في العام 1974م أعلنت الأممالمتحدة ذلك العام عاماً للمرأة.. يناقش فيه الناس قضايا المرأة وحقوقها ويستطيعون أن يذرفوا ما شاء لهم من دموع على حال المرأة «المايل» وخيبتها العريضة وهي تقع فريسة لظلم الرجل منذ أن خرجت من ضلع أبينا آدم عليه السلام إلى يومنا هذا.. وفي الحقيقة فإن الله سبحانه وتعالى قد أعطى أبانا آدم عليه السلام الحق أن يخرج ضلعة واحدة من ضلوعه لتصير امرأة اختار لها اسم حواء ليبث منها رجالاً كثيراً ونساء ولكنه عظمت حكمته، لم يعطِ هذا الحق لأبناء آدم ليخرج كل منا ضلعة من ضلوعه الستة والعشرين ليخرج منها زوجة له.. ولو كان الأمر كذلك كان سيكون لكل منا ست وعشرون فرصة ليخرج كل منا ضلعة فإذا صارت امرأة واستوت على سوقها «مش سوق سعد قشرة مثلاً» ولم تسره أرجعها في مكانها واختار ضلعة أخرى وهكذا.. ولاختفى شيء اسمه الخطوبة وفتح الخشم والكلام والعقد والزفاف وكذلك «النسيبة» و«أبو القدح» الذي تجب تغطيته، والأهم من ذلك لن يكون هناك طلاق والطلاق الوحيد أن ترجع الضلعة إلى مكانها لتختار ضلعة جديدة.. ولكن الله سبحانه وتعالى أدرى بحال عياله وما ينفعهم لأنه يريدهم شعوباً وقبائل ليتعارفوا لا ليتعاركوا. ومر علينا التاسع من مارس 2015م اليوم العالمي للمرأة وتحدثت الإذاعات والفضائيات والصحف عن حال المرأة وحقوقها المهضومة وعدم مساواتها بالرجل.. لقد ظللت طيلة حياتي أعاني من حيرة عظيمة عندما يتحدث الناس عن حال المرأة وعدم مساواتها بالرجل.. وكنت أعتقد أن الرجل هو الذي نصب للمرأة هذا الفخ وزين لها أن المساواة به هي السقف الأعلى الذي يجب أن تطالب به.. بينما كنت أرى أن المرأة كان يمكن أن تتخطى هذا السقف وتطالب بشيء يناسبها ربما هو خير مما عند الرجل.. فعندما أنظر حولي لحالنا كرجال أقول متحسراً: «بالله دا حال يتمناه أي مخلوق؟».. وماذا عندنا من شيء جاذب أو جذّاب يجعل المرأة تتمناه؟.. أهو هذا الشقاء والجري خلف لقمة العيش حتى احدودبت ظهورنا من النظر تحت أرجلنا ونحن «نبحت» عن طعامنا في فجاج الأرض كالدجاج؟.. تلفت حولك وانظر إلى أية امرأة.. هل ترى امرأة وهي غير مهندمة آخر هندام أو تلبس ثياباً رثة؟.. وانظر إلى ذلك الرجل المشلهت المبعثر الهندام ذي العيون الزائغة أو كما قال الشاعر الكبير الراحل العم التجاني عامر «رحمه الله»: عليه من ظلال الشؤم بارقة يود كل إمريء أن يعطه سوطا والمرأة إذا ظلت تنادي بالشعارات التي رفعها لها الرجل فلتجهز نفسها لتخم وتصر.. فليس هناك مكسب ستكسبه إذا وقفت عند هذه المحطة. وأود هنا أن أستعرض بعضاً مما جاء في إفادات بعض النساء التي سمعت جزءاً منها في الإذاعة البريطانية. قالت إحدى الطالبات من جامعة في القاهرة إنها مستاءة من هضم حقوقها لأن المجتمع لا يساويها بزميلها الطالب.. فهي إن لبست قصيراً أو محزقاً أو دخنت سيجارة في مكان عام فإن الناس سيقولون عنها إنها «بت مش كويسة».. وكل ما تطالب به ألا يقول الناس عنها إنها «بت مش كويسة» إذا فعلت ذلك.. فتأمل لقد فهمت بعض الفتيات أن أقصى ما يمكن أن يتمتعن به من حقوق أن يتمرجحن ويتعجرمن كما تفعل نانسي عجرم في الڤيديو كلبات التي تعرضها في الفضائيات وهن لا يعرفن أن خلف ذلك النموذج يقف عشرات الرجال الذين يصنعون كل غمزة ولمزة وآهة ومرجحة من مرجحات نانسي عجرم وغيرها.. وأن الغرض الأساسي من ذلك كله هو إثارة الغرائز عند الرجال.. ولهذا فإن المرأة العصرية فقدت بوصلتها ذات «عصرية».