قبل أن يطير كلام السيد وزير الكهرباء في الهواء ويستقر في مسامعنا وهو يقول إنها لا توجد برمجة لقطوعات الكهرباء «حالياً»، احتجب التيار الكهربائي أمس الأول عن الكثير من أحياء العاصمة مواصلاً دلاله وسخريته من التصريحات هنا وهناك، مؤكداً أن هناك برمجة واضحة للقطوعات، في وقت تتحدث فيه وزارة الموارد المائية والكهرباء عن زيادات مرتقبة مع تطمينات أن هذه الزيادة لن تتأثر بها الشرائح الضعيفة وأن تعديل تعريفة الكهرباء ليس الغرض منها زيادة الموارد المالية وإنما الحد من الإستهلاك الكبير للكهرباء في ساعات الذروة، والتي تكلف الدولة مئات الملايين من الجنيهات. تتحدث الكهرباء عن سلعة يدفع المواطن ثمنها مقدماً ولا يجدها، ولم يجدها في أكثر الأوقات حاجة لها أيام الشهر الفضيل، لذلك لن نقول إن الحديث جاء مضحكاً لأن شر البلية ما يضحك، ولكن نقول: كان على وزارة الكهرباء أن توفر سلعتها للمواطنين أولاً ثم بعد ذلك يحق لها أن تتحدث عن زيادات أو غيرها وفي التوقيت الذي يعجبها، وكان عليها الحديث عن ما توصلت إليه من حلول لمشاكل إنقطاع التيار الكهربائي وتوفيره وإطلاع الرأي العام عليها عبر وسائط الإعلام ليكون المواطن في الصورة، خاصة وأن السيد الوزير موسى قال في حديثه لبرنامج مؤتمر إذاعي بإذاعة أم درمان إن التداول الإعلامي الواسع لقضايا الكهرباء والحوار حولها عبر كل وسائط الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية ومواقع التواصل الاجتماعي أظهر تماماً مستوى ودرجة الوعي التي يتحلى بها المواطن، كما أظهر التحول النوعي الكبير نحو الأحسن من خلال إدارة حوار موضوعي يناقش المشاكل والصعوبات المختلفة التي تواجههم وكيفية حلها بموضوعية، ووصف التداول الإعلامي بالتعاطي المحمود، ونحسب أن السيد الوزير يتفق معنا في الإعتراف بأن هناك برمجة للقطوعات وإعلانها على الناس هو أول تلك الحلول حتى يتحسب المواطن لأجهزته الكهربائية، وحتي يحتاط بالشكل المطلوب، لأنها في الحالتين «قاطعة قاطعة» وترك القطوعات هكذا دون إعلان للبرمجة تعود على المواطن بالكثير من الأضرار، وأهل الكهرباء أدرى منا بما تفعله عودة التيار فجأة بالأجهزة الكهربائية.