هنري يكشف عن توقعاته لسباق البريميرليج    تعادل سلبي بين الترجي والأهلي في ذهاب أبطال أفريقيا في تونس    تعادل باهت بين الترجي والأهلي في ذهاب أبطال أفريقيا    ((نصر هلال قمة القمم العربية))    باير ليفركوزن يكتب التاريخ ويصبح أول فريق يتوج بالدوري الألماني دون هزيمة    كباشي يكشف تفاصيل بشأن ورقة الحكومة للتفاوض    متغيرات جديدة تهدد ب"موجة كورونا صيفية"    مقتل مواطن بالجيلي أمام أسرته علي ايدي مليشيا الدعم السريع    تمبور يثمن دور جهاز المخابرات ويرحب بعودة صلاحياته    تقرير مسرب ل "تقدم" يوجه بتطوير العلاقات مع البرهان وكباشي    حملة لحذف منشورات "تمجيد المال" في الصين    بعد الدولار والذهب والدواجن.. ضربة ل 8 من كبار الحيتان الجدد بمصر    محمد وداعة يكتب: معركة الفاشر ..قاصمة ظهر المليشيا    مصر لم تتراجع عن الدعوى ضد إسرائيل في العدل الدولية    أمجد فريد الطيب يكتب: سيناريوهات إنهاء الحرب في السودان    زلزال في إثيوبيا.. انهيار سد النهضة سيكون بمثابة طوفان علي السودان    يس علي يس يكتب: الاستقالات.. خدمة ونس..!!    عصار الكمر تبدع في تكريم عصام الدحيش    (ابناء باب سويقة في أختبار أهلي القرن)    عبد الفضيل الماظ (1924) ومحمد أحمد الريح في يوليو 1971: دايراك يوم لقا بدميك اتوشح    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    شاهد بالصورة والفيديو.. "المعاناة تولد الإبداع" بعد انقطاع الماء والكهرباء.. سوداني ينجح في استخراج مياه الشرب مستخدماً "العجلة" كموتور كهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    بالفيديو.. شاهد رد سوداني يعمل "راعي" في السعودية على أهل قريته عندما أرسلوا له يطلبون منه شراء حافلة "روزا" لهم    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صناعة الجمال الخطر الكامن خبيرة مستحضرات تجميل: 99 % من الكريمات في البوتيكات هي أدوية
نشر في آخر لحظة يوم 07 - 05 - 2015

٭٭ يبدو أن هوس الفتيات السودانيات بالجمال تعدى الخطوط الحمراء ما يهددهن بمشاكل صحية في أدناها المشاكل الجلدية وفي أقصاها الإصابة بالسرطان، ويرى الخبراء أن الجمال في السودان مربوط بمسالة نفسية رافضة للعرق الإفريقي، وشكك البعض في خبراء التجميل أنفسهم ورأوا أن شهادات التجميل تمنحها لهم الإذاعات و القنوات الفضائية التي تستضيفهم، مع عدم وجود جهة مختصة تمنح هذه الصفة، وحذر اختصاصي الجلدية بعدم تلقي أي علاجات تجميلة إلا من قبل اختصاصيي الجلدية، حتى لا نواجه خطر الخطأ في الإجراء، وللوقوف على ما يدور داخل عالم الجمال إلتقينا بعدد من الخبراء والمختصين، فكانت إفاداتهم كالآتي:
٭ غريزة الجمال:
- وحول مستحضرات التجميل العشوائية وأضرارها على البشرة قالت خبيرة مستحضرات التجميل دكتورة ناهد تمساح إن الجمال غريزة لدى المرأة لا يمكن أن تتنازل عنها مهما كانت الأسباب، مضيفة أنه يأتي كأولوية بالنسبة لها، حتى قبل الأكل والشرب، وذكرت أن الجمال نسبي ويعتمد على عادات وتقاليد ومواريث الأمة، وأشارت إلى أن بعض الدول لا تعتبر المرأة جميلة إذا لم تكن شديدة البياض وذات شعر أشقر، مما دفع ببعض الفتيات إلى قطع شرايينهن لفقدان الدم فتظهر البشرة بيضاء لا يشوبها أي إحمرار، كما قالت إن بعض الدول الإفريقية لا تعتبر المرأة جميلة إذا لم تكن شديدة السواد وذات شعر خشن، حفاظاً على النوع، وأضافت: لذلك لا نلقي باللوم على النساء عند استخدامهن أشياء خطرة للوصول للجمال المطلوب، وذكرت أن مسألة الجمال في السودان مربوطة بمسألة نفسية بسبب عدم ثبات الهوية بإعتبار أن السودانيين خليط بين العرق العربي والإفريقي، وأضافت نحن نرفض الشكل الإفريقي ونتمنى أن نكون عرب أصليين، على الرغم من أننا فخورون بكوننا سودانيين، وأشارت إلى أن هناك قناعة راسخة لدى الفتاة السودانية أنها لن توصف بالجمال ما لم تحصل على بشرة بيضاء، وتدفع أثمان باهظة للحصول عليها عبر مواد ضارة، بسبب الجهل من البعض، والبعض الآخر على علم بالمخاطر.
٭ إثبات الهوية
- وأرجعت اهتمام النساء الكبير بالجمال إلى أسلوب التعليم والحياة التي لم تقوِّ ثقة المرأة بنفسها كشخص، فلجأت لإثبات نفسها عبر الجمال، ووضعت دكتورة ناهد بعض الحلول على رأسها إثبات الهوية، بأن نتقبل بعضنا على مختلف ألواننا، مشيرة إلى وجود خلط بين العروبة والإسلام، وأضافت لابد من أن نبني في الفتاة منذ سن السابعة أنها شخص يختلف عن الآخر، ونثقفها ونشجع موهبتها، ومن ثم نوعيها بخطر الكريمات، وقالت إن أغلب الكريمات الموجودة في السوق والطبالي والمحلات التركيبات التي تصنع منها هي أدوية بنسبة 99% الغرض منها علاج أمراض معينة، وبالاستخدام الطويل تسبب مشاكل صحية، الأمر الذي يحتاج لزمن طويل لإعادة بناء البشرة، وذكرت دكتورة ناهد أن المختصين في علم التجميل قسموا مستحضرات التجميل إلى ثلاثة أنواع: تجميلية، ومكملات غذائية، وأخرى صيدلانية، وقالت هي جميعها أدوية لعلاج أمراض معينة، مشيرة إلى أن المستحضرات التجميلية والمكملات الغذائية تحتوى على البروتينات التي تبني الخلايا وتعوِّض الضرر، ودعت إلى ممارسة الرياضة باعتبارها تخلص الجسم من السموم، وقالت إن الثقافة السودانية الغذائية ضعيفة، وركّزت على أهمية الإعتماد على الفواكه السودانية لخلوها من الكيماويات.
