تقرير: محمد البشاري : عقب انقطاع لفترة ليست بالقصيرة بسبب إجراء الانتخابات استؤنفت بالأمس اجتماعات آلية الحوار(7+7) تمهيداً لعقد المؤتمر العام للحوار، ولعل الفترة الماضية شهدت جدلاً واسعاً وتشكيكاً من قبل البعض بسبب توقف الحوار لإجراء الانتخابات، المشككون بدأوا في الطرق على أن الحوار ما هو إلا تكتيكات يسعى من ورائها الحزب الحاكم إلى الوصول للانتخابات وأنه بقيام الانتخابات لن تقوم للحوار قائمة، غير أن تأكيدات المؤتمر الوطني المتواصلة بعدم تخليه عن الحوار تجلت في استئناف آلية الحوار لاجتماعاتها. اجتماع آلية الحوار(7+7) الذي التأم بقاعة الصداقة أمس تحصلت «آخر لحظة» على تفاصيل وكواليس ما دار داخله، عضو آلية الحوار عثمان أبو المجد أقر في حديث ل «آخر لحظة» بوجود تباين في وجهات النظر خلال الاجتماع، وبرر اختلاف وجهات النظر في تحديد مدى زمني لانطلاقة الحوار، والأمر الآخر هو تفعيل آليات الحوار. ويمضي أبوالمجد إلى أنه تم طرح مقترح خلال الاجتماع بأن ينطلق الحوار بعد مرور(3) أشهر من الآن، غير أن المجتمعين اتفقوا على إرجاء أمر تحديد انطلاقة الحوار إلى حين لقاء الآلية برئيس الجمهورية لتحديد ميقات انطلاقته، أبوالمجد ذهب للقول بأن آلية الحوار ستعقد اجتماعها القادم بعد (10) أيام، وقال إن لجنة العلاقات الخارجية بالآلية ستتصل خلال العشرة أيام التي تسبق اجتماع الآلية بالحركات المسلحة والممانعين من القوى السياسية بغرض حثهم على الانخراط في الحوار، مشيراً إلى أن لقاء آلية الحوار برئيس الجمهورية سيكون قبل مراسم تنصيبه. بالمقابل قال عضو آلية الحوار مصطفى عثمان إسماعيل إن أجندة اجتماع الآلية اشتملت مناقشة تدابير انطلاقة الحوار وتنسيق الجهود المشتركة للاتصال بالقوى الممانعة للحوار، وكشف عن توصل اجتماع الآلية إلى مخرجات أقرت فيها أن العام الحالي هو عام الاستقرار والسلام بالبلاد من خلال الحوار الوطني، وأضاف «الذين يتبعون طريق الاحتراب، هذا الطريق لن يؤدي إلى السلام ولا الاستقرار»، وأعلن إسماعيل في تصريحات صحفية بقاعة الصداقة أمس عن أن الآلية الحوار ستطلب لقاء رئيس الجمهورية بمجموعة (7+7) على مستوى رؤساء الأحزاب خلال الأيام القليلة القادمة، مشيراً إلى اتفاقهم على تنشيط اللجان الداخلية الخاصة بالآلية، بجانب إقرار آلية الحوار مصفوفة لحركتها في الأيام القادمة إلى حين انطلاقة مؤتمر الحوار، ومضى إسماعيل ليؤكد أن مجموعة (7+7) أمنت على كل الوثائق التي تم الاتفاق عليها وعلى رأسها خارطة الطريق وتفصيلاتها والالتزام بها والسير في تنفيذها، وأشار إلى أن آلية الحوار تركت إلى رئيس الجمهورية تحديد موعد انطلاقة الحوار الذي قال إن المشككين يأملون في أن لا يكون، واتجه إسماعيل للتأكيد على أن الحوار الجاري هو حوار في داخل السودان ولا مجال لانعقاد أي حوار خارج البلاد، وزاد «ممكن تكون في نشاطات لبناء الثقة، ممكن تكون فى نشاطات للاتفاق على الإجراءات لكن الحوار حوار وطني سوداني وهو في داخل السودان»، الرجل أقر بأن أكبر معوق يواجه الحوار حالياً هو ارتباط قوى معارضة «لم يسمها»، بقوى خارجية قال إنها تريد أن تتحكم في الحوار وتريد أن تحدد مجريات الحوار وموضوعاته، وأضاف «لكن المؤكد أن هذا الحوار حوار وطني خالص بالداخل وأنه ينعقد ويتحدد سقفه وزمانه ومكانه عبر الأحزاب السودانية، وأن القوى الخارجية دورها دور هامشي جداً في هذا الموضوع وليس لها دور أساسي فيه حتى لا تقحم نفسها وتصدر بياناتها حول الحوار، وعلى القوى الخارجية أن تكف عن أن تتدخل في الحوار لكي تحدد لنا موضوعاته أو آلياته أو زمانه». عضو آلية الحوار كمال عمر وصف خارطة طريق الحوار بأنها أكبر إنجاز عملته المعارضة في تاريخها السياسي من حيث القضايا وشمول الإجراءات لكل مطلوبات الحوار، ومضى عمر ليؤكد بأن الاجتماع شهد رغبة حقيقية في الاتصال بالممانعين من الأحزاب والحركات المسلحة بعكس ما يثار عن أن الآلية تمضي في اتجاه الانخراط في الحوار بمن حضر، مشدداً على أن آلية الحوار هي الجسم المؤسسي الذي يناط به التعبير عن الحوار وتمثيل الحوار وتقديم الرؤى والأفكار حول أي مشروع مطروح في المرحلة المقبلة في قضية الحوار. عمر كشف أن الحوار التحضيري الذي أعلنته الآلية الأفريقية رفيعة المستوى طرح قضايا جديدة وأشخاصاً جدد، مؤكداً على أن الأمر فيه إلغاء كامل للحوار الداخلي.