٭ وتظل وزارة الثقافة الإتحادية وفروعها الولائية هي محور الحديث المتواصل طالما تواصل غيابها، إلا عن بعض المناسبات والتي غالباً ما يكون الحضور فيها من باب الحضور ليس إلا، والمستغرب له أن الحكومة تقف وراء الكثير من الفعاليات والمبادرات الثقافية الشعبية، بينما تجد منها الوزارة المعنية كل التجاهل و»الطناش». حتى بتنا لا نتذكر أي فعالية ثقافية رسمية خرجت من عباءة الوزارة المهملة، وأصبحت وزارة الثقافة عندنا هي وزارة شعبية لا حكومية، عفواً أنا لا أريد أن أتباكى معكم لحال «الثقافة» الوزارة، ولا أريد أن أعيد ما قلته من قبل، ولكني مثلي وكثيرين غيري نترقب أن تكون وزارة الثقافة في الحكومة الجديدة، هي وزارة بحق وحقيقة، تجد من الدولة الاهتمام اللازم والدعم المطلوب حتى تقوم بواجبها على الوجه الأكمل والأمثل عبر خطط وبرامج واضحة على مدارالعام، وليس على نحو ما يحدث الآن من حضور خجول ومتواضع في فعاليات من صنع غيرها، وليس لديها فيها غير التشريف بالحضور. ٭ نتمنى صادقين أن يكون مهرجان الثقافة هو شهادة الميلاد لوزارة إسمها «الثقافة»، ونتمنى أيضاً أن تكون مبادرة شباب السودان ومصر للتواصل الاجتماعي التي يرعاها المجلس القومي لرعاية الثقافة والفنون الذي ترعاه وزارة الثقافة، هي مبادرة حقيقية تجمع شباب الوادي في جنوبه وشماله، وليس مبادرة لتوجيه الدعوات لنجوم مصر وتنظيم الرحلات السياحية فقط، فنحن نتعشم في أن نرى نجوم «أم الدنيا» يقدمون إبداعاتهم على مسارح الخرطوم وولايات السودان المختلفة، وكذلك نجوم السودان في مصر، لأن مجرد حضور هؤلاء النجوم دون أن يقدموا شيئاً لا يخرج عن كونه مضيعة لوقتهم ووقتنا وإهدار للمال العام، نريد أن نشاهد مسرحيات سمير غانم الجديدة في قاعة الصداقة مثلاً، ونستمتع بأغنيات إيهاب توفيق وشيرين عبدالوهاب وعلي الحجار في المسرح القومي، مثل ما كان يحدث في زمان سابق، قدم فيه عادل إمام مسرحية «شاهد ما شافش حاجة» بالخرطوم، وغنى عبدالحليم حافظ وغنت أم كلثوم لعشاق فنهما بالسودان، فما الذي يمنع أن تعود تلك الأيام والزمن الجميل مع نجوم هذا الجيل ومن سبقهم من جيل الكبار الأحياء، خاصة وأن كل الظروف مهيأة لذلك. ٭ هذا ما نريده من المبادرات التي ولدت مؤخراً، ولا نريد أن يكتفي شباب المبادرة بمخاطبة فناني مصر لمؤتمراتهم الصحفية عبر الهاتف، ولن نقول أن ذلك «بدعة» ولكنا نعتبرها فكرة ومحاولة للدفع بالمبادرة إلى الأمام، ولكنها فكرة ومحاولة دون ما نطمح له. ٭ حاجة أخيرة: ٭ في زيارته الأخيرة للسودان وعد الفنان د. إيهاب توفيق بالعودة للخرطوم مجدداً وإحياء حفلات خاصة لجمهوره، وما زلنا في الانتظار.