- واشتكت من عدم وجود جسم منظم يمنح شهادات إخصائي تجميل حسب المؤهل الأكاديمي، وشددت على أهمية قيامه على أن يتبع لوزارة الصحة أو هيئة المواصفات والمقاييس، ليلزم كل من يدعي أنه خبير تجميل أن يحصل على اساسيات معينة من جهات علمية مختصة، وقالت الآن توجد كثير من الصيدليات تخلط تراكيب وإضافات ليس من حق الصيدليات أن تقوم بعملها دون مؤهل صحي.
٭ خبير تجميل ولكن !!
- فيما شككت جمعية حماية المستهلك في خبراء التجميل في السودان، وقال الأمين العام لجمعية حماية المستهلك دكتور ياسر ميرغني حتى الآن لا يوجد مسمى لخبير التجميل، ولا توجد جهة تمنح الشهادات العلمية الخاصة بخبير التجميل، وأضاف أن هذه الشهادات تمنحها الإذاعات والقنوات الفضائية من قبل منتجي البرامج التي تستضيف هؤلاء «الخبراء» على حد تعبيرهم، وقال لا نعرف مؤهلات خبير التجميل أو الدراسة التي على ضوئها يتم منحه هذه الصفة، وقال آن الأوان لأن تكون هناك جهة ترخص لهؤلاء وتمنحهم الشهادات، داعياً لضرورة وضع مواصفة للأماكن الخاصة بصناعة التجميل، وجهة تمنح الرخصة، وشدد على ضرورة عدم ترك هذا الأمر للمحليات لخطورته الكبيرة، وأضاف يجب ألا يكون التصديق لها مثل أي محل لبيع «الشعيرية والطحنية» بالإضافة لمنح كرت صحي للذين يزاولون العمل في صالونات التجميل سواء أ كانت للرجال أو النساء، باعتبارها تسهم في نقل الأمراض
٭ انعدام الرقابة:
- وأضاف دكتور ياسر أنه لا توجد أي رقابة على هذه الأماكن، وقال إن المحلات أصبحت تشتهر باسم التركيبة التي تقوم بصناعتها، ودعا وزارة الصحة للتدخل لحسم ما وصفه بالفوضى، وعدم السماح للمحلات بعمل الخلطات الكيماوية إلا في مكان مصدق من قبل وزارة الصحة، ويُمنح رخصة بذلك مثل الصيدليات، وقال إن الكثيرين تضرروا من هذه الخلطات إلا أنه قال إن عدم التعامل مع الشكاوى المقدمة في هذا الإطار بالجدية المطلوبة فاقم المشكلة، مطالباً بتشديد الرقابة على صالونات التجميل، ووقف الإعلانات التي تروج لها لأضرارها وغشها للمستهلكين، وقال إن معظم الكريمات التي تم منعها من قبل المجلس القومي للأدوية والسموم تأتي للبلاد مهربة عبر تجار الشنطة والعفش الشخصي، و تباع في بوتيكات وصالونات التجميل، ويتم خلطها ببعضها دون أدنى معيار أخلاقي أو بطاقة تعريفية توضح مكونات العبوة وتركيزها، وأضاف أن الكريمات يجب أن يكون مكانها الصيدليات.
٭ هاجس تفتيح اللون
- وللوقوف على المخاطر الجلدية الناجمة عن الاستخدام غير المرشد للكريمات تحدثنا مع اختصاصي الأمراض الجلدية والتناسلية والتجميل دكتور زهير النعيم ، والذي قال هناك عدم اهتمام ظاهر بالبشرة في السودان من قبل النساء والرجال، وأضاف أنهم يستقبلون كثير من الحالات التي تحتاج لتجميل البشرة، خاصة معالجة حب الشباب عن طريق علاجات موضعية أو أخذ مضادات حيوية، ومن ثم معالجة آثاره عبر توحيد اللون وليس التبيض أكثر من اللازم، بل على حسب اللون الطبيعي للجلد، وقال من مشاكل تبييض اللون أكثر من اللازم تضررالبشرة والجلد وقال إن الله وهبنا لوناً نتباهى به وهو اللون الداكن الذي يقي من أشعة الشمس الضارة، و التي قد تسبب السرطان وغيره من الأمراض، ولكن على الرغم من ذلك تلهث النساء والفتيات وراء تفتيح اللون، والذي اعتبره مشكلةً اساسية وهاجساً، مؤكدا أن التفتيح يؤدي إلى حدوث مشاكل بالبشرة وسرطانات الجلد، مناشداً كل النساء بتجنب تفتيح البشرة لأكثر مما هي عليه، مشيراً إلى ضرورة تجنب الحالات الخاصة بمشاكل التفتيح،
٭ العلاج بالليزر
- وقال هناك امكانية لعلاج حب الشباب أو آثاره أو لزيادة النعومة حيث نلجأ لعمل تقشير للبشرة أما بمواد كماوية أو عن طريق الليزر أو جهاز التقشير لزيادة امكانية امتصاص الجلد للمواد الموضوعة عليه، وقال إن هذه العملية ناجحة بكل المقاييس، وأرجع ظهور تجاعيد الوجه والشيخوخة المبكرة لعدم الاهتمام بالبشرة منذ البلوغ، خاصة عدم استخدام الواقي من الشمس، والاعتناء بالبشرة، أو بسبب مشاكل هرمونية أو نفسية أو مشاكل أخرى فيظهر الوجه كبيرا بالرغم من صغر السن، وقال في هذه الحالة نلجأ للعلاجات الموضعية أولاً ثم علاجات «بالبوتكس و الفيلر» بصورة دورية حتى إتمام العلاج، وقال إن نتائجها مضمونة على أن تُعطى من قبل اختصاصي الجلدية، قائلا إن عدم الخبرة يؤدي إلى مشاكل في الإجراء، الأمرالذي قد يسبب مشاكل صحية
