كشف جهاز المخابرات الوطني تفاصيل القبض على قساوسة من دولة الجنوب متهمين بالتجسس لصالح دولة أجنبية عن طريق مدها بتقارير سالبة عن البلاد إلى جانب إثارة الفتنة الدينية والنعرات القبلية بين الطوائف، وقال عباس الطاهر عباس الضابط بجهاز الأمن الوطني والمخابرات بوصفه شاهد اتهام في القضية المنظورة أمام محكمة جنايات بحري وسط برئاسة مولانا أحمد محمد أحمد غبوش أمس، إن معلومات توفرت لجهاز الأمن إدارة أمن المجتمع عن المتهم الأول إياد تحدث في ندوة داخل الكنيسة الإنجيلية بالخرطوم بحري خاطب خلالها عشرات المعتصمين داخل الكنيسة احتجاجاً على بيع جزء من الكنيسة لمستثمرين، وأشار الشاهد بأن المتهم قام بتعبئة المحتجين لتمرد وأخذ الحق بالقوة والوقوف دون تنفيذ الحكم القضائي بالقوة، وأضاف عباس أن المتهم ذكر كذلك في الندوة أنهم كقبيلة النوير وقبل الانفصال قاموا بمسيرات مناهضة لتطبيق الشريعة، موضحاً أن المشكلة القائمة في السودان هي صراع بين الكواليب والعرب والنوبة والفور، وقال إن البلاد في ظل هذه السياسة الراهنة ستنقسم ل «5» دويلات، ودعا أبناء النوبة للذهاب لجبال النوبة وإنشاء دولتهم وكذلك أبناء دارفور، وأوضح الشاهد للمحكمة أنه وبحكم عمله في الجهاز قام باستجواب المتهم الأول وأقر بالأقوال المنسوبة إليه والمسجلة على أسطوانة «C.D» وأوصى باعتقاله، مشيراً إلى أنه قام بفحص أجهزة الموبايلات واللابتوب والخاصة بالمتهم الأول وعثر بداخلها على معلومات تفصيلية عن ولايات السودان وعدد المحافظات والشرائح العمرية للمواطنين ونسبة الأمية إلى جانب تصوير لعدد من قبائل السودان ومناطق خاصة بالمتمردين وبعض المليشيات، وأشار الشاهد إلى أن ما قام به المتهم يعتبر عملاً استخباراتياً بالإضافة إلى العثور على محاضرات تخص منهج جهاز الأمن والمخابرات، أشار المتهم إلى أنه حصل على تلك المحاضرات الخاصة بجهاز الأمن من شخص ينتمي للحركة الشعبية وقام بتدريس هذه المناهج بمدرسة الكتاب المقدس، وأوضح الشاهد أنه قام بالقبض على المتهم الثاني بيتر ين بإرشاد المتهم الأول الذي ذكر أنه يعمل في منظمة أمريكية يطلق عليها تحالف الوصول للأعظم، لديها فرع بجنوب السودان وأن المتهمين استلما من هذه المنظمة آلاف الدولارات والتي كانت تأتي من الخارج للسودان بواسطة أشخاص وأن هذه المبالغ سلمت للمتهمين باليد، وأوضح الشاهد أن هذه المبالغ دخلت البلاد بطريقة غير قانونية وأن المتهم بيتر كان يقوم برفع التقارير للمنظمة الأمريكية وتم العثور على جهاز اللابتوب الخاص بالمتهم بيتر، على معلومات تفصيلية لبعض المناطق واستجوبت المحكمة الشاهد عن التهم المنسوبة للمتهمين وأوضح الشاهد بأن المتهم تحدث داخل الكنيسة وليس خارجها ولم يكن يحمل سلاحاً ولكنه أطلق عبارات من شأنها إثارة الفتنة إلى جانب أنه أساء للإسلام والرسول صلى الله عليه وسلم، ونفى الشاهد وجود المتهم الثاني داخل الكنيسة عندما خاطب المتهم الأول المعتصمين وقام بتحريضهم بالخروج للشارع، كما استمعت المحكمة لأقوال الشاكي في البلاغ وهو عضو بجهاز الأمن الوطني إدارة أمن المجتمع حيث أفاد المحكمة بأنه وبتاريخ 41 ديسمبر من العام الماضي قام المتهم الأول إياد وهو قسيس، بمخاطبة عدد من المعتصمين داخل الكنيسة الإنجيلية بحري بسبب بيع جزء من أراضي الكنيسة لمستثمرين أثار فيها النعرات القبلية وحرض الناس ضد إدارة الكنيسة، وأشار إلى أنه قام باعتقال المتهم فوراً وحددت المحكمة جلسة لمواصلة سماع شهود الاتهام.