لا أ عرفُ كيف سيكون مطار السودان الدولي الجديد، لكني لوكنتُ مسؤولا، عن هذا المطار، لكنتُ قد ابتعثتُ إلى الدوحة نخبة من الكوادر التشغيلية المستقبلية، إلى الدوحة، لمدة ستة أشهر كاملة، للوقوف على تجربة كيفية صناعة المطارات، وإدارتها، وتشغيلها بمنتهى السلاسة والأبهة، والإنضباط والجمال! ليست هنالك من دولة، في العالم، في هذه الألفية، لا تزالُ تعيش في كهفها. هذه ألفية الإنفتاح والتنوير، والعاقلُ من انفتح على تجارب غيره، واستنار بوميض ضوئهم، وفي الوقوف على معجزات الامم، الإنبهار أولا، ثم تنزيل «ياريييييت»إلى حيز الفعل، والإمكان، بقدر ماتستطيع! مطار «حمد الدولي»، واحد من معجزات « حمد» هذا الرجل الكريم الخلاق، التي تحمل هذه التحفة البشوشة اسمه. لكل إمرء من اسمه نصيب، وكذا لكل شئ.. ولئن كان من نصيب « حمد» الحمد، وهو ما انعكس في كرمه وبشاشته، وافترار فمه، ولمعة أسنانه، واريحية كفيه، فأن من نصيب المطار الذي يحمل اسمه، كل ذلك.. « حمد الدولي»، عجيبة من عجائب هذا الزمان.. تحفة من المعمار، والذوق، والبشاشة، والإنضباط، والنظافة، والكرم، والجمال، والإبتسام، والسلاسة في إجراءات الدخول والخروج.. تحفة- بحق- تستثير العقل، والروح.. وتستثير الخيال! المطار- أي مطار- هو النافذة التي يطل منها الزائر- أي زائر- لهذه الدولة أو تلك.. ومن المطار يمكن لأي زائر، أن يأخذ فكرة مسبقة، عن هذه الدولة: سلوكيات أهلها، ونظافتهم، وبشاشتهم، وترحابهم، وانضباطهم، وكرمهم.. وفي جملة واحدة، ما إذا كانوا جزءا، من عقل ووجدان وأعصاب هذا العصر، أم من مخلفات الماضي! كل الذين، مروا- دخولا وخروجا- من مطار « حمد الدولي» انبهروا.. وماهو مطلوب من مختلف الكوادر السودانية- إذا ماتأتى لها أن تقف على المعجزة المدهشة- ليس الوقوف فقط للإنبهار، وإنما لصنع معجزة تليق بالسودان، وبالسودانيين. بالطبع، السودان ليس غنيا- كما قطر- ليصبح مطاره الجديد، في أمدرمان في أبهة هذه التحفة التي لايزال يتحدث عنها العالم كله، بألف لسان إعجاب ولسان غيرة، لكن.. في إمكان السودان، إذا مااستثار عقله وخياله- وفتح عينيه على تجارب الآخرين-أن يخرج للعالم، بما يلفتُ الأنظار، ويعجبُ.. ولو قليلا! « العين بصيرة، والإيد قصيرة»! تلك مقولة العاجزين عن فعل التمام.. ولو كنتُ أملك سلطة، لكنتُ قد شطبتها شطبا، من أدمغة الكوادر التي ستقفُ على معجزة « حمد الدولي» قبل وقت من إقلاعهم، من مطار الخرطوم البائس، التعيس! أيها السادة: إذا ما كانت النفوسُ كبارا، تشابت» الأيدي القصيرة»، و.... طالت!