٭ الثقافة الوافدة
- وحول الجوانب النفسية التي تدفع بالنساء إلى استخدام ما قد يعرض حياتهن للخطر إلتقينا بمستشار الطب النفسي وأستاذ الصحة النفسية بروفسير على بلدو، فقال إن ظاهرة تبييض وتجميل البشرة نزعة نفسية في المقام الأول تملكت النساء السودانيات في الآونة الأخيرة قائلاً إن حواء السودانية تعاني من حالة نفسية وصفها بالمزرية انعكست على الشكل الخارجي، مما جعل كثير من النساء يعانين من تساقط الشعر والخشونة وتغيير اللون والنحافة الزائدة، وعدد دكتور بلدو أسباب أخرى أدت إلى ولع النساء والفتيات باستخدام الكريمات خاصة الانفتاح الفضائي والثقافة الوافدة و الدراما الغربية التي تكرس لثقافة البياض والنحافة والشعر الطويل، مما أدى إلى ميل الذكور لهذا النوع من الجمال، بالتالي أصبح الرجل السوداني نفسه مبرمج على هذه الصورة الذهنية النمطية والمتأثرة والمتجذرة في خلايا الدماغ، مما أدى إلى الزيجات المتعددة، والعلاقات خارج إطار الزواج والخيانة الزوجية حكراً على هذه الفئة، وهذا ما جعل حواء السودانية تشعر بالخوف والقلق وأصبحت ترغب في عمل هذه الأشياء إرضاءً لمتطلبات الرجال
٭ الاستخدام غير المرشد:
ويقول بروفسور بلدو إن الشعور بالثقة في النفس واحترام الآخرين ونيل الوظائف وكذلك الاستمتاع بإعجاب الآخرين والرغبة في الهروب من النقد وسماع الكلمات الجارحة يجعل من الطبالي والبوتيكات وأماكن الأعشاب مرتعاً واسعاً للهروب، وأضاف أن الشعور بالاكتئاب عند المقارنة بالأخريات والرغبة في ملء الفراغ، ومحاولة التاثير على أشخاص بعينهم كلها أسباب تدفع الفتاة دفعاً لولوج هذا المجال، وأكد أنه على الرغم من الأخطار الصحية الرهيبة التي قد تؤدي إلى إدمان الفتاة لاستخدام الكريمات وما قد ينجم عنه الفشل الكلوي بسبب الاستخدام غير المرشد لهذه المنتجات، بالإضافة إلى حب الفتيات للظهور ولفت الانتباه، الأمر الذي يدفعهن للمواصلة في استعمالها و كأن شعارهن: «أن أموت بيضاء خير من أن أعيش خدرة»
٭ حقن ومبيضات
- واعتبرها مشكلة نفسية كبيرة تحتاج لمعالجات وارشادات نفسية واجتماعية من أجل تقبل الذات والتصالح مع النفس والتأقلم مع المجتمع، وأبان أن 88% من الفتيات والسيدات في الأعمار بين 15-47 سنة يتعاملن مع هذه المنتجات بصورة غير صحية، سواء باستخدام الخلطات أو كريمات أو حبوب أو حقن أو مبيضات أو أي تركيبات أخرى دون وصفة طبية أو إشراف متخصص، خاصة حبوب «أبو نجمة وجاري الشحن» وبعض الحقن الخاصة بالتفتيح، مما يعرضهن لمخاطر طبية جمة، وقال على الرغم من التوعية إلا أن الأعداد تظل في زيادة، مما يؤكد أن الجمال في السودان «نفسيات»
٭ هبة الجمال:
- وكان لعلماء الدين رأي آخر يتعلق بتغيرأصل الخلق، حيث تحدث إلينا أحمد حسن عبد الرحمن من دائرة الفتوى بهيئة علماء السودان، فقال إن الجمال هبة وميزة خصّ بها الله بعض الخلق عن البعض الآخر كما ميز بينهم في الغنى و الفقر والملك والسلطة حتى يشعر صاحب النعمة بالنعمة، فيشكر ربه عليها، أما الذي فقد هذه النعمة فعليه أن يصبر، فيكون العباد بين الشكر والصبر، مشيراً إلى أن الإسلام لايمنع التجمل والتزين من حيث الجملة إلا أنه قال إن هناك ضوابط تشمل عدم التدخل في أصل الخلقة الإلهية، فحرم الإسلام عمليات التجميل التي تغير الخلقة الربانية، لأنه تغيير لخلق الله، وخديعة للآخرين عبر إظهار جمال كاذب لا تتضمنه الجينات الانسانية المتوارثة باعتبار أن الذي يجري هذه العمليات مخادع بالإضافة للأضرار الصحية والنفسية التي تترتب على عمليات التجميل، من أمراض جلدية وسرطانات واضطرابات نفسية، باعتبار أن من يعتقد أنه غير جميل فإن عمليات التجميل لاتجمله في عين نفسه، فيظل الشعور بالنقص مسيطراً عليه، الأمر الذي يولد اشكالية نفسية، وأضاف من يرضى بما قسمه الله له ويعلم أن الجمال الحقيقي هو جمال الخلق الذي يورث الإنسان جمال الصورة في الآخرة يوم تبيض وجوه وتسود وجوه.
