٭ الإيرانيون الذين أقاموا «دولة الفقيه» وقرروا أن يصدروا ثورتهم للمنطقة العربية، على أساس أنهم يدافعون عن الشيعة في كل مكان تحت شعار «المظلومية» الواقعة عليهم من الدول المحكومة بمذاهب السنة والجماعة.. في العراق أو البحرين أو لبنان أو حتى في سوريا التي يقودها «النصيرية» الشعية المسيطرون على حزب البعث.. هؤلاء الإيرانيون أو الشيعة الإمامية.. قد بنوا أمرهم كله على كذبة تاريخية كبرى.. كذبة ظلوا يرددونها.. حتى صدقها العامة، برغم أن علماءهم والمتفقهين من خاصتهم يدركون بلاشك حقيقة بطلان ما قام عليه مذهبهم القائل بان الإمامة لعلي كرم الله وجهه دون سواه «بالنص والوصية» من الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم.. وأن أبابكر وعمر وجماعة من الصحابة يفوقون الثلاثين عدداً قد اجتمعوا وأتمروا على أن يكتموا الشهادة.. شهادة النبي ووصيته في حق علي. ٭ المعتزلة من «أهل الكلام» ورواد الفلسفة الإسلامية كانوا خير من تصدى للإدعاءت الباطلة التي رددها الشيعة حول موضوع الإمامة.. وبلغ بهم الأمر وضع الأحاديث أو تحريف أحاديث الآحاد والإضافة اليها، بل واختراع آيات قرآنية لم يتضمنها القرآن المحفوظ، قالوا إنها حُذفت حتى يتم الحيلولة بين علي وحقه المنصوص عليه في الكتاب والسنة في الخلافة.. ويعتبرون كل الصحابة الذين تولوا الخلافة قبله معتدين على ذلك الحق. ٭ ما أعجبني في تتبع الدكتور محمد عمارة لهذه القضية هو رصده الاستقصائي لكل إدعاءات الشيعة وتفنيدها بنصوص تراثية لكُتّاب المعتزلة وأهل السنة والجماعة، وبإعمال المنطق والعقل في كل هذا، بحيث يجعل قارئه في غاية الطمأنينة إلى ما توصل إليه من نتائج.. نتائج لا تقوم أو تنطلق من انحيازات طائفية بل تخاطب كل عقل ووجدان سليم، للمسلم أو لغير المسلم.. وهذا ما فعله عمارة في الجزء الثاني من مسلسل كتبه «الإسلام وفلسفة الحكم» الذي جاء تحت عنوان «المعتزلة وأصول الحكم»، والذي أشرنا إليه في إضاءة سابقة منذ اسبوعين. ٭ ولتزويد القارئ ببعض نماذج التدليس والتلبيس الشيعي في حق الإمام على نقتطف من رصد عمارة لما قالت به الشيعة.. والرد عليه من تراث الإمام علي نفسه لا غيره.. ففي ذلك أقوى حجة وبرهان.. وبين يدينا أيضاً «نهج البلاغة» الذي جمعه وحققه الشريف الرضي نقيب الأشراف العلويين، الذي ينفي نفياً قاطعاً أي «نص أو وصية» قالت بها الشيعة في حق علي بالإمامة والخلافة من ذلك مثلاً: ٭ عقب مقتل عثمان ذهب القوم إلى علي فقالوا: ٭ أمدد يدك نبايعك.. فقال رضي الله عنه: ليس هذا اليكم، هذا للمهاجرين والأنصار، من أقره أولئك كان أميراً. ٭ ثم جاء المهاجرون والأنصار فقالوا: أمدد يدك نبايعك، فقال لهم: أختاروا غيري تبايعونه وأبايعه، فلأن أكون لكم وزيراً خيراً من أن أكون أميراً.. وظلوا يترددون عليه ويدفعهم ويعترض.. ومشى إلى طلحة والزبير فعرضها عليهم، فترددوا إليه وهو يأبى ويقول أختاروا غيري.. وهم يلحون عليه حتى رضي وقال: «فإن أبيتم عليّ فبيعتي لا تكون سراً ولكن أخرج إلى المسجد، فمن شاء أن بيايعني يبايعني.. وأن كرهني رجل واحد من الناس لم أدخل في هذا الأمر. ٭ في خطبته الشهيرة ب (الشقشقية) يتحدث الإمام عن زهده في إمارة المؤمنين ويقول: أما والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة، لولا حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر، وما أُخِذ على العلماء أن لا يقاروا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم، لألقيتُ حبلها على غاربها.. ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز. ٭ تراث عليّ الحاث على الزهد في الدنيا والسلطة كثير وغزير لا يتسع المقام لذكره.. وبرغم هذا يتخذ الشيعة والفرس منهم بخاصة من أبي الحسن مدخلاً لخدمة أجندتهم القومية-الشوفينية.. فهم قد كذبوا في حقه وزوُرا الأحاديث واخترعوا الآيات لشيء في نفوسهم... فأساءوا لعلي كرم الله وجهه، قبل أن يسيئوا للصحابة المبجلين رضوان الله عليهم.