تأرجح الزورق المطاطى بعنف وفرت المياه مذعورة على جانبيه وهو يشق عبابها بقوة يتعالى صراخ يائس هنا وهناك .. شخص (طارق ) ببصره بعيدا لا شئ يلوح فى الأفق سوى أمواج البحر العاتية ... تذكر امه ووجهها يفييض دمعا وهو يخبرها بان رحلته ستطول ...أحتضنته بقوة وهى تدعو له بالتوفيق أينما حل .. لم يخبرها بوجهته المجهولة عبر المتوسط ..ولكن حدس الأم أشعرها بان رحلة إبنها ستطول .طارق الإبن البكر لأرملة وام لثلاث بنات وولد وحيد ... ورث عن والده معاش ضئيل يتهاوى كل شهر امام إحتياجات البيت ومتطلبات دراسة إخواته وعلاج الحاجة الباهظ .. ترك الدراسة مرغما ودخل معترك الحياة عمل بمختلف المهن لكن اليد الواحدة لا تصفق ....تشرق الشمس كل يوم على هجرة احد (الحبان ) إمتلأت (الحلة ) بأطيافهم ، هنا كا يتسامر ومعتز وهناك حيث يضاحك على ، أين إبراهيم ؟ ،عبد الرحمن وبقية الإخوان ...لم تثنيهم فواجع التوهان والغرق عن أرض الأحلام . لابد من اللحاق بهم .. الموج يبلل وجهه لاح وجه امه الدامع وإخواته الجزعات وجهه الباكى تصفعه المياه بقوة لا يأبه لها المهم ان يصل إلى الضفة الأخرى عله يلتقى أحد رفاقه فى فرنسا ، بريطانيا او ربما إيطاليا ..وجهته الجنة حيث تنتظره أحلامه ... لقد بدأ موسم الهجرة إلى الشمال...إلى وطن يسع كل الطموحات بعد أن ضاقت الأرض جنوبا ببنيها ... { نسرين خليفة