٭٭ يبدو أن هوس الفتيات السودانيات بالجمال تعدى الخطوط الحمراء ما يهددهن بمشاكل صحية في أدناها المشاكل الجلدية وفي أقصاها الإصابة بالسرطان، ويرى الخبراء أن الجمال في السودان مربوط بمسالة نفسية رافضة للعرق الإفريقي، وشكك البعض في خبراء التجميل أنفسهم ورأوا أن شهادات التجميل تمنحها لهم الإذاعات و القنوات الفضائية التي تستضيفهم، مع عدم وجود جهة مختصة تمنح هذه الصفة، وحذر اختصاصي الجلدية بعدم تلقي أي علاجات تجميلة إلا من قبل اختصاصيي الجلدية، حتى لا نواجه خطر الخطأ في الإجراء، وللوقوف على ما يدور داخل عالم الجمال إلتقينا بعدد من الخبراء والمختصين، فكانت إفاداتهم كالآتي:
,
تحقيق:إشراقة الحلو
٭ غريزة الجمال:
- وحول مستحضرات التجميل العشوائية وأضرارها على البشرة قالت خبيرة مستحضرات التجميل دكتورة ناهد تمساح إن الجمال غريزة لدى المرأة لا يمكن أن تتنازل عنها مهما كانت الأسباب، مضيفة أنه يأتي كأولوية بالنسبة لها، حتى قبل الأكل والشرب، وذكرت أن الجمال نسبي ويعتمد على عادات وتقاليد ومواريث الأمة، وأشارت إلى أن بعض الدول لا تعتبر المرأة جميلة إذا لم تكن شديدة البياض وذات شعر أشقر، مما دفع ببعض الفتيات إلى قطع شرايينهن لفقدان الدم فتظهر البشرة بيضاء لا يشوبها أي إحمرار، كما قالت إن بعض الدول الإفريقية لا تعتبر المرأة جميلة إذا لم تكن شديدة السواد وذات شعر خشن، حفاظاً على النوع، وأضافت: لذلك لا نلقي باللوم على النساء عند استخدامهن أشياء خطرة للوصول للجمال المطلوب، وذكرت أن مسألة الجمال في السودان مربوطة بمسألة نفسية بسبب عدم ثبات الهوية بإعتبار أن السودانيين خليط بين العرق العربي والإفريقي، وأضافت نحن نرفض الشكل الإفريقي ونتمنى أن نكون عرب أصليين، على الرغم من أننا فخورون بكوننا سودانيين، وأشارت إلى أن هناك قناعة راسخة لدى الفتاة السودانية أنها لن توصف بالجمال ما لم تحصل على بشرة بيضاء، وتدفع أثمان باهظة للحصول عليها عبر مواد ضارة، بسبب الجهل من البعض، والبعض الآخر على علم بالمخاطر.
٭ إثبات الهوية
- وأرجعت اهتمام النساء الكبير بالجمال إلى أسلوب التعليم والحياة التي لم تقوِّ ثقة المرأة بنفسها كشخص، فلجأت لإثبات نفسها عبر الجمال، ووضعت دكتورة ناهد بعض الحلول على رأسها إثبات الهوية، بأن نتقبل بعضنا على مختلف ألواننا، مشيرة إلى وجود خلط بين العروبة والإسلام، وأضافت لابد من أن نبني في الفتاة منذ سن السابعة أنها شخص يختلف عن الآخر، ونثقفها ونشجع موهبتها، ومن ثم نوعيها بخطر الكريمات، وقالت إن أغلب الكريمات الموجودة في السوق والطبالي والمحلات التركيبات التي تصنع منها هي أدوية بنسبة 99% الغرض منها علاج أمراض معينة، وبالاستخدام الطويل تسبب مشاكل صحية، الأمر الذي يحتاج لزمن طويل لإعادة بناء البشرة، وذكرت دكتورة ناهد أن المختصين في علم التجميل قسموا مستحضرات التجميل إلى ثلاثة أنواع: تجميلية، ومكملات غذائية، وأخرى صيدلانية، وقالت هي جميعها أدوية لعلاج أمراض معينة، مشيرة إلى أن المستحضرات التجميلية والمكملات الغذائية تحتوى على البروتينات التي تبني الخلايا وتعوِّض الضرر، ودعت إلى ممارسة الرياضة باعتبارها تخلص الجسم من السموم، وقالت إن الثقافة السودانية الغذائية ضعيفة، وركّزت على أهمية الإعتماد على الفواكه السودانية لخلوها من الكيماويات.
- واشتكت من عدم وجود جسم منظم يمنح شهادات إخصائي تجميل حسب المؤهل الأكاديمي، وشددت على أهمية قيامه على أن يتبع لوزارة الصحة أو هيئة المواصفات والمقاييس، ليلزم كل من يدعي أنه خبير تجميل أن يحصل على اساسيات معينة من جهات علمية مختصة، وقالت الآن توجد كثير من الصيدليات تخلط تراكيب وإضافات ليس من حق الصيدليات أن تقوم بعملها دون مؤهل صحي.
٭ خبير تجميل ولكن !!
- فيما شككت جمعية حماية المستهلك في خبراء التجميل في السودان، وقال الأمين العام لجمعية حماية المستهلك دكتور ياسر ميرغني حتى الآن لا يوجد مسمى لخبير التجميل، ولا توجد جهة تمنح الشهادات العلمية الخاصة بخبير التجميل، وأضاف أن هذه الشهادات تمنحها الإذاعات والقنوات الفضائية من قبل منتجي البرامج التي تستضيف هؤلاء «الخبراء» على حد تعبيرهم، وقال لا نعرف مؤهلات خبير التجميل أو الدراسة التي على ضوئها يتم منحه هذه الصفة، وقال آن الأوان لأن تكون هناك جهة ترخص لهؤلاء وتمنحهم الشهادات، داعياً لضرورة وضع مواصفة للأماكن الخاصة بصناعة التجميل، وجهة تمنح الرخصة، وشدد على ضرورة عدم ترك هذا الأمر للمحليات لخطورته الكبيرة، وأضاف يجب ألا يكون التصديق لها مثل أي محل لبيع «الشعيرية والطحنية» بالإضافة لمنح كرت صحي للذين يزاولون العمل في صالونات التجميل سواء أ كانت للرجال أو النساء، باعتبارها تسهم في نقل الأمراض
٭ انعدام الرقابة:
- وأضاف دكتور ياسر أنه لا توجد أي رقابة على هذه الأماكن، وقال إن المحلات أصبحت تشتهر باسم التركيبة التي تقوم بصناعتها، ودعا وزارة الصحة للتدخل لحسم ما وصفه بالفوضى، وعدم السماح للمحلات بعمل الخلطات الكيماوية إلا في مكان مصدق من قبل وزارة الصحة، ويُمنح رخصة بذلك مثل الصيدليات، وقال إن الكثيرين تضرروا من هذه الخلطات إلا أنه قال إن عدم التعامل مع الشكاوى المقدمة في هذا الإطار بالجدية المطلوبة فاقم المشكلة، مطالباً بتشديد الرقابة على صالونات التجميل، ووقف الإعلانات التي تروج لها لأضرارها وغشها للمستهلكين، وقال إن معظم الكريمات التي تم منعها من قبل المجلس القومي للأدوية والسموم تأتي للبلاد مهربة عبر تجار الشنطة والعفش الشخصي، و تباع في بوتيكات وصالونات التجميل، ويتم خلطها ببعضها دون أدنى معيار أخلاقي أو بطاقة تعريفية توضح مكونات العبوة وتركيزها، وأضاف أن الكريمات يجب أن يكون مكانها الصيدليات.
