٭ حقق الهلال النقطة الخامسة في مشواره في دوري المجموعات دون أن يتلقى أي خسارة، رغم أنه واجه أقوى فريقين في مجموعته خارج أرضه.. يجلس الهلال بعد انتهاء الدورة الأولى علي صدارة مجموعة بها نادي مازيمبي الكنغولي أفضل فريق أفريقي من حيث النتائج التي حُققت للقارة الأفريقية بإحرازه للمركز الثاني في كأس العالم للأندية .. ٭ استطاع الهلال أن ينتزع تعادلاً ثمنياً من المغرب التطواني الذي دخل لمباراة أمس الأول بشعار نكون أو لا نكون .. ٭ الهلال بخمس نقاط وثلاثة أهداف .. يحتل الصدارة بالمشاركة مع مازيمبي في عدد النقاط، وهو صاحب أفضل هجوم بالاشتراك مع سموحة المصري واهتزت شباكه بهدف وحيد ليأتي في المركز الثاني بأفضل دفاع بعد مازيمبي الذي لم تهتز شباكه حتي الآن ! ٭ هذه هي الآرقام التي لا تقبل الجدال ومن بعد ذلك فإن أبواب النقاش مفتوحة للجميع خصوصا بعد نهاية مباراة المغرب التطواني التي كثر النقاش حولها وبتباين آراء غريب .. فهناك من يرى أن الهلال حقق المطلوب، وهناك من يرى أن الهلال قدم أسوأ مباراة وهناك من يرى أن الكوكي كان في واد والكرة في واد آخر، وهناك من يرى أن الكوكي قاد الهلال بامتياز في هذه المباراة وأحسن التبديلات، وهناك من يرى أن الطريقة الدفاعية التي لعب بها الهلال خصمت من قوته الهجومية، بينما يرى آخرون أن الكوكي أحسن اختيار هذه الطريقة لينتزع نقطة يتصدر بها المجموعة .. ٭ وهذا التباين الكبير في الآراء حول أداء الهلال في مباراة المغرب التطواني له أسباب عديدة، ولكن أهمها خروج الهلال بنقطة غالية رغم الأداء الجيد للمغرب التطواني، وهذا يقودنا ببساطة ودون جدل إلى أن نعيد حقائق في كرة القدم يتجاهلها إلى حد كبير السودانيون، مثل أن تحقيق النتائج الايجابية في كرة القدم لا يحتاج للأداء الجميل من حيث التمرير ومهارات التحكم أو الانتشار في الملعب .. فلكرة القدم أبواب كثيرة يمكن أن تدخل بها للنتائج الايجابية مثل الضربات الثابتة ! يمكن أن تدافع طوال المباراة وتعطي احساسا لخصمك والمشاهدين بانك غير قادر علي فعل شئ ولكنك تعرف جيداً أنك قادر علي أن تحرز هدفاً من ضربة ثابته ! هذه الحقيقة التي يجب أن نقف عندها كثيراً لنكرر القول بأن نتيجة كرة القدم باختصار هي (كيف تحرز هدفاً وكيف تحافظ علي عدم إحراز خصمك للهدف) ٭ من ناحية كيف تحرز هدفاً فقد نجح الهلال في الوقت الذي يحتاج فيه لإحراز الهدف في احرازه ! أما كيف تحمي شباكك من خصمك ؟ فقد فشل فيها الهلال وعلينا أن نتحدث عن الهدف الذي اهتزت به شباكنا لنستفيد من هذا الأخطاء الكثيرة التي تسببت في هذا الهدف، والتي تسببت أيضا في نقد عنيف للكوكي، وهذه أيضا كرة القدم .. فعندما تنتصر فان كل ما تفعله يكون صحيحاًَ أو مقبولاً وعندما تُهزم فإن الصورة تكون معكوسة تماما ! ٭ جاء الهدف من كرة عكسية من الجانب الأيسر للهلال، وهو الجانب الأيمن للمغرب التطواني الذي كان نشطاً في الشوط الأول، وإزداد نشاطاً في الشوط الثاني بعد مشاركة «لخضر» ٭ ومن ناحية الانتباه لهذه الخطورة فإن المدرب الكوكي لم يكن غافلاً عنها نهائياً، فقد أعاد معاوية فداسي المدافع المتخصص في هذه الخانة، ولأنه يخاف علي فداسي من أي ضغط كبير فقد أشرك بجانبه لاعب صاحب نزعة دفاعية وهو أطهر الطاهر وضحى الكوكي بوليد علاء الدين الذي كان يشارك أساسياً في هذه الخانة، وبالتالي فإن الكوكي ومنذ بداية المباراة كان يعلم بخطورة هذه المنطقة.. خيار أطهر الطاهر أثار جدلاً فهو يلعب برجله اليمنى مما يعني عدم القدرة علي بناء هجمات من الجانب الأيسر بالشكل المطلوب، وهو ما كان واضحاً في أداء أطهر الذي نجح إلى حد ما في المساندة الدفاعية، ولكن هناك من يرى أن الكوكي كان بامكانه أن يشرك «بشه» هنا ويكسب أطهر من الناحية اليمنى بانطلاقاته الهجومية وتصويباته وعكسياته ! ٭ محلل «بني ان سبورتس» المتميز التونسي «السليمي» قال إن الكوكي لم يحسن التعامل مع خطورة هذه المنطقة في الشوط الثاني، وكان من المفترض أن يستبدل فداسي بعد أن نفذ مخزونه اللياقي .. ولكن السليمي لا يعلم بأن الكوكي لا يملك في كنبته من هو أفضل من فداسي حتي بلياقه ضعيفة ! السليمي أيضا اقترح تحويل سي سي من الجانب الأيمن للأيسر وإشراك لاعب في الطرف الأيمن، ولكن هذه أيضا مخاطرة كبيرة وتغيير كبير كان من الممكن أن يدفع الهلال ثمنه ! ٭ هناك تباين كبير في أداء اللاعب كاريكا فهناك من يطالب بجلوسه على دكة البدلاء، وهناك من يرى أنه من نجوم المباراة وأنا منهم .. ويبدو أن الذين ينتقدون كاريكا يحصرون نظرتهم في بعض أخطاء التمرير أو بعض الأخطاء الأخرى متجاهلين تماماً الدور الكبير الذي يقوم به كاريكا في الدفاع والتجوال في كل أرجاء الملعب ومساعدة الزميل بهذه الحركة وفتح مساحات في دفاع الخصم بجانب نقل الكرة من الوسط للهجوم بسرعة متناهية .. ما يقوم به كاريكا لا يستطيع أي لاعب في الهلال القيام به ! ٭ هناك من طالب من قبل بابعاد كاريكا وإشراك الجزولي .. الذي لم يحتاج لأكثر من شوط ونصف الشوط ليؤكد بانه بعيد جداً عن المشاركة أساسيا في الفرقة الزرقاء، وأنه يحتاج إلى وقت طويل ليطور مستواه ويتعلم أبجديات التسليم والتسلم .. بجانب التخلص من الكسل البدني والذهني ويكفي أن نقول إن كاريكا كان يأتي من خلف الجزولي ليضغط علي اللاعب القريب من الجزولي ! نواصل