كثير من حيوانات السودان لها قصص طريفة تجعل منها معالم سياحية، وسأستعرض بعضها هنا.. ومن أشهرها كدايس أو قطط بورتسودان . ولكي نجعل منها شخصية سياحية يمكن أن ننحت لها مجسماً ضخماً ونجعل له قاعدة كبيرة ونضعه في أشهر ميادين بورتسودان المطلة على البحر، ونطبع كتيباً بعدد من اللغات الأجنبية نروي فيه قصة هذه الكدايس والقصة تقول: توقف القطار في محطة من محطات خط بورتسودان- ونزل الركاب ليريحوا أرجلهم من الكرفسة الشديدة والتي امتدت لساعات طويلة داخل القطار.. واتكأ أحد الأشخاص على فلنكة من فلنكات السكة الحديد، ولم يمض زمن حتى سمع صوتاً يقول له: - اسمع يا أخينا.. إن شاء الله تكون واصل بورتسودان؟ والتفت الأخ حوله فلم يجد شخصاً بالقرب منه... واحتار في أمره.. إلا أن الصوت جاءه هذه المرة واضحاً. - أنا بسألك ... إذا كان أنت واصل بورتسودان؟ وبالقرب منه كانت تقف كديسة... ومعها 3 قطط صغيرة .. ولم يصدق الرجل أن التي كانت تتكلم هذه هي هذه القطة.. ولكنه أيقن في سره أن هذه القطة إذا كانت فعلا تتحدث فلابد أنها من قطط آخر الزمن... واستعاذ بالله من شرورآخر الزمن... ومرة أخرى سمع القطة تقول له: - إذا أنت واصل بورتسودان...أنا عايزة أوصيك لزوجي... تمشي هناك في مطعم في بورتسودان تلقى كديس أسود وضنبه أبيض ...أنت بس قول ليهو: اولادك بخير ووضعوا بالسلامة وبيسلموا عليك... وحيجوا في القطر الجاي وأخذت القطة صغارها واختفت خلف فلنكات المحطة... وأخذ الرجل يفكر في هذا الموضوع الغريب، حتى وصل بورتسودان وهو مصمم على تبليغ الرسالة... إلا أن الشك ساوره فماذا يحدث إذا سمعه أحد الناس وهو يتحدث مع كديس مثلاً.. حتماً سيظن أنه مجنون... وعلى هذا فقد قرر ألا يخاطب القط المذكور أمام اي شخص... ولذلك عندما ذهب لذلك المطعم الذي وصفته له الكديسة... حاول بقدر الامكان أن يكون بعيداً عن الناس... وهناك لمحه... قط أسود وله ذنب أبيض وهو يتجول بين الكراسي بخفة ورشاقة... وانتهز فرصة اقتراب القط منه فهمس: - اسمع يا اخينا .... - إلا أن الجرسون سمع النداء فجاءه وهو يقول : - ايوة عندنا كباب بالطوة... كستليتة...كبدة ... فراخ... سمك فرايد...شريفة... كباب سيخ... سلطة حمراء... - ولم يجد الرجل مفراً إلا أن يطلب : - طيب أديني كستليتة وسلطة حمراء. وانصرف الجرسون وهو يصيح: واحد كستليتة وسلطة حمراء. وذهب القط بعيداً ولم تفلح محاولات الأخ لاستدراج القط اليه... وبعد مدة جاء القط بالقرب منه... وفي اللحظة التي هم فيها بالكلام مع السيد كديس ابو كديس جاء الجرسون وهو يضع الرغيفة وجك الماء... وانصرف. ومرة أخرى حاول الأخ أن يلفت نظر السيد كديس ابو كديس إلا أن الجرسون عاد مرة أخرى، وهو يحمل الطلبات... ويضعها على المائدة. وأخذ الرجل يلتهم طعامه وهو يلتفت مرة تلو الأخرى ويتحين الفرص لتبليغ الرسالة الى السيد كديس ابو كديس... وأخيراً جاء السيد كديس واقترب منه وهو ينظر اليه نظرات قوية وهمس الأخ في أذن السيد كديس ابو كديس قائلا: - اسمع يا اخينا ...أنا جيت امبارح بالقطار وفي محطة هيا لاقيت السيدة أم أولادكم وقالت لي أقول ليك إنهم بخير وبيسلموا عليك وهم وضعوا بالسلامة.. وعلي العموم انت اطمئن.. - وأخذ السيد كديس ابو كديس ينظر للأخ نظرات تدل على أن القط قد فهم الكلام، وأنه شاكر ومقدر وانصرف واختفى خلف الكراسي والطرابيز. وشعر الأخ بارتياح عظيم لأنه لأول مرة يسلم رسالة ويوصلها بحذافيرها من جنس تاني غير الجنس البشري . والتهم الرجل طعامه وشرب الشاي ... وذهب لدفع الحساب.. إلا أن الرجل الذي يجلس على طربيزة الحساب فاجأه بقوله: - حسابك انت مدفوع يا أخينا.