٭ هاجس تفتيح اللون
- وللوقوف على المخاطر الجلدية الناجمة عن الاستخدام غير المرشد للكريمات تحدثنا مع اختصاصي الأمراض الجلدية والتناسلية والتجميل دكتور زهير النعيم ، والذي قال هناك عدم اهتمام ظاهر بالبشرة في السودان من قبل النساء والرجال، وأضاف أنهم يستقبلون كثير من الحالات التي تحتاج لتجميل البشرة، خاصة معالجة حب الشباب عن طريق علاجات موضعية أو أخذ مضادات حيوية، ومن ثم معالجة آثاره عبر توحيد اللون وليس التبيض أكثر من اللازم، بل على حسب اللون الطبيعي للجلد، وقال من مشاكل تبييض اللون أكثر من اللازم تضررالبشرة والجلد وقال إن الله وهبنا لوناً نتباهى به وهو اللون الداكن الذي يقي من أشعة الشمس الضارة، و التي قد تسبب السرطان وغيره من الأمراض، ولكن على الرغم من ذلك تلهث النساء والفتيات وراء تفتيح اللون، والذي اعتبره مشكلةً اساسية وهاجساً، مؤكدا أن التفتيح يؤدي إلى حدوث مشاكل بالبشرة وسرطانات الجلد، مناشداً كل النساء بتجنب تفتيح البشرة لأكثر مما هي عليه، مشيراً إلى ضرورة تجنب الحالات الخاصة بمشاكل التفتيح،
٭ العلاج بالليزر
- وقال هناك امكانية لعلاج حب الشباب أو آثاره أو لزيادة النعومة حيث نلجأ لعمل تقشير للبشرة أما بمواد كماوية أو عن طريق الليزر أو جهاز التقشير لزيادة امكانية امتصاص الجلد للمواد الموضوعة عليه، وقال إن هذه العملية ناجحة بكل المقاييس، وأرجع ظهور تجاعيد الوجه والشيخوخة المبكرة لعدم الاهتمام بالبشرة منذ البلوغ، خاصة عدم استخدام الواقي من الشمس، والاعتناء بالبشرة، أو بسبب مشاكل هرمونية أو نفسية أو مشاكل أخرى فيظهر الوجه كبيرا بالرغم من صغر السن، وقال في هذه الحالة نلجأ للعلاجات الموضعية أولاً ثم علاجات «بالبوتكس و الفيلر» بصورة دورية حتى إتمام العلاج، وقال إن نتائجها مضمونة على أن تُعطى من قبل اختصاصي الجلدية، قائلا إن عدم الخبرة يؤدي إلى مشاكل في الإجراء، الأمرالذي قد يسبب مشاكل صحية
٭ الثقافة الوافدة
- وحول الجوانب النفسية التي تدفع بالنساء إلى استخدام ما قد يعرض حياتهن للخطر إلتقينا بمستشار الطب النفسي وأستاذ الصحة النفسية بروفسير على بلدو، فقال إن ظاهرة تبييض وتجميل البشرة نزعة نفسية في المقام الأول تملكت النساء السودانيات في الآونة الأخيرة قائلاً إن حواء السودانية تعاني من حالة نفسية وصفها بالمزرية انعكست على الشكل الخارجي، مما جعل كثير من النساء يعانين من تساقط الشعر والخشونة وتغيير اللون والنحافة الزائدة، وعدد دكتور بلدو أسباب أخرى أدت إلى ولع النساء والفتيات باستخدام الكريمات خاصة الانفتاح الفضائي والثقافة الوافدة و الدراما الغربية التي تكرس لثقافة البياض والنحافة والشعر الطويل، مما أدى إلى ميل الذكور لهذا النوع من الجمال، بالتالي أصبح الرجل السوداني نفسه مبرمج على هذه الصورة الذهنية النمطية والمتأثرة والمتجذرة في خلايا الدماغ، مما أدى إلى الزيجات المتعددة، والعلاقات خارج إطار الزواج والخيانة الزوجية حكراً على هذه الفئة، وهذا ما جعل حواء السودانية تشعر بالخوف والقلق وأصبحت ترغب في عمل هذه الأشياء إرضاءً لمتطلبات الرجال
٭ الاستخدام غير المرشد:
ويقول بروفسور بلدو إن الشعور بالثقة في النفس واحترام الآخرين ونيل الوظائف وكذلك الاستمتاع بإعجاب الآخرين والرغبة في الهروب من النقد وسماع الكلمات الجارحة يجعل من الطبالي والبوتيكات وأماكن الأعشاب مرتعاً واسعاً للهروب، وأضاف أن الشعور بالاكتئاب عند المقارنة بالأخريات والرغبة في ملء الفراغ، ومحاولة التاثير على أشخاص بعينهم كلها أسباب تدفع الفتاة دفعاً لولوج هذا المجال، وأكد أنه على الرغم من الأخطار الصحية الرهيبة التي قد تؤدي إلى إدمان الفتاة لاستخدام الكريمات وما قد ينجم عنه الفشل الكلوي بسبب الاستخدام غير المرشد لهذه المنتجات، بالإضافة إلى حب الفتيات للظهور ولفت الانتباه، الأمر الذي يدفعهن للمواصلة في استعمالها و كأن شعارهن: «أن أموت بيضاء خير من أن أعيش خدرة»
