجامعات وأجهزة الإعلام، وذلك بوضع رسائل إيجابة تدعو للقومية الوطنية. العنصرية أس المشاكل وقال الباحث في مجال التراث والقبائل الدكتور عبد المطلب الفحل قد تتغير النظرة العنصرية بعد مرور (100)عام نسبة للتداخل المستمر بين القبائل السودانية، مضيفاً أن القبلية والجهوية لا ضير ولا غضاضة فيها ثم أن الرسول (صلي الله عليه وسلم) افتخر أنه من قريش ومن بني هاشم، ولكن تبقى العنصرية(البغيضة) هي اس المشاكل، مبيناً أن القبيلة ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم في قوله تعالى«يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وانثي وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم...» )مشيراً الى أن الانتماء للقبيلة ليس عيباً لأن الشخص دائماً يحافظ على القبيلة وسمعتها وقيمتها، ولا يقوم بفعل شيء يمس كرامتها.. مردفاً أن الجهوية من أساسيات الحياة، فالإنسان السوداني ينتمي الى السودان، ولكن انتماءه لمنطقته يكون أصيلاً ولايقلل ذلك من انتمائه للسودان... والرسول الكريم حينما هاجر الى مكة قال في مامعناه موجهاً الدعاء الى الله سبحانه وتعالى، اللهم أن هذه البلاد (مكة) أحب الأماكن ليك فانقلنا الى أحب الأماكن اليك تلك الفروق من نعرات الجاهلية وقال عضو دائرة الفتوى بهيئة علماء السودان مولانا عبد الرحمن حسن أحمد حامد إن القبلية والجهوية من تقسيمات الجاهلية بوسوسة من الشيطان الذي يريد أن يزرع الفتن بين الناس ولما عير أحد الصحابة بلال رضي الله عنه بأمه قال له الرسول صلى الله عليه وسلم «إنك امروء فيك جاهلية» موضحاً أن قيم الإسلام بدأت ترحل عنا الى مجتمعات أخرى، وبدأت تظهر هذه النعرات القبلية والنزاعات الجهوية مع أن الحضارة التي وصلت الى القمر وكادت أن تصل الى المريخ تجاوزت هذه الدعاوي الباطلة، فلا بالإسلام تمثلنا ولا بالحضارة التحقنا.. مشيراً الى أن الله تعالى خلق البشر من أب واحد وأم واحدة حتي يكون هناك تساوياً في البشرية، فلا فضل لجنس على جنس ولا قبيلة على قبيلة ولا أحمر على أسود لأن تلك الفروق من نعرات الجاهلية التي تضعضع بها المجتمع وتفرقت به الجماعات واشتعلت له الحروب.. مبيناً أن الإسلام نظر للناس نظرة واحدة كما جاء في الحديث «الناس سواسيا كأسنان المشط» حيث يكون النسب الى الله تعالى بالتقوى (إن أكرمكم عند الله أتقاكم).