حمل توقيع الرسام البرازيلي أندري وليامس روخا (أندرزينهو) على شباك الحارس محمد اليوسفي الخبر السعيد لأنصار الهلال السوداني، عندما أدرك التعادل وعاد بفريقه من بعيد في ليلة تخلف فيها عند الدقيقة 70 أمام مضيفه المغرب التطواني بملعب سانية الرمل.. وأفلح المدرب التونسي نبيل الكوكي في الإستعانة بالساحر البرازيلي، القادم من مقاطعة ريودي جانيرو في التوقيت المناسب والحرج في نفس الوقت، ليلعب دور المنقذ ويتجاوز بالسفينة الزرقاء مطب مدينة الحمامة البيضاء على سواحل البحر الأبيض المتوسط، حيث أفلح اللاعب في وضع البصمة الأبرز والأجمل في المناسبة من ضربة مخالفة، غالط بها الحارس وأعاد المباراة لنقطة البداية بعد مرور سبع دقائق من افتتاحية عبدالعظيم الخضروف. فرضية التعادل أعادت العملاق السوداني إلى مقدمة الترتيب عن المجموعة الأولى بخمس نقاط، فيما أبقت على السفير المغربي الوحيد في المؤخرة بنقطتين، ليضع فريقنا قدماً في الدور نصف النهائي مع مازيمبي الكونغولي، المتساوي مع الهلال في النقاط، المتخلف عنه بالأهداف، وبذا يمضي الفريقين المرشحين في الإتجاه الصحيح بصورة منطقية وطبيعية. التعادل هو الثاني من نوعه للأزرق على مستوى مرحلة المجموعتين، حيث تعادل من قبل بدون أهداف في الجولة الأولى أمام مضيفه مازيمبي الكونغولي في معقله بلوممباشي، بينما فاز على ضيفه سموحة المصري بهدفين دون رد في أم درمان، وبالتالي يحافظ على سجله خال من الهزائم، وربما يستطيع ذلك في الجولات المتبقية من هذه المرحلة، على أساس أنه يلعب بأرضه الجولتين الرابعة والخامسة أمام التطواني ومازيمبي، قبل الختام في السادسة أمام سموحة بالإسكندرية، وهو انجاز يحسب للاعبين والإطار الفني.. وإذا ما فعل الفريق ذلك تكون هي المره الأولى في تأريخ مشاركاته بدوري أبطال أفريقيا. تمسك الفريق بثقافة النتائج الإيجابية خارج القواعد، وهو النهج الذي سلكه الكوكي، وظل يؤكد عليه في أكثر من مناسبة، بفلسفة وقاعدة:»على الفريق الذي يريد البطولة أن يفوز أو يتعادل على الأقل بعيداً عن ملعبه».. وحتى تصريحاته الأخيرة التي سبقت مباراة التطواني سارت في الإتجاه نفسه، وبأكيد الثقة في قدراته كمدرب، وإمكانات لاعبيه.. ومضى المدرب ورفاق سيف مساوي متمسكين بالقاعدة. أكد الهلال على قدراته كمجموعة، ومارس ضغطاً قوياً على الجبهة الدفاعية لأبناء الماتادور الأسباني (سيرجيو لوبيرا) وأرغمهم على التراجع إلى آخر نقطة على حدود تطوان، في الحصة الأولى، مع محاولات غير مؤثرة للخروج من الحالة الدفاعية، ودخول أجواء المباراة والتقدم الهجومي. ونجحت كتيبة الكوكي في فرض الأسلوب وامتلاك زمام المبادرة، بفضل نجاعة وسط الميدان في وجود نصرالدين الشغيل، بشة، نزار وأطهر الطاهر، مع تحركات إيجابية لمدثر كاريكا والبرازيلي جوليام بونفيم في المقدمة الهجومية، في الوقت الذي قدم فيه السنغالي سليمانو سيسيه، أتير توماس، مسايو ومعوية فداسي مردوداً جيداً في الجوانب الدفاعية والهجومية معاً.. ولكن هذه الوضعية لم تصمد في الحصة الثانية أمام فريق الحمامة البيضاء، الذي حاول الفكاك من أسره والتحليق بجناح مكسور في غياب لاعبين كبار، على غرار العميد محمد أبرهون والعملاق السنغالي مرتضى فال، وبالفعل وصل الفريق إلى الهدف بشكل جميل من الخضروف، وسط توهان الدفاع الهلالي، وحالة التراجع غير المبرر لكامل قوة الفريق، ليفقد الهلال هويته وشكله، ويعود للعب العشوائي والأداء الإرتجالي، في غياب تام لرجال الوسط، وضعف فاعلية الهجوم بعد خروج جوليام مُصاباً وتراجع كاريكا للوسط. بهذه الطريقة الغريبة فتح الهلاليون الطريق للمغاربة للتقدم، ولعبوا على وقع التعادل منذ وقت مبكر، إلى أن جاءت الإستفاقة والعودة إلى الصواب بعد هدف التقدم، ليستعيد الأزرق وضعيته الصحيحة، ويحقق المهم، ويعود بنقطة جداً غالية.. في انتظار الجولة الراعبة من التطواني نفسه 7 أغطس الحالي في مقبرة الأبطال بأم درمان.