٭ حقن ومبيضات
- واعتبرها مشكلة نفسية كبيرة تحتاج لمعالجات وارشادات نفسية واجتماعية من أجل تقبل الذات والتصالح مع النفس والتأقلم مع المجتمع، وأبان أن 88% من الفتيات والسيدات في الأعمار بين 15-47 سنة يتعاملن مع هذه المنتجات بصورة غير صحية، سواء باستخدام الخلطات أو كريمات أو حبوب أو حقن أو مبيضات أو أي تركيبات أخرى دون وصفة طبية أو إشراف متخصص، خاصة حبوب «أبو نجمة وجاري الشحن» وبعض الحقن الخاصة بالتفتيح، مما يعرضهن لمخاطر طبية جمة، وقال على الرغم من التوعية إلا أن الأعداد تظل في زيادة، مما يؤكد أن الجمال في السودان «نفسيات»
٭ هبة الجمال:
- وكان لعلماء الدين رأي آخر يتعلق بتغيرأصل الخلق، حيث تحدث إلينا أحمد حسن عبد الرحمن من دائرة الفتوى بهيئة علماء السودان، فقال إن الجمال هبة وميزة خصّ بها الله بعض الخلق عن البعض الآخر كما ميز بينهم في الغنى و الفقر والملك والسلطة حتى يشعر صاحب النعمة بالنعمة، فيشكر ربه عليها، أما الذي فقد هذه النعمة فعليه أن يصبر، فيكون العباد بين الشكر والصبر، مشيراً إلى أن الإسلام لايمنع التجمل والتزين من حيث الجملة إلا أنه قال إن هناك ضوابط تشمل عدم التدخل في أصل الخلقة الإلهية، فحرم الإسلام عمليات التجميل التي تغير الخلقة الربانية، لأنه تغيير لخلق الله، وخديعة للآخرين عبر إظهار جمال كاذب لا تتضمنه الجينات الانسانية المتوارثة باعتبار أن الذي يجري هذه العمليات مخادع بالإضافة للأضرار الصحية والنفسية التي تترتب على عمليات التجميل، من أمراض جلدية وسرطانات واضطرابات نفسية، باعتبار أن من يعتقد أنه غير جميل فإن عمليات التجميل لاتجمله في عين نفسه، فيظل الشعور بالنقص مسيطراً عليه، الأمر الذي يولد اشكالية نفسية، وأضاف من يرضى بما قسمه الله له ويعلم أن الجمال الحقيقي هو جمال الخلق الذي يورث الإنسان جمال الصورة في الآخرة يوم تبيض وجوه وتسود وجوه.
٭٭ يبدو أن هوس الفتيات السودانيات بالجمال تعدى الخطوط الحمراء ما يهددهن بمشاكل صحية في أدناها المشاكل الجلدية وفي أقصاها الإصابة بالسرطان، ويرى الخبراء أن الجمال في السودان مربوط بمسالة نفسية رافضة للعرق الإفريقي، وشكك البعض في خبراء التجميل أنفسهم ورأوا أن شهادات التجميل تمنحها لهم الإذاعات و القنوات الفضائية التي تستضيفهم، مع عدم وجود جهة مختصة تمنح هذه الصفة، وحذر اختصاصي الجلدية بعدم تلقي أي علاجات تجميلة إلا من قبل اختصاصيي الجلدية، حتى لا نواجه خطر الخطأ في الإجراء، وللوقوف على ما يدور داخل عالم الجمال إلتقينا بعدد من الخبراء والمختصين، فكانت إفاداتهم كالآتي:
,
تحقيق:إشراقة الحلو
٭ غريزة الجمال:
- وحول مستحضرات التجميل العشوائية وأضرارها على البشرة قالت خبيرة مستحضرات التجميل دكتورة ناهد تمساح إن الجمال غريزة لدى المرأة لا يمكن أن تتنازل عنها مهما كانت الأسباب، مضيفة أنه يأتي كأولوية بالنسبة لها، حتى قبل الأكل والشرب، وذكرت أن الجمال نسبي ويعتمد على عادات وتقاليد ومواريث الأمة، وأشارت إلى أن بعض الدول لا تعتبر المرأة جميلة إذا لم تكن شديدة البياض وذات شعر أشقر، مما دفع ببعض الفتيات إلى قطع شرايينهن لفقدان الدم فتظهر البشرة بيضاء لا يشوبها أي إحمرار، كما قالت إن بعض الدول الإفريقية لا تعتبر المرأة جميلة إذا لم تكن شديدة السواد وذات شعر خشن، حفاظاً على النوع، وأضافت: لذلك لا نلقي باللوم على النساء عند استخدامهن أشياء خطرة للوصول للجمال المطلوب، وذكرت أن مسألة الجمال في السودان مربوطة بمسألة نفسية بسبب عدم ثبات الهوية بإعتبار أن السودانيين خليط بين العرق العربي والإفريقي، وأضافت نحن نرفض الشكل الإفريقي ونتمنى أن نكون عرب أصليين، على الرغم من أننا فخورون بكوننا سودانيين، وأشارت إلى أن هناك قناعة راسخة لدى الفتاة السودانية أنها لن توصف بالجمال ما لم تحصل على بشرة بيضاء، وتدفع أثمان باهظة للحصول عليها عبر مواد ضارة، بسبب الجهل من البعض، والبعض الآخر على علم بالمخاطر.
