٭ هذا الوطن الجميل.. يزداد بهاءً وإشراقاً ويزدان أضواءً وتهطل مطر خيره في رمضان .. والحديث هنا ليس عن تلك الأجواء الروحانية الشاهقة لا عن تسلل أشعة يثرب القدسية لتضيء تراب الوطن ليس لذلك العطر الذي يعطر سماء البلد.. لا للاناشيد القدسية التي تججل رجع الصدى لتلك الافواه المتوضئة، والأرجل المغبرة لرحلة قاصدة إلى فاطر السماء والارض وكل الكون.. لا الأمر ليس كذاك هو في وجهة مختلفة تماماً، وفي مضمار غير هذا تماماً، ولأن مالك الكون قد قال «إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي عليه» دعوني أتقيد حرفياً ونصياً وقوةً وجسارة بذلك، أقول إن نسكي وصومي هو شأن خاص بي لا يمر وهو في طريقة إلى السماء عبر احد .. ولا هو مرسل عبر وسيط للخالق المصور..إذ لا حرف واحد عن الوعظ والإرشاد وكشف أوراق صيامي التي هي فقط لله الواحد القهار والجبار . ٭ أحبتي هي سياحة للساعات المطرقة واللحظات المزهوة والبرامج البديعة ووابل الإبداع الذي يتساقط علي مطراً خفيفاً وإليكم هذه الخواطر ولكم هذه اللحظات من الترف والبهجة والبهاء . ٭ في رمضان أبداً وكل رمضان وبعد أن يذهب الظمأ وتبتل العروق ويثبت الأجر بإذن الله ..بعد هذا احتضن كدابي ومنذ سنوات خلت الراديو... أضمه إلى صدري في حنان وحنو وحنية لا أشاهد قناة تلفزيزنية مطلقاً .. رغم أني أحني قامتي وأمد يدي بالتحايا والامتنان لتلك الكواكب والافلاك التي تنثر ازهاراً رائعة علي ضفتي النهر العظيم ٭ الراديو في رمضان حبيبي وصديقي .. هو مثل الشعب أبي وصديقي تحملني موجات أثيره إلى ذروة المتعة والروعة وياخذ بيدي للنجوم محلقين بي حيث لا أمنيات تخيب ولا كائنات تمر ٭ لست رهيناً لمحطة واحدة... ولست أثيراً لموجة واحدة.. بأناملي أجوب المحطات محطة محطة.. أخلع نعلي وأمشي خاشعاً حافياً عندما يفوح عطر الصندل من إحدى المحطات وأعرض صدري ليتساقط عليه مطر الإبداع بزقزقة وعربدة ومتعة.. أحكيها لكم محطة محطة وأنتم أثيرين عندي، تهزني أخباركم الطيبة.. أنتشي بفرح طفولي لحظة أسمع عنكم ولكن من أنتم.. أنتم أبناء وطني وشركاء همي وحزني وفرحي في هذا الوطن الجميل.. أحكي لكم باقات من البدائع والروائع التي تلقفتها كما يتلقف الجائع أو المحروم عندما ياتي للطعام.. أخص بها الذين كانوا في محطات أخرى وفضائيات أخرى وفاتهم هذا الشلال المتدفق من الإبداع والإمتاع . ٭ وأثناء بحثي وتجوالي بين المحطات إلتقت أذني بصوت مطبوع بآخر بوصة من سويداء قلبي.. أتوقف قليلاً.. أعيد ترتيب الموجة.. تتجلى تنقى وتتضح .. إنه المبدع.. كنز الإبداع .. ومستودع.. الجمال ..وخزانة البهاء .. عثمان جمال الدين، وياله من قامة شاهقة وياله من نجمة زاهرة وشاهقة في سماء وطني الجميل.. ٭ وزورق رشيق بهي الألوان متين البنيان ينزلق على سطح ماء دافئ فضي رقراق...زورق يشق طريقه بين الأمواج الهادئة الوادعة المسالمة، ويجوب الوطن البديع بحثاً عن مجال يفيض به الوطن حتى يتدفق .. ولكنة قلق المبدعين «التشابي» للامساك بالأقمار والنجوم.. إنها رحلة ترفع علماً مكتوب عليه مدن وأرياف .. يا إلهي إنهم يوقفون عند حبيبتي معقل آمالي ومحور أفكاري وملاذي وحبي وحبيبتي أم درمان.. يا إلهي ويالسعدي وسعادتي وفرحي وطيب أيامي إن الضيف هو الصديق الحبيب عبد المنعم الكتيابي وعبد المنعم يحكي ويومض في عقلي «مخي» .. مر ذاك العبقري التجاني يوسف بشير ..وبكرة نزيح الغطاء عن قارورة العطر البهيج