حبيبنا الغالي جداً عبدالماجد عبدالحميد .. ٭ أشواقي لك لم تفتر .. لمجالسك العامرة .. لروحك النقية الطيبة لنبل تتوشح به دثاراً وإزاراً .. والآن أكتب لك .. بعد أن قرأت كلماتك التي تقطر دموعاً بل دماً .. أسفاً وأسى على انشقاق أحبابك وأخوانك الاسلاميين .. ثم واصلت مطالعاً كلماتك التي هي أشواق هائلة لوحدة الاسلاميين .. أنا صديق رغم حبي واحترامي لك .. أقف في الضفة الأخرى من «تنظيمكم» بل أنا من الذين أسعدهم وأفرحهم وأبهجهم انشقاق هذه الحركة التي ما عرفنا منها غير قسوة وغلظة .. وصدقني يا صديقي إننا وفي هذا الوطن الجميل لم «نضوق عافية» ولم تنحسر موجات الفزغ والرعب إلا بعد ذاك الانشقاق الحزين بالنسبة لكم السعيد بل وإنه «عيد» بالنسبة لنا .. عجيب يا ماجد أمركم .. تبكون بدموع الخنساء على «انشقاق» حزب ولا تزرفون دمعة على انشقاق وطن بأكمله .. لست وحدكم في الوطن بل حتى جميع أخوانكم في كل أقطار الدنيا مثلكم يتطابقون معكم تطابق المثلثات لضلعين وزاوية .. عند انشقاق الاسلاميين في تلك الأيام «الفرايحية» هبط أرض الوطن «أخوكم» الغنوشي وزرف من الدموع ما يكفي لإقامة بحيرة حزناً وبكاءاً مراً على إقصاء جزء من الاسلاميين من مفاصل السلطة .. ونفس الرجل لم تهتز له «سبيبة» عندما انشق الوطن بحاله وذهب مبكياً عليه «الجنوب» «بناسه» وموارده وأشجاره وأنهاره .. كذا كان حال «أخوكم» «القرضاوي» جاء معزياً ومواسياً عند انشقاق حزبكم ولم «ترجف» له كبد عندما غادرنا أحبة وأحباب وأخوة مواطنة من الجنوبيين .. وهذا تماماً ما فعله أخوكم «الزنداني» أنكم تعلون قدر تنظيمكم أكثر بكثير من الوطن .. ٭ صديقي ماجد .. لماذا تطلقون عقال هذه الأشواق الآن .. ولماذا تعزفون على أوتار وحدة الاسلاميين في هذه الأجواء التي يحاول فيها أخوانكم في قيادة البلاد تنقية الأجواء ومد الأيدي لكل أفراد هذا الوطن حتى تلتئم صفوف السودانيين، ليديروا ظهورهم لحقبة من الاحتراب والخصام والتنازع .. صدقني يا صديقي إن وحدة الاسلاميين لو تمت في هذه الأجواء المفعمة بالتراضي والتفاؤل سوف تنأى بأطياف كثيرة من مكونات هذا الشعب وسوف تنهض حوائط أسمنتية بين هذه الأحزاب الموالية والمعارضة وسوف يذهب الحوار مع الريح.. ٭ حبيبنا ماجد .. إنكم تعيشون وسط هذا الشعب وتتحركون وتتنفسون في أجواء شعب السودان وليس شعب الإكوادور .. وأعلم يا حبيب أننا في هذا الوطن الجميل قد «جربنا» حكم الاسلاميين وهم كرة فولاذية موحدة .. وأيضاً قد «عشنا» و»جربنا» حكم الاسلاميين بعد ذاك الانشقاق حيث انفرد أخوانكم في «المؤتمر الوطني» بقيادة البلاد .. أصدقك القول يا صديقي ورغم إني والمؤتمر الوطني خطان متوازيان لا يلتقيان إلا على كراسة بليد .. رغم ذلك أقول .. أننا بتنا «نتنفس» وبات الدم يتدفق في عروقنا و»شمينا العافية» بعد أن انزاحت تلك الصخرة الهائلة من صدورنا جراء الانشقاق، وإذا قدر للاسلاميين أن يلتئم شملهم مرة أخرى ومن جديد تأكد أن أياماً مفزعة ومخيفة في انتظارنا، وأن وحدة الاسلاميين مرة أخرى معناه العودة إلى المربع الأول من عمر الانقاذ والذي «شفنا» فيه الويل وسهر الليل وتلك وبالتفصيل نحكيها لاحقاً .. لك ودي.