٭ إثبات الهوية
- وأرجعت اهتمام النساء الكبير بالجمال إلى أسلوب التعليم والحياة التي لم تقوِّ ثقة المرأة بنفسها كشخص، فلجأت لإثبات نفسها عبر الجمال، ووضعت دكتورة ناهد بعض الحلول على رأسها إثبات الهوية، بأن نتقبل بعضنا على مختلف ألواننا، مشيرة إلى وجود خلط بين العروبة والإسلام، وأضافت لابد من أن نبني في الفتاة منذ سن السابعة أنها شخص يختلف عن الآخر، ونثقفها ونشجع موهبتها، ومن ثم نوعيها بخطر الكريمات، وقالت إن أغلب الكريمات الموجودة في السوق والطبالي والمحلات التركيبات التي تصنع منها هي أدوية بنسبة 99% الغرض منها علاج أمراض معينة، وبالاستخدام الطويل تسبب مشاكل صحية، الأمر الذي يحتاج لزمن طويل لإعادة بناء البشرة، وذكرت دكتورة ناهد أن المختصين في علم التجميل قسموا مستحضرات التجميل إلى ثلاثة أنواع: تجميلية، ومكملات غذائية، وأخرى صيدلانية، وقالت هي جميعها أدوية لعلاج أمراض معينة، مشيرة إلى أن المستحضرات التجميلية والمكملات الغذائية تحتوى على البروتينات التي تبني الخلايا وتعوِّض الضرر، ودعت إلى ممارسة الرياضة باعتبارها تخلص الجسم من السموم، وقالت إن الثقافة السودانية الغذائية ضعيفة، وركّزت على أهمية الإعتماد على الفواكه السودانية لخلوها من الكيماويات.
- واشتكت من عدم وجود جسم منظم يمنح شهادات إخصائي تجميل حسب المؤهل الأكاديمي، وشددت على أهمية قيامه على أن يتبع لوزارة الصحة أو هيئة المواصفات والمقاييس، ليلزم كل من يدعي أنه خبير تجميل أن يحصل على اساسيات معينة من جهات علمية مختصة، وقالت الآن توجد كثير من الصيدليات تخلط تراكيب وإضافات ليس من حق الصيدليات أن تقوم بعملها دون مؤهل صحي.
٭ خبير تجميل ولكن !!
- فيما شككت جمعية حماية المستهلك في خبراء التجميل في السودان، وقال الأمين العام لجمعية حماية المستهلك دكتور ياسر ميرغني حتى الآن لا يوجد مسمى لخبير التجميل، ولا توجد جهة تمنح الشهادات العلمية الخاصة بخبير التجميل، وأضاف أن هذه الشهادات تمنحها الإذاعات والقنوات الفضائية من قبل منتجي البرامج التي تستضيف هؤلاء «الخبراء» على حد تعبيرهم، وقال لا نعرف مؤهلات خبير التجميل أو الدراسة التي على ضوئها يتم منحه هذه الصفة، وقال آن الأوان لأن تكون هناك جهة ترخص لهؤلاء وتمنحهم الشهادات، داعياً لضرورة وضع مواصفة للأماكن الخاصة بصناعة التجميل، وجهة تمنح الرخصة، وشدد على ضرورة عدم ترك هذا الأمر للمحليات لخطورته الكبيرة، وأضاف يجب ألا يكون التصديق لها مثل أي محل لبيع «الشعيرية والطحنية» بالإضافة لمنح كرت صحي للذين يزاولون العمل في صالونات التجميل سواء أ كانت للرجال أو النساء، باعتبارها تسهم في نقل الأمراض
٭ انعدام الرقابة:
- وأضاف دكتور ياسر أنه لا توجد أي رقابة على هذه الأماكن، وقال إن المحلات أصبحت تشتهر باسم التركيبة التي تقوم بصناعتها، ودعا وزارة الصحة للتدخل لحسم ما وصفه بالفوضى، وعدم السماح للمحلات بعمل الخلطات الكيماوية إلا في مكان مصدق من قبل وزارة الصحة، ويُمنح رخصة بذلك مثل الصيدليات، وقال إن الكثيرين تضرروا من هذه الخلطات إلا أنه قال إن عدم التعامل مع الشكاوى المقدمة في هذا الإطار بالجدية المطلوبة فاقم المشكلة، مطالباً بتشديد الرقابة على صالونات التجميل، ووقف الإعلانات التي تروج لها لأضرارها وغشها للمستهلكين، وقال إن معظم الكريمات التي تم منعها من قبل المجلس القومي للأدوية والسموم تأتي للبلاد مهربة عبر تجار الشنطة والعفش الشخصي، و تباع في بوتيكات وصالونات التجميل، ويتم خلطها ببعضها دون أدنى معيار أخلاقي أو بطاقة تعريفية توضح مكونات العبوة وتركيزها، وأضاف أن الكريمات يجب أن يكون مكانها الصيدليات.
٭ هاجس تفتيح اللون
- وللوقوف على المخاطر الجلدية الناجمة عن الاستخدام غير المرشد للكريمات تحدثنا مع اختصاصي الأمراض الجلدية والتناسلية والتجميل دكتور زهير النعيم ، والذي قال هناك عدم اهتمام ظاهر بالبشرة في السودان من قبل النساء والرجال، وأضاف أنهم يستقبلون كثير من الحالات التي تحتاج لتجميل البشرة، خاصة معالجة حب الشباب عن طريق علاجات موضعية أو أخذ مضادات حيوية، ومن ثم معالجة آثاره عبر توحيد اللون وليس التبيض أكثر من اللازم، بل على حسب اللون الطبيعي للجلد، وقال من مشاكل تبييض اللون أكثر من اللازم تضررالبشرة والجلد وقال إن الله وهبنا لوناً نتباهى به وهو اللون الداكن الذي يقي من أشعة الشمس الضارة، و التي قد تسبب السرطان وغيره من الأمراض، ولكن على الرغم من ذلك تلهث النساء والفتيات وراء تفتيح اللون، والذي اعتبره مشكلةً اساسية وهاجساً، مؤكدا أن التفتيح يؤدي إلى حدوث مشاكل بالبشرة وسرطانات الجلد، مناشداً كل النساء بتجنب تفتيح البشرة لأكثر مما هي عليه، مشيراً إلى ضرورة تجنب الحالات الخاصة بمشاكل التفتيح،
٭ العلاج بالليزر
- وقال هناك امكانية لعلاج حب الشباب أو آثاره أو لزيادة النعومة حيث نلجأ لعمل تقشير للبشرة أما بمواد كماوية أو عن طريق الليزر أو جهاز التقشير لزيادة امكانية امتصاص الجلد للمواد الموضوعة عليه، وقال إن هذه العملية ناجحة بكل المقاييس، وأرجع ظهور تجاعيد الوجه والشيخوخة المبكرة لعدم الاهتمام بالبشرة منذ البلوغ، خاصة عدم استخدام الواقي من الشمس، والاعتناء بالبشرة، أو بسبب مشاكل هرمونية أو نفسية أو مشاكل أخرى فيظهر الوجه كبيرا بالرغم من صغر السن، وقال في هذه الحالة نلجأ للعلاجات الموضعية أولاً ثم علاجات «بالبوتكس و الفيلر» بصورة دورية حتى إتمام العلاج، وقال إن نتائجها مضمونة على أن تُعطى من قبل اختصاصي الجلدية، قائلا إن عدم الخبرة يؤدي إلى مشاكل في الإجراء، الأمرالذي قد يسبب مشاكل صحية
٭ الثقافة الوافدة
- وحول الجوانب النفسية التي تدفع بالنساء إلى استخدام ما قد يعرض حياتهن للخطر إلتقينا بمستشار الطب النفسي وأستاذ الصحة النفسية بروفسير على بلدو، فقال إن ظاهرة تبييض وتجميل البشرة نزعة نفسية في المقام الأول تملكت النساء السودانيات في الآونة الأخيرة قائلاً إن حواء السودانية تعاني من حالة نفسية وصفها بالمزرية انعكست على الشكل الخارجي، مما جعل كثير من النساء يعانين من تساقط الشعر والخشونة وتغيير اللون والنحافة الزائدة، وعدد دكتور بلدو أسباب أخرى أدت إلى ولع النساء والفتيات باستخدام الكريمات خاصة الانفتاح الفضائي والثقافة الوافدة و الدراما الغربية التي تكرس لثقافة البياض والنحافة والشعر الطويل، مما أدى إلى ميل الذكور لهذا النوع من الجمال، بالتالي أصبح الرجل السوداني نفسه مبرمج على هذه الصورة الذهنية النمطية والمتأثرة والمتجذرة في خلايا الدماغ، مما أدى إلى الزيجات المتعددة، والعلاقات خارج إطار الزواج والخيانة الزوجية حكراً على هذه الفئة، وهذا ما جعل حواء السودانية تشعر بالخوف والقلق وأصبحت ترغب في عمل هذه الأشياء إرضاءً لمتطلبات الرجال
٭ الاستخدام غير المرشد:
ويقول بروفسور بلدو إن الشعور بالثقة في النفس واحترام الآخرين ونيل الوظائف وكذلك الاستمتاع بإعجاب الآخرين والرغبة في الهروب من النقد وسماع الكلمات الجارحة يجعل من الطبالي والبوتيكات وأماكن الأعشاب مرتعاً واسعاً للهروب، وأضاف أن الشعور بالاكتئاب عند المقارنة بالأخريات والرغبة في ملء الفراغ، ومحاولة التاثير على أشخاص بعينهم كلها أسباب تدفع الفتاة دفعاً لولوج هذا المجال، وأكد أنه على الرغم من الأخطار الصحية الرهيبة التي قد تؤدي إلى إدمان الفتاة لاستخدام الكريمات وما قد ينجم عنه الفشل الكلوي بسبب الاستخدام غير المرشد لهذه المنتجات، بالإضافة إلى حب الفتيات للظهور ولفت الانتباه، الأمر الذي يدفعهن للمواصلة في استعمالها و كأن شعارهن: «أن أموت بيضاء خير من أن أعيش خدرة»
٭ حقن ومبيضات
- واعتبرها مشكلة نفسية كبيرة تحتاج لمعالجات وارشادات نفسية واجتماعية من أجل تقبل الذات والتصالح مع النفس والتأقلم مع المجتمع، وأبان أن 88% من الفتيات والسيدات في الأعمار بين 15-47 سنة يتعاملن مع هذه المنتجات بصورة غير صحية، سواء باستخدام الخلطات أو كريمات أو حبوب أو حقن أو مبيضات أو أي تركيبات أخرى دون وصفة طبية أو إشراف متخصص، خاصة حبوب «أبو نجمة وجاري الشحن» وبعض الحقن الخاصة بالتفتيح، مما يعرضهن لمخاطر طبية جمة، وقال على الرغم من التوعية إلا أن الأعداد تظل في زيادة، مما يؤكد أن الجمال في السودان «نفسيات»
٭ هبة الجمال:
- وكان لعلماء الدين رأي آخر يتعلق بتغيرأصل الخلق، حيث تحدث إلينا أحمد حسن عبد الرحمن من دائرة الفتوى بهيئة علماء السودان، فقال إن الجمال هبة وميزة خصّ بها الله بعض الخلق عن البعض الآخر كما ميز بينهم في الغنى و الفقر والملك والسلطة حتى يشعر صاحب النعمة بالنعمة، فيشكر ربه عليها، أما الذي فقد هذه النعمة فعليه أن يصبر، فيكون العباد بين الشكر والصبر، مشيراً إلى أن الإسلام لايمنع التجمل والتزين من حيث الجملة إلا أنه قال إن هناك ضوابط تشمل عدم التدخل في أصل الخلقة الإلهية، فحرم الإسلام عمليات التجميل التي تغير الخلقة الربانية، لأنه تغيير لخلق الله، وخديعة للآخرين عبر إظهار جمال كاذب لا تتضمنه الجينات الانسانية المتوارثة باعتبار أن الذي يجري هذه العمليات مخادع بالإضافة للأضرار الصحية والنفسية التي تترتب على عمليات التجميل، من أمراض جلدية وسرطانات واضطرابات نفسية، باعتبار أن من يعتقد أنه غير جميل فإن عمليات التجميل لاتجمله في عين نفسه، فيظل الشعور بالنقص مسيطراً عليه، الأمر الذي يولد اشكالية نفسية، وأضاف من يرضى بما قسمه الله له ويعلم أن الجمال الحقيقي هو جمال الخلق الذي يورث الإنسان جمال الصورة في الآخرة يوم تبيض وجوه وتسود وجوه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.