كثير ما نكتب عن الفضائيات والإذاعات التي تقدم لنا المنوعات بأشكالها المختلفة من غناء ودراما وغيرها، ونتغافل عن عمد وجهل ومع سبق الإصرار والترصد قنوات وإذاعات تقدم لنا ما فيه خير دنيانا وأخرانا مثل قناة وإذاعة طيبة (الطيبة)، وإذاعة البصيرة وغيرها، وهي حقيقة قنوات وإذاعات يجد فيها المستمع والمشاهد الخير الكثير، فيها الفقه والسيرة الإسلامية العطرة، والفتاوي التي تحمل الحلول لكل ما أشكل علينا في حياتنا، وفيها يتجلى ويبدع عدد من علمائنا ومشائخنا الأفاضل في التقديم البرامجي، بأسلوب متفرد يشتاق إليه السامع ويطرب له القلب مع الفائدة العظيمة التي نجنيها مما يقدمون، ومع ذلك يجدون منا وتجد قنواتهم كل التجاهل، في وقت نولي فيه بعض قنوات وإذاعات (الفارغة والمقدودة) ومذيعي ومذيعات (الورق) وطيور الزينة، وزهور البلاستيك كل إهتمامنا.. وبكل التأكيد نحن الخاسرين وليس إذاعة طيبة ولا البصيرة ولا من يعملون فيهما. أسوق هذا الحديث ونحن على أبواب الشهر الكريم رمضان المعظم، ليلتفت الناس إلى هذه الإذاعات والقنوات الدينية، لأنها خير معين للخروج من هذا الشهر الكريم بالخير العظيم، ولأن كل لحظة ولمحة منها هي بالأجر والأجر المضاعف بفضل من الكريم، ومعها سيطمئن السامع أو المشاهد أنه لن يسمع ولن يشاهد من ينتقص من صيامه شيئاً، الشيء الذي يحدث مع قنوات أخرى لا ترعى للشهر الفضيل حرمة، وإني حقيقة استغرب لقنواتنا الفضائية وإذاعاتنا، الرسمية وغير الرسمية وهي تتنافس على استضافة ما تسميهم نجوم ونجمات الغناء لتقدمهم في رمضان، وأعجب أكثر لقناة مثل (النيل الأزرق) وهي تنافس ببرنامج (أغاني وأغاني) وفي مكتبتها ثلاثين حلقة من برنامج (هذا نبينا) للشيخ محمد سيد حاج (رحمه الله)، وكذلك قناة (الشروق) التي درجت على استضافة الشيخ محمد أحمد حسن في رمضان وغير رمضان، وهي تنافس ببرامج ندى القلعة، وسلمى سيد، وتسابيح خاطر، وكأن رمضان عندهم هو شهر غناء وونسة وترفيه. شهر واحد في العام من المفترض أن تجتهد فيه قنواتنا وإذاعاتنا في تقديم ما يعين الناس على آداء هذه الفريضة على الوجه الأكمل، وبعده هناك إحدى عشرة شهراً لهم فيها ما يشاءون من برامج، ولكن من نكلم ومن يسمعنا، وبالطبع لا نعفي أنفسنا مما يحدث، (غفر الله لنا ولهم وهدانا جميعاً سواء السبيل). المؤسف أكثر، حتى البرامج الدينية التي يستفيد منها الناس تقدمها هذه القنوات في الأوقات التي نسميها الأوقات الأدنى مشاهدة، مثل وقت العصر الذي يكون فيه غالبية الصائمين في حالة استعداد للإفطار وتكون فيه ربات البيوت داخل المطابخ، والأكثر ما يؤسف له أن بعض قنواتنا ترى أن نقلها لصلاة التراويح مباشرة هو واجبها الأوحد وأنها أدت للشهر الكريم حقه. حاجة أخيرة : النجم هو الذي يهتدي ويقتدي به الناس، وهو الذي يتلألأ فيترك أثراً طيباً في النفوس، ومن هذا المنظور، هل يا ترى في ساحتنا من يستحق صفة النجم؟