وقف أعرابي أمام الحجرة النبوية الشريفة ووقف يدعو ربه: اللهم هذا حبيبك وأنا عبدك والشيطان عدوك فإن غفرت لي : سر حبيبك وفاز عبدك ، وحزن عدوك ..وإن لم تغفر لي : حزن حبيبُك ورضي عدوُك وهلك عبدُك. وأنت أكرم من أن تحزن حبيبَك وترضي عدوَك وتهلك عبدَك. اللهم إن كرامَ العرب إذا مات فيهم سيدٌ، أعتقوا عبيدهم عند قبره وهذا سيدُ العالمين فاعتقني من النار عند قبره. رمضان فرصة تأريخية للسادة المسؤولين في كل بقاع الوطن الحبيب للتحلل من مساويهم وماارتكبوه من أخطاء في حق أنفسهم والناس وكلنا خطاؤون وخيرالخطائين ..التوابون. على ظالمي أنفسهم والناس إهتبال هذا الشهر العظيم وأيام المغفرة ، وأيام العتق من النار ، ولعلها فرصتهم الأخيرة ، فجل المسؤولين تخطوا الستين وكلنا يعلم أن الرسول عليه الصلاة والسلام قد نبه قائلاً(أعمار أمتي ما بين الستين والسبعين، وأقلهم من يجوز ذلك. رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي.. ومعنى الحديث أن أغلب أعمار هذه الأمة تتراوح بين ستين سنة إلى سبعين، ومنهم من يزيد على ذلك وهو قليل. كم تبقى لكم سادتي (اقعدوا في الواطه واحسبوا) لن يعيش الواحد منكم نصف ماعاشه إلا القليل ، ولايعلم أحدكم من الذي عليه الدور في الرحيل الى الآخرة ، وبل لايعلم أي منكم هل يكمل رمضان هذا ويحضر العيد أم لا . تذكرت كل ذلك وأنا استمع خلال يومين لآراء الناس في الدكتور محمد عبدالرازق كبيرالجراحين الذي توفي امس الأول في حادث حركة ، فلقد اجمع كل الناس الذي استمتعت إليهم أو قرات كتاباتهم أجمعوا على فضل ونزاهة وكرم أخلاق هذا الرجل الذي لقي ربه نهار رمضان صائما( ولمثل هذا اليوم كانوا يعملون). أرجو أن يسأل كل شخص نفسه ، هل سيكون هذا رأي الناس فيه عندما يموت وهو حتما ميت إن لم يكن اليوم فغدا، أعتقد أن الكثيرين لو صدقوا مع أنفسهم ، فهم إما سيستقيلون اليوم أو سيفرون إلى مكة مجاورين الحرم بقية عمرهم مستغفرين. العمر يمضي وللسلطة بريق يعمي الأبصار مهما صغرت ( انظروا للخفراء وحراس البوابات في المستشفيات كيف يتعاملون...سُلطة). دعوتي لكل صاحب منصب في هذه البلاد الممتدة من الشرق الى الجنينة ومن حلفا الى أقصى جنوب النيل الأزرق، فروووووا ألى الله قبل فوات الأوان واغتنموا فرصة هذا الشهر الكريم ، وتوبوا إلى بارئكم ، عسى أن يغفر لكم ماارتبتموه في حق هذا المواطن المسكين ، واتقوا دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب، فوالله الذي لا إله إلا هو لقد رأيت وسمعت العشرات يخصصون دعوة الإفطار ضد من ظلمهم وأخذ حقوقهم وكلنا يعلم الحديث الشريف(.. قال عليه الصلاة والسلام : وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ تُحْمَلُ على الْغَمَامِ وَتُفْتَحُ لها أَبْوَابُ السماء ) وَيَقُولُ الرَّبُّ عز وجل وعزتي لأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِين)..فكيف إذا اجتمعت دعوة المظلوم مع دعوة الإفطارالمستجابة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:ثلاث دعوات لاترد دعوة الوالد لولده، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر. أملي أن يمسك كل منكم بقلمه ...ويضع نقطة ويبدأ سطر جديد..سطر قد لايمتد لأسطر ( فكلكم ميتون.... والكفن مافيهو جيوب) ألا هل بلغت اللهم فاشهد