متى نشهد انتفاضة الأسد الجريح؟ إذا كان لدى نجوم فريق هلال كادوقلي إرادة قوية وولاء مهم للفريق، فإنهم لن يفرطوا في أي مباراة قادمة بعد نزيف النقاط المستمر منذ فترة طويلة، بدليل أن الفريق لم يكسب أي مباراة في الفترة الأخيرة على أرضه. وإذا كنت لاعباً لهذا الفريق الذي صنع تاريخاً لنفسه في مسيرته الممتازة لاقتحمت جميع المطبات وقهرت كل الصعاب، وإذا كنت محل الجهاز الفني لتلافيت كل الأخطاء التي وقعت فيها أو وقع فيها الفريق، ولو كنت لاعباً بالفريق لأظهرت في هذه الفترة بالذات المعدن الأصيل للاعب الأصيل المحب لشعاره، وإذا كنت لاعباً بالفريق لرفعت شعار لا بديل للفوز سوى الفوز وحرصت على استعادة نغمة الانتصارات. وبدورنا نتساءل متى ينتفض الأسد الجريح؟ أتاحت الظروف وبرمجة مباراته مع التطواني المغربي أن يقضي نجوم الهلال العيد في السودان وسط فرحة غامرة. وبينما استمتع نجوم الهلال بالعيد فعلى النقيض كان الأمر في المريخ. ولقد تكشفت هذه الحقيقة من خلال الزميلة العزيزة صحيفة الصدى، ومن خلال رسالة للزميل شمس الدين من الجزائر، وذلك من خلال إفادات أدلى بها للصحيفة اللاعب ضفر، فاللاعب ضفر قال إنه ومن خلال المواجهة التي تمت بين غارزيتو ونجوم الفريق كان هو من أنصار المجموعة التي طالبت بقضاء العيد في السودان ومن ثم العودة مجدداً للجزائر، ومضى اللاعب لأبعد من هذا عندما قال ما معناه إن هذا الأمر يصب في رفع معنويات اللاعبين استعداداً لمباراة وفاق سطيف، وأضاف بالحرف الواحد وهو يقول: خاصة وأن هذه المباراة، أي مباراة وفاق سطيف، معنوية أكثر من أي شيء. حقيقة إذا توقفنا مع حديث ضفر وأمعنا النظر فيه وحللنا كلماته نجد أن هناك مجموعة من اللاعبين كانت تطالب وترغب بالعيد في السودان، وأنها قضت العيد على ملل في الجزائر. ولكن براعة غارزيتو وتبريراته وأنه كان صاحب الاقتراح الرامي لإقامة المعسكر بالجزائر، هذه التوضحيات والتبريرات هي التي هدأت من الرغبة الملحة لبعض اللاعبين بالعودة للسودان، وبعدها كانت إدارة البعثة قد تعاملت مع الأمر بذكاء ونفذت برنامجاً ترفيهياً يوم العيد لكسر حالة المملل والرتابة التي تتسبب فيها المعكسرات الطويلة. وخيراً فعلت إدارة البعثة، لأن بعض لاعبي كرة القدم مثل الأطفال يحتاجون لطريقة خاصة في التعامل. وفي يقيني أن إدارة البعثة تمكنت من محاصرة مظاهر القلق والبعد من الأهل، ونأمل أن تمضي أحوال المريخ هادئة دون تأثير، وأن تظل الأجواء مثالية وصافية استعداداً للمباراة